مقالات

فيينا: إرهاب وهجمات… وقفات

ياسر سعد الدين

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

•هجمات فيينا مدانة وبغض النظر عن الفاعل الحقيقي، هي مرفوضة تماما شرعا وإنسانيا وسياسة ومصلحة. الدواعش وأمثالهم أدخلوا للعراق فاغتالوا المقاومة وإدخلوا لسوريا فصفوا  الثورة وحاولوا إدخالهم غزة مرات ومرات ليغتالوا مقاومتها وهاهم يحاصرون بأفعالهم المسلمين في العالم وتحديدا بالغرب ليخدموا الصهاينة واليمين المتطرف.

•ما أن يقع هجوم في أي مكان في العالم وخصوصا في الغرب وقبل ظهور أية تفاصيل أو معلومات، يشعر المسلمون بمجملهم بخوف شديد وبالذات المهاجرين للعالم “الحر” من هجمات إعلامية ومادية ويخافون من تشريعات تستهدفهم ودينهم!! اليس هذا إرهابا فكريا ظالما وعنفا نفسيا متعسفا؟؟ هكذا يقع المسلمون ضحايا إرهاب مزدوج، فهم ضحايا الإرهاب الحقيقي وهم ضحايا ألعاب مخابراتية وإعلامية غاية في التعقيد والقذارة !

•غريب أمر داعش، يقولون أنها أنتهت حين يحتاجون لإعلان الانتصار عليها، وحين يحتاجونها تستدعى وتبعث فجأة ومن جديد، حصل ذلك في العراق وفي سوريا وليبيا وغيرهم. وهاهو ماكرون في مواجهته لتركيا والعالم الإسلامي يحتاج لذخيرة فتأتي هجمات نيس وفيينا كحبل إنقاذ له ولتسهيل حصوله على الدعم المحلي والدولي، بعد سكون وصمت طويل!! فيا لها من مصادفات عجيبة!!

•فرنسا -وقبل أن تنطق فيينا وتعلن موقفا من الحدث ومنفذيه وعلى الرغم من خلفية حادثة كيبيك الإرهابية الأخيرة- سارعت وبسفه وخفة لتندد بالإرهاب “الإسلامي” وعلا صوتها، فكيف جزمت فرنسا بهذه السرعة والتي سبقت فيينا بمن يقف خلف تفجيرات النمسا؟؟ هل ثمة دور مخابراتي فرنسا ولو غير مباشر؟ لو أن هناك عدالة في العالم لطالبنا بتحقيق دولي.

•إثر تفجيرات بلجيكا 2016 أعلن أردوغان أن أحد منفذي الحوادث إبراهيم البكرواي تم ترحيله مرتين من تركيا على خلفيات إرهابية وسلم وملفه لبلجيكا ومع ذلك أطلقت بروكسل سراحه. بعدها أعترف وزير داخلية بلجيكا باقتراف بلاده خطأً بعدم الاصغاء لإنقرة موضحا أن شرطيا بلجيكيا مسؤول عن التواصل مع الأتراك في السفارة لدى تركيا أهمل واجبه، السؤال هنا ما الاجراءات التي أتخذت بحق ذلك الشرطي؟؟ هل تمت ترقيته؟؟

•واليوم يقول وزير داخلية النمسا كارل نيهامر إن منفذ الهجوم نجح في خداع  برنامج إعادة تأهيل المتطرفين والمكلف بمتابعته. فيما تشير المعلومات إلى أن المهاجم حكم عليه في النمسا بالسجن 22 شهرا في أبريل 2019 لمحاولته التوجه إلى سوريا للانضمام لداعش، ولكن تم الإفراج عنه بشكل مبكر، فلماذا؟؟ ويا لها من مصادفات غريبة!! أمر تكرر مرات ومرات!!

•هناك إشارات كثيرة وقرائن عديدة على إن الإرهاب “الإسلامي” صناعة مخابرات إقليمية ودولية تستخدم لتحقيق مصالح الدول وأجهزتها على حساب مستقبل أطفالنا ودولنا. لقد خانتنا معاهد الدراسات والإبحاث العربية في مجملها حين التزمت بخطوط حمراء فلما تتابع صناعة داعش ولا تمويلها ولا جذور أتباعها خصوصا في الغرب والذين في مجملهم من مواليده وممن تربوا في كنفه وغالبيتهم لصوص ومغتصبوا نساء وأصحاب سوابق جنائية.

•أليس من الغريب الا يتوقف العالم عند اتهامات ترامب لكلينتون في الانتخابات السابقة بصناعة داعش؟ ولا  بتقرير واشنطن بوست في ديسمبر 2018 عن تسليح الإمارات للقاعدة باليمن بأسلحة أمريكية ولا تعاتب أمريكا ابوظبي عن ذلك، مجرد عتاب؟ ولا بتقرير الجزيرة في برنانج “ما خفي أعظم” في 7/2019 عن دعم حكومة البحرين وملكها للقاعدة ولا عن أستضافة إيران لقادة القاعدة ولا عن التسريبات الأخيرة عن دور إيراني في صناعة داعش؟ هل نصدق أن هناك من يحارب الإرهاب حقيقة ثم لا تستوقفه هذه المحطات الخطيرة؟

•لاحظ كيف تعامل العالم بلا مبالاة بالحادثة الإرهابية والتي وقعت من أيام في كيبيك بعد أن كشفت السلطات الكندية عن حقيقة الجاني، لم يتساءل الإعلام والساسة عن دينه ولا عن ثقافته ولا عن أصوله العرقية؟؟

•ثم تأمل كيف تعامل العالم مع مجزرة نيوزلاندة المروعة بحق المصلين والضحايا مسلمون وكيف يتعامل مع الجرائم الآخرى والغامضة والمريبة، حتى تدرك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى