مقالات

هل الطائرات المسيّرة التركية كابوس الغرب علمياً أو إنسانيا؟

علي الصالح الظفيري

ناشط سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

أبرهتنا بدقة الإصابة لأهدافها موثقة هذا بالتصوير العالي الجودة ، قلبت موازين القوة في عدة مناطق إشتباك ، فأوقفت هجمات مؤكدة ، وفتحت جبهات مغلقة .
هي طائرة بدون طيار تركية الصنع تسمى بيرقدار .
طبعًا لم تكن تركية الدولة المتفردة بتلك الصناعة الحديثة ، فعدة دول تملك بالفعل تلك التقنية من زمن طويل ، بل كانت تركيا تقف على أبواب الكثير من تلك الدول للحصول عليها دون جدوى .
وبالتصميم والدعم الرسمي وبخبرات أغلبها محلية تم تصنيع هذه الرهيبة كما يطلق عليها البعض ، والتي مايزال المطورون الأتراك يفاجئون الصديق قبل العدو بإنتاج أجيال جديدة ومتطورة منها بل ويصدرونها للعديد من الدول .
نعم فالطيارات المسيرة بالعلم العسكري أحدثت طفرة كبيرة في التقنيات العسكرية ، فهي أقل تكلفة ماديًا وأكثر دقة في إصابة الأهداف ولا يوجد فيها أدنى نسبة من المجازفة البشرية مقارنة بغيرها من الطائرات الغير مسيرة ، لأن التحكم بها يتم من مراكز بعيدة كل البعد عن مناطق الإشتباك والتدخل البشري يكون فيها غير مباشر بل عن بعد .
لكني في هذا السرد لست بصدد التحليل العسكري الذي لا أدعي التخصص الأكاديمي فيه ، فالتقدم الصناعي العسكري عند الدول مجال واسع لا يسهل حصره ، ولكن النقطة المهمة التي أود لفت الأنظار إليها بأن تركيا التي لا يصنفها المختصون من الصف الأول في الدول المتقدمة استطاعت أن تضع مفهوم جديد في الحروب ضد الجيوش النظامية كما رأينا في صراع أذربيجان وأرمينيا أو في الحروب ضد الجماعات المسلحة كما رأينا في شمال سوريا والعراق .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل تفوقت تركيا على جميع الدول المتقدمة في التصنيع العسكري بإنتاج طائرات مسيرة لم يسبقها أحد في المواصفات ؟
إن كان الجواب نعم ، فنحن أمام سبقٍ علمي وعسكري يُحرج الغرب الذي ظل يُقنع الشعوب قبل الدول أنهم قد سبقوا الجميع علميًا وتقنيًا بسنين وأن اللحاق بهم ضرب من الخيال وبهذه التقنية التركية يتم نسف هذه الكذبة جملةً وتفصيلاً ، وهذا مانتمناه نحن كشعوب مسلمة بأن دولة كنا نشكل معها لقرون عديدة دولة واحدة أصبحت في الصف الأول بين الدول عسكريًا وعلميًا وهذا لا شك بأنه سينعكس إيجابًا على العالم الإسلامي ككل .
أما إن كان الجواب بلا ، فهنا يكون الغرب بمأزق أخطر إنسانيًا وأخلاقيًا، فكما رأينا أن الغرب في حروبه ضد الدول العربية والإسلامية أو ضد الجماعات الإسلامية إن صح التعبير كان يستخدم أسلحة بعيدة كل البعد عن تلك التقنية التي تعتمد على الجراحة الدقيقة والمحددة بالزمان والمكان ، وذلك برصد الأهداف المعادية بدقة وتجميعها في بنك للأهداف ومن ثم القيام بضرب الأهداف المنتقاه والتي تكون موجهة للأهداف العسكرية فقط بنسبة تكاد تصل إلى مئة بالمئة .
والسؤال هنا : لماذا كل هذا التدمير الهائل في العديد من المدن في أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين وغيرها في حروب الغرب في بلداننا ؟
هل كان الهدف هو تدمير البشر والحجر قبل تدمير من يحمل السلاح ضد دول الغرب وأمريكا وروسيا ؟؟؟
هل كان الهدف المعلن بالقضاء على جماعات يصنفونها إرهابية أو حكومات تهدد الأمن العالمي مجرد كذبة تخفي وراءها نوايا خبيثة غير معلنة من الحقد والانتقام والطمع وغيرها .
ومن هنا نجد أن الغرب في موقف لا يحسد عليه في المسيرات التركية
فهم بين الإحراج العلمي التقني العسكري و الإنساني الأخلاقي .
ولعل هذا أو ذاك هو السبب الذي يفسر كل هذا الضغط على تركيا في كافة المجالات ومحاولة خنقها وتحيدها عن محيطها الجغرافي والإسلامي ، فكأن ظهور غيرهم يعريهم بكثير من الأمور إن لم يكن يعريهم من كل شيئ يدعونه كذبًا وبهتانًا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى