مقالات

معارضة الانبطاح.. أم انبطاح المعارضة؟

محمد علي صابوني

كاتب وباحث سياسي.
عرض مقالات الكاتب

لا ضير في أن نحترم الرأي الآخر، ونحترم من يختلف معنا في رؤيته الفكرية والسياسية و هذه حالة صحية سليمة يجب تعميمها وتنميتها والعمل عليها، كماهو الحال مع المعارَضات في الدول الطبيعية، حيث يجب عليها احترام من تعارضه من زعيم أو حكومة أو تنظيم سياسي .. لكن كل ذلك لا ينطبق مطلقاً مع نظامٍ كنظام الأسد، ولا يستوي الأمر اليوم وبعد كل ما جرى من مجازر وكوارث أن تنبري جهة أياً كانت وتدعي أنها معارِضة لهذا النظام القائم والمفروض قسراً على رقاب السوريين .. فالتوصيف المنطقي الوحيد المقنع للحالة مع تلك العصابة هو العداء .. نعم هي عصابة مجرمة وعدوّة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذاً هو عداء وليس مجرد معارضة لفكر سياسي أو أسلوب إداريّ أو خدميّ .
وإن كل من يقول بأن الثوار الذين يحملون السلاح كي يدافعوا عن أنفسهم و أهلهم و أعراضهم و ممتلكاتهم بأنهم مسلحين إرهابيين أو خارجين عن القانون و يبرر للنظام المجرم قتلهم هو خائن و عميل للنظام , و كل من يقول عن الجنود المنشقين و الجيش الحر أنهم يمارسون العنف و القتل و “يرهبون” النظام المجرم وأعوانه هو خائن و عميل لهذا النظام المجرم، وإن أحسنا الظنَّ ببعضهم فهم مراهقون سياسيون وحمقى .
وخاصة أولئك الذين ماانفكوا يطالبون حتى اليوم بمجرد النضال السلمي بعد كل تلك السنوات من القتل الممنهج والتهجير والتغيير الديموغرافي وتصفية المعتقلين المخالفين بالرأي لنهج السلطة وتسلطها وفسادها وإفسادها وتفريطها بأرض الوطن ومقدّراته، ولا زالوا يصرون على إمكانية الحوار السياسي مع القتلة والمجرمين والمحتلين !
إن أكبر سقطة وقع فيها بعض السوريين هي إصرارهم على تسمية “المعارضة السورية” فحوّلوا بغبائهم وعمالتهم عصابة دمشق من مجرمين قتلة ومغتصبين للسلطة إلى حكومة شرعية تواجه عدداً قليلاً من ((المعارضين الوطنيين المدجنين الذين تعترف بهم العصابة)) .. وعدداً أكبر من ((الإرهابيين .. والمقصود بهم كل من وقف في وجه طاغية الشام)).. لذا قلنا وكررنا غير مرة :
في الحالة السورية تحديداً .. وهو ما يهمنا في هذا المقام .. لا يوجد شيء اسمه “معارضة” فقد انقسم الناس منذ أن استولت تلك الشرذمة على السلطة إلى فسطاطين .. فإما ثائر يقف مع الحق والعدالة و لا يساوم ،وإما عميل منبطح بعباءة “معارضٍ أو موالٍ” يخدم النظام وأعوانه من حيث يدري أو لا يدري، فالصنف الثاني هو عميل وتابع وطعّان في كلتا الحالتين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى