مقالات

سلاح المقاطعة

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

نجاحات تجارب سلاح المقاطعة الاقتصادية، والتجارية  الشعبية في التاريخ  ، كسلاح تمتلكها الشعوب  ضد أعدائها  لتحقيق أهدافها . 
أولًا – المقاطعة الهندية  الواسعة، والشاملة  للسلع، والخدمات  البريطانية ، ساعدت الشعب الهندي  في النهاية  إنهاء الاحتلال البريطاني ، حيث دعا الزعيم الهندي المهاتما غاندي لاستخدام سلاح المقاطعة  الاقتصادية ضد الاحتلال البريطاني، وبالتالي حققت الهند استقلالها  . 
ثانيًا – المقاطعة الاقتصادية  التي انتهجتها جنوب إفريقيا ضد شركات  رجال الأعمال البيض ، ساهمت في إنهاء سياسة الفصل العنصري  في جنوب إفريقيا ، ونجح بالنهاية   في إنهاء سياسة الفصل العنصري  بين البيض والسود في جنوب إفريقيا . 
ثالثًا – نجاح المقاطعة التي دعا لها  الزعيم السياسي مارتن لوثر كينغ للقضاء على سياسة التمييز العنصري بين البيض، والسود داخل الولايات المتحدة الأمريكية،  وأنهت  سياسة التمييز العنصري  . 
رابعًا-  نجحت سياسة المقاطعة داخل عدد من البلدان  في إجبار الشركات  الكبرى  للتراجع  عن الأسعار،  أو الاحتكار  لسلعة، أو خدمة . 
خامسًا – نجاح حملة المقاطعة الاقتصادية، والتجارية  الشعبية العربية، والإسلامية  للسلع الدنماركية، والنرويجية  عام 2006 ، بسبب الاحتجاج  على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي  محمد عليه الصلاة والسلام  ، ولم تتوقف نار المقاطعة الواسعة  حتى اعتذرت الصحيفة  المسيئة ، واعتذر المسؤولون في الدولتين عن الرسوم . 
التعميق، وشمولية المقاطعة الشعبية العربية، والإسلامية  قادرة أن تحقق أهدافها ،
●- تعود للأسباب كالتالي : 
1- عدم كفاءة  الحكومة الفرنسية  في سياساتها، وإجراءاتها للحد من انتشار كورونا ، حيث تحتل المكانة الخامسة عالميًا ، وتحتل مكانة متقدمة بالعالم بالمقارنة بعدد سكانها، بلغ عدد الإصابات  اليوم  1283.00 مصابًا ، وبلغت عدد الوفيات  36.00 متوفي  ، مع انخفاض عدد المعافى من المصابين  . 
2- دخول الاقتصاد الفرنسي  في حالة ركود اقتصادي كبير ، رغم  محاولة  الحكومة تخصيص 100 مليار لتنشيط الحركة الاقتصادية ، ورغم محاولاتها لكن فشلت في الحد من تراجع النمو الاقتصادي السلبي . 
3- على الجالية الإسلامية في فرنسا أن ترفع دعوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية  ضد أي صحيفة تقوم باستفزاز، أو التعرض للرموز الدينية، وخاصة  نبي الإنسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومهما كان قرار المحاكم الفرنسية، يمكن رفع الدعوى للمحكمة الأوروبية ،التي أقرت أخيرًا أن الإساءات  للنبي محمد ليس من ضمن حرية الرأي والتعبير، وأعتقد أن المحكمة الأوروبية تحكم لصالح الدعوى . 
●- الأهداف من حملة  المقاطعة ما يلي :
1- عدم ربط الحكومة الفرنسية وإعلامها   العمليات الإرهابية، أو الجرائم الفردية بالدين الإسلامي، وفي الأمة الإسلامية  بالمطلق، ومعالجة مشاكلها الداخلية  بين مكونات شعبها . 
2- عدم اعتبار الرسوم الكاريكاتورية  المسيئة للنبي محمد  جزء من حرية الرأي، والتعبير، وإنما  حرية الرأي، والتعبير يجب أن تحترم معتقدات الناس، وخصوصيتها، وهويتها الشخصية . 
3- اعتذار الجريدة عن  الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وعدم تكرارها . 
4- اعتذار رسمي حكومي  عن الإساءات التي تعرضت لها  الأمة الإسلامية . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى