مقالات

أمريكا إلى أين؟ في ظل الاستقطاب بين المرشحين

كل عيون العالم في هذه الأيام تولي جهتها شطر الولايات المتحدة وتحديدًا إلى البيت الأبيض، وتترقب الرئيس القادم، بيد أن هذه

الانتخابات الأمريكية تختلف كثيرًا عن مثيلاتها في السنوات الفارطة، وذلك بسبب الاستقطاب الشديد الذي حدث، ومازال يحدث بين الديمقراطيين، والجمهوريين، وبين المرشحين بايدن، وترامب من جهة، ومن جهة أخرى، فإن وصول ترامب إلى البيت الأبيض منذ أربع سنوات، قد جعل المشهد في أمريكا مختلفًا كثيرًا عما كان عليه.

فالرجل لم يأتِ من خلفية سياسية، وإنما دخل من باب التجارة، فهو من رجال الأعمال الأثرياء، ولا يمتلك مقومات الرئاسة، باعتراف كثير من السياسيين، والصحفيين، والمحلليين، فقد أحدث الرجل ضجة ولغط في أمريكا، لم تشهده على عهد أي رئيس من قبل، فقد كان صداميًا ومشاكسًا، ولا يتسامح إطلاقًا مع منتقديه لا من الصحفيين، ولا من السياسيين، ولا من غيرهم، وقد عيّن وفصل الكثير من الوزراء والموظفين حوله في البيت الأبيض، نتيجة عقليته المزاجية، وأثار الأحقاد، وزرع الأضغان، والفرقة بين الشعب الأمريكي، من خلال عدم إخفاء عنصريته، وميله إلى دعم البيض، كما أنه منع  مواطني سبع دول مسلمة بالدخول إلى أمريكا، وقد أُلف كم هائل من الكتب حول شخصيته، وجلها إن لم نقل كلها، تتناوله بالذم والقدح، وتجمع على وصفه بالغبي والديكتاتور، والأناني.

لقد صرح الرئيس ترامب غير مرة بأنه معجب بالرؤساء الديكتاتوريين وكأنه يتشوف، ويتشوق لأن يكون مثلهم، ولكن القوانين والدساتير والنظام الأمريكي يحول دون تحقيق طموحاته.

في هذه الأيام وبعد أن انتهت مدة ولايته، تعيش الولايات المتحدة أجواء الانتخابات الملبدة بغيوم التوترات، فنجد ترامب، على خلاف الأعراف والتقاليد الأمريكية المتبعة بين الرؤساء المرشحين ، يثير زوبعة بين الفينة، والأخرى من خلال تصريحات غريبة عن الثقافة، والسياسة الأمريكية يطلقها على منصته ومعشوقته (تويتر)، فهو يلمح بأنه ربما إذا خسر الانتخابات لن يترك البيت الأبيض، ويومئ لمؤيديه بالنزول إلى الشارع، وإلى العنف وإحداث الاضطرابات على طريقة الطغاة العرب اللاصقين بكراسيهم، وهذه التصرفات قد تفضي إلى تهديد الأمن والسلم والاستقرار الذي تنعم به الولايات المتحدة منذ سنين طوال.

وهناك من يعتقد أن ترامب يمكن أن يدق نعش  الولايات المتحدة الأمريكية، ويجعلها تتفكك على غرار ماحصل مع الاتحاد السوفيتي منذ ثلاثة عقود على يد الرئيس غورباتشوف(على الرغم من الفروق الكبيرة بين النظامين).

هناك أيام ربما تكون عصيبة أمام الولايات المتحدة عند إعلان فوز أحد المرشحين، والدليل على ذلك أن متاجر الأسلحة، والذخيرة قد نفدت رفوفها، وأن هناك من وضع الألواح الخشبية على أبواب متاجره، إضافة إلى حماية البيت الأبيض بالمواد المناسبة.

إلى أين أمريكا ذاهبة؟

الأيام القليلة القادمة كفيلة بإماطة اللثام عن مستقبل يشوبه الغموض، ولا يدعو إلى التفاؤل لدى الشعب الأمريكي.

رسالة بوست      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى