مقالات

يناصران القضية الفلسطينية وينتصران للأسد(باتريك سيل وروبرت فيسك)

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

ثمة كاتبان، وصحفيان بريطانيان أطربا كثيرًا من العرب في مواقفهما الداعمة للقضية الفلسطينية، وقد كتبا المقالات والتحليلات الكثيرة في هذا الصدد، وكان صوتهما عاليًا ونبرتهما غاضبة إزاء إسرائيل ولكنهما في الوقت نفسه انتصرا لجرائم الأسد.

إنهما الكاتبان الصحفيان باتريك سيل الذي رحل عنا منذ ست سنوات، والكاتب روبرت فيسك الذي رحل عن دنيانا منذ أيام قليلة.

وقد أزمعت الحديث عنهما معًا بسبب التشابه بين الشخصيتين، وشهرتهما ، وعلو كعبهما في الفن الذي مارساه فمن هما ؟

باتريك سيل ولد عام/1930/ وتوفي عام/2014/ عمل مراسلاً لصحيفةthe observer

وأجرى مقابلات مع أبرز القادة والشخصيات في الشرق الأوسط …من أبرز مؤلفاته:

/الصراع من أجل سوريا- النضال من أجل الاستقلال العربي – رياض الصلح وصناع الشرق الأوسط الحديث – الأسد… الصراع على الشرق الأوسط/.

أبرز مواقفه اتجاه القضية الفلسطينية تتجلى في قوله: إن إسرائيل تسعى للسيطرة العسكرية على المنطقة.

واعتبر فلسطين تشكل حجر الزاوية بالنسبة إلى الكرامة والهوية العربية..

أما روبرت فيسك، فقد ولد عام/ 1946/ وتوفي 30 أكتوبر/2020/ يعتبر  أشهر مراسل غربي خلال ثلاثين سنة من تغطيته لأبرز الأحداث، منها الحرب الأهلية اللبنانية، والحرب العراقية الإيرانية، ومجزرة حماة، وحرب الخليج الأولى، وغزو العراق /عام 2003/، ومذبحة قطاع غزة /2008/.

ويعتبر فيسك من المعارضين لسياسة بريطانيا، وأمريكا، أو ما أسماها الأنغلوساكسونيون، وله كتاب بعنوان

(الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة… السيطرة على الشرق الأوسط).

بدأ حياته المهنية في صحيفة صنداي أكسبرس، من هناك ذهب للعمل في صحيفة التايمز كمراسل في أيرلندا الشمالية، والبرتغال، والشرق الأوسط…

وقد حصل على العديد من الجوائز الصحفية، والبريطانية.

انتقد وعد بلفور في مقال كتبه لصحيفة الإندبندنت موجهًا انتقاداته لتصريحات رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي  قائلًا:

“الآن يحل الوقت لنتبع جميعًا اقتراح تيريزا ماي الغبي بأنه علينا أن نشعر “بالفخر” من وعد بلفور المؤذي في مئويته هذا الأسبوع .

سيحتفل الإسرائيليون – ولم لا – لأن الوعد وضع موافقة بريطانيا على وجود الدولة الإسرائيلية المستقبلية في فلسطين، ربما لم تكن ستنشأ إسرائيل بدونه، ولكن المعاناة المخيفة، ومأساة اللاجئين الفلسطينيين التي ستتبع ذلك في السنوات التالية تشير إلى أن رسالة بلفور – على الرغم من كونها معبرة للغاية – كانت متيقنة من أنها ستنشئ شيئًا بشعًا سيلعن إلى هذا اليوم المنطقة التي كان يطلق عليه الأراضي المقدسة”.

ولابد من محاولة تفكيك هذه الازدواجية في مواقفهما ،والوقوف عند آلية التفكير لديهما، فقد تطابقت مواقف الاثنين في دعمهما لحافظ أسد الذي قتل نحو أربعين ألف مدني سوري في مجزرة حماة الشهيرة، وتابعا غيهما، وضلالهما بدعم ابنه الذي سار على نهج  أبيه في سفك دماء السوريين بل تجاوزه بمئات الأشواط.

وعند الوقوف عند هذه الظاهرة نجد السهولة في تفكيك شيفراتها، هل يمكن لإنسان صاحب مبادئ، وقيم، وأخلاق – إذا كان صادقًا  فعلاً في انتمائه لهذه الأيديولوجية – أن يناصر القضايا العادلة، ويقف بجانب المظلومين في مكان ما -على مستوى، شعوب، أو دولة، أو أفراد –   ويرعد ويزبد من أجل حقوقهم المنتهكة (فلسطين)، وأن يقف في مكان آخر مع سفاح ظالم ويرعد ويزبد في مناصرته(سوريا الأسد)، هل يستقيم لعاقل أن يصم هتلر بالمجرم الكبير المارق، وبالوقت نفسه يصف ستالين بالحمامة الوديعة، إن هذا لعمري هراء.

الواقع إن الصحفيين قد شكّلا مواقفهما بطريقة براغماتية بحتة، ولكنهما حاولا إيهام بعض الشعوب العربية، وبعض المثقفين البسطاء بأنهما يناصران القضايا العادلة في كل مكان.

الذي أراه أنه قد دُفع لهما الأموال من أجل مناصرة القضية الفلسطينية كما دفع لهما الأموال من أجل مناصرة السفاحين الأسدين، والدليل على ذلك ما أوردته مصادر موثوقة:

فقد حصل باتريك سيل على /300/ألف دولار أمريكي لقاء تأليفه الكتاب الشهير عن حافظ الأسد(الأسد.. الصراع على الشرق الأوسط) وقد سخر كل جهده، وثقافته من أجل تلميع سيرة ذاك الطاغية.

أما روبرت فيسك فيمكن اكتشاف شخصيته الحقيقية أيضًا من خلال موقفه من انتفاضة 17 تشرين اللبنانية، فقد ذكر في مقال نشرته الاندبندنت قائلًا: ما يجري ليس نتيجة خدعة أمريكية فحسب، بل الوضع الحالي هو نتيجة مباشرة لنظام الانتداب الاستعماري بعد الحرب العالمية الأولى، والذي فصل لبنان عن سوريا.

 مما دفع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لتعريته قائلًا عبر تغريدة: يا له من مقال معيب، ومثير للاشمئزاز لروبرت فيسك، يستخف فيه بلبنان ويتمنى لو يعود إلى قبضة سوريا، وإرهابها؛ لأنه لم يتمكن من سحب بضعة دولارات من المصرف، لم أتصور يومًا أنه قد يصل إلى هذا المستوى من الانحطاط الفكري.           

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى