بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق الرياض الذي لم ينفذ بين الشرعية المعترف بها دولياً والميليشيات الانفصالية المعروفة بالمجلس الانتقالي الجنوبي 5 نوفمبر 2019، أعتقد ان الصراع القائم في العاصمة السعودية الرياض منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، والمغلف بغلاف سياسي مدني بين الطرفين لايمت لليمنيين بصلة، وليس من أجل سواد عيونهم، بل هو جمرٌ تحت الرماد؛ يتم نفخه ضدهم وضد مستقبلهم..
الحقيقة المُرة التي يريد المخرج مداراتها خلف بعض الأسماء من محافظة تعز كرئيس الوزراء معين عبدالملك وغيره من القيادات المحسوبة على المحافظات الشمالية؛ هي عودة الصراع وتصفية الحسابات القديمة بين الزمرة والطغمة (طرفي مجزرة 13 يناير 86 في عدن التي راح ضحيتها أكثر من 10 الف قتيل وتشريد 60 الف)، وبصيغة أخرى بين أبين والضالع وحلفاء كل منهما، مع فارق واضح في كفاءة قيادات الطرفين، نظراً لعدم امتلاكهم القرار وارتهانهم للممول والداعم..!!
الإمارات تدعم فصيل الضالع يافع ردفان، والإخوان يقفون خلف هادي الذي يمثل رمزية أبين باعتباره الشرعية التي ستستعيد الدولة، والسعودية تحاول إنجاز أجندتها التدميرية قبل المواجهة المسلحة المفتوحة بين الطرفين، رغم اصطفافها المسبق للإمارات..!!
الحوثيون يراقبون تلك الخلافات بصمت، وقد يكون بتنسيق مع من دعمهم ومول تحركهم من صعده إلى صنعاء 2014، وأبرم معهم اتفاق خروجهم من عدن اواخر 2015، لأنها سياسياً لصالح حكمهم الذي سيجد مشروعيته في الحفاظ على الأمن وقشور الدولة في الشمال، في مواجهة الحرب ومخلفاته من دمار ودماء ونزوح في الجنوب..
أعتقد ان السيناريو سيكتمل بتحالفات اقليمية خلف كل فريق، فالسعودية ومصر والبحرين موقفهم واضح خلف الإمارات، وهناك الحلف الذي أتوقع ان يتشكل خلف الإخوان في مواجهة الإمارات وهو حلف تركيا قطر، وسنجد انفسنا في حرب مفتوحة ودمار جديد يدك المحافظات الجنوبية، التي لم تتأثر بالحرب السابقة لتدمر مدارسها ومستشفياتها وطرقها وكباريها وملاعبها ومطاراتها وموانئها ومؤسساتها العامة والخاصة، وكل شيء جميل فيها، كما عملوا لست سنوات مع المحافظات الشمالية، وسننتهي بدولة متشظية إلى أكثر من كيانين، ولايمكن لملمتها واستعادة وحدتها ونسيجها الاجتماعي إلا بمعجزة، وقد ذهب زمن المعجزات..