منوعات

ديمقراطية الحكم الرشيد على منهاج النبوة

محمد سلطان الرشيد

ناشط سياسي
عرض مقالات الكاتب

ربما سيستغرب الكثير من العنوان لكن لا بد من شرح الأمور بطريقة أخرى، ولا بد من إعادة صياغة المصطلحات لكي تُحقّق غايتها، طبعًا ما يعنيني بهذا المقال مصطلح الخلافة على منهاج النبوة.

الخلافة هي نظام حكم سياسي عام، الأغلبية المطلقة من المسلمين يظنون أنه نظام حكم إسلامي أي خاص بالمسلمين لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، لكنني وجدت أن نظام الخلافة ليس خاصأ بالمسلمين وحدهم إنما نظام حكم عام للبشرية، و يستطيع استخدامه المسلمون وغير المسلمين.

الأصل أن لكل نظام أداة حكم تحدد فيه كيفية تشكيل السلطات و كيفية ترابط السلطات فيما بينها، فمثلًا لو قلنا نظام رئاسي فورًا سوف نعرف أداة الحكم المستخدمة وكيفية تشكيل السلطات و كيفية ترابط السلطات فيما بينها، وكذلك لو قلنا نظام برلماني سوف نعرف الاختلاف ما بين النظامين بكيفية تشكيل السلطات و العلاقة فيما بينهما.

بهذا المقال سوف أقول للجميع بأن نظام الخلافة هو نظام سياسي أصبح لديه أداة حكم وهي ديمقراطية الحكم الرشيد و من خلال هذه الديمقراطية سوف يعرف الجميع كيف تتشكل السلطات و كيف تكون علاقة السلطات فيما بينها في نظام الخلافة.
بهذا الشكل يكتمل نظام الخلافة بشكل كامل كنظام سياسي لديه كل الأدوات القانونية و الدستورية على مستوى المحلي و العالمي، ولا تستطيع أي جهة اتهامنا بالإرهاب.
لنشرح جملة “على منهاج النبوة ” لكي نحقق خلافة على منهاج النبوة كان لابد من جعل ديمقراطية الحكم الرشيد مبنية على منهاج النبوة أي لابد أن تكون إجراءات و التزامات هذه الديمقراطية كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فعدنا لأول عمل سياسي في الإسلام فكانت بيعة العقبة الثانية، استخلصنا منها كل إجراءات والتزامات ديمقراطية الحكم الرشيد.
كان تشكيل السلطات في بيعة العقبة من أرقى الطرق في العالم في تشكيل السلطات. تمت البيعة من الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر رجالًا و نساءً، ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتشكيل سلطة تمثيلية من اثني عشر نقيبا تم اختيارهم من الصحابة أيضا بشكل مباشر مما يعني أن الشعب هو من يعطي الثقة بشكل مباشر للسلطة التنفيذية و التمثيلية فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يتدخّل في اختيار الصحابة لممثليهم وهذا يعني الفصل القطعي التخصصي و الإيديولوجي بين السلطة التنفيذية و التمثيلية.

طريقة الرسول صلى الله عليه و سلم جعلت العلاقة بين السلطات هي الشورى وجعلت من السلطة التمثيلية سلطة تمثل الشعب، لذلك ديمقراطية الحكم الرشيد تعتمد بتشكيل السلطة التمثيلية 60% من مقاعدها للمجتمع المدني والأهلي بدائرة فردية و قانون الأكثرية المطلقة و 40% أحزاب ليس لهم تمثيل بالفريق الرئاسي بدائرة متوسطة على مستوى المحافظة بلوائح فردية و قانون الأكثرية المطلقة وبهذه الطريقة نكون حققنا بناء سلطة تمثل الشعب ولا تمثل الأكثرية السياسية كما هو في الديمقراطية الليبرالية.
طريقة الرسول صلى الله عليه و سلم بتشكيل السلطات ألغت القاعدة الشاذة في الفكر الغربي التي تقوم عليها الديمقراطية التمثيلية الليبرالية وهي 51% يحكمون 49% لأنه بديمقراطية الحكم الرشيد الشعب هو من يعطي الثقة للسلطات فيصبح الشعب هو المصدر الأساسي و الوحيد للسلطات في الدولة، وبهذه الطريقة تصبح الإنتخابات ذات فعالية مضاعفة و نتائجها رائعة و لا يستطيع أحد التلاعب بها، وبهذه الطريقة يصبح الدستور ذو فعالية و لا أحد يستطيع خرق الدستور و القانون، بهذه الطريقة يتم القضاء على كل أنواع الاستبداد العسكري و الأمني و السياسي و الإعلامي المحلي و العالمي.
اليوم نستطيع أن نقول للعالم أجمع هذا هو نظام الخلافة على منهاج النبوة و ليس الخلافة التي صنعتها أجهزة المخابرات العالمية لكي تكذب على شعوبها ولكي تتم تصفية الإسلام و المسلمين بحجة الإرهاب و الإرهابيين.
اليوم سوف نقول لكل الجماعات التي تسفك الدماء باسم الدين وإقامة الخلافة بحجة تطبيق الشريعة أنتهت لعبتكم المخابراتية بعد اليوم لن تستطيعوا الكذب باسم الإسلام و باسم الخلافة و باسم تطبيق الشريعة بوجود ديمقراطية الحكم الرشيد لن تستطيعوا الكذب على الشعوب وسوف نثبت لكل الشعوب في العالم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين.
اليوم نستطيع أن نقول للعالم ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية بناء السلطات هو الأفضل للشعوب و لحرية الشعوب و لكرامة الشعوب و لإنقاذ الشعوب من النظام العالمي وأدواته القذرة.
أهم ما تدل عليه عبارة خلافة على منهاج النبوة هي أن بناء سلطات الدولة بشكل الصحيح و العادل الذي يعطي الشعب حقوقه الكاملة هي واجبة قبل المطالبة بتطبيق أحكام الشريعة لأن أصل تطبيق أحكام الشريعة يكون من قبل سلطات أخذت شرعية كاملة و متكاملة من الشعب، ليصبح نظام الخلافة على منهاج النبوة لكل البشرية.

ويستطيع تطبيق هذا النظام أي شعب أن كان مسلمًا أو غير مسلم، وعلى أيّ مساحةٍ جغرافية صغيرة أو كبيرة لأن أصل الخلافة هي نظام حكم عام يبني دولة مدنية عادلة سلطاتها تمثل الشعب.
تبقى قضية التشريع مرهونة للشعب و لسلطته التي تمثله في الدول غير الإسلامية. أصبحنا اليوم نستطيع أن نقول للعالم أجمع أن الإسلام دين و دولة و يصلح لكل زمان ومكان، وأقول لكل مسلم في كل أرجاء المعمورة اليوم تستطيع مواجه الإسلام فوبيا بديمقراطية الحكم الرشيد لنقول للعالم أجمع كيف الرسول صلى الله عليه وسلم علّمنا كيف نبني دولة مدنية عادلة، سلطاتها تمثل الشعب بكل فئاته للقضاء على جميع أنواع العنصرية و الطائفية و العرقية والإثنية و تحقيق المساواة العادلة بين الجميع.

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم نظام حكم للبشرية لينقذ الإنسانية من ظلم و فساد الرأسمالية العالمية المتوحشة.

وهنا أسأل ما الذي قدّمته فرنسا ممثلة برئيسها ماكرون للعالم و للإنسانية سوى القتل و الدمار و العنصرية و سرقة خيرات الشعوب، ديمقراطية الحكم الرشيد سوف تغير وجه العالم القبيح لكي تنعم الإنسانية بالأمن والأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى