مقالات

بين غلاة العلمانية وغلاة الاستبداد!

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

العالم كل العالم فوق فوهة بركان ،، أحداث واردة ومتوقعة وإن كانت مرفوضة ومنكرة تثقب فوهة البركان فتنطلق الحمم هنا وهناك ،، حمم نارية ملتهبة يصاحبها غبار بركانى كثيف يغطى المشهد العام ويحجب الرؤية عن القضايا الهامة بل والمصيرية للملايين من الشعوب والأقليات التي تعانى نقص الحقوق فضلا عن الاستبداد والفساد والقمع والقهر ،،

ما أسعد منظومة الثورات المضادة في المربع الصهيوخليجى مصرى بمثل هذه الانفجارات البركانية التى تخلط كل الأوراق وتحجب كل القضايا الهامة ، وما أسعد التنين الصينى الفاشى بمثل هذا الغبار الكثيف الذي يغطى على انتهاكاته في حق الملايين من المسلمين لديه يعانون القهر والقمع والموت ،، كذلك الحال في كل دول العالم التي تعاني فيها الأقليات مسلمة كانت أو غير مسلمة وإن كان الواقع يؤكد أننا كبش الفداء فى كل البقاع!

يدهشك خيرة ردود الأفعال العالمية والشعبية أيضا فى تعاطيها مع الأحداث ،، رسم مسيئ لسيد الخلق صلي الله عليه وسلم يحرك الملايين تضامناً ودفاعا وحماية من المؤسسات والمنطمات والشخصيات والشعوب ،، وهو متكرر منذ بعثته صلي الله عليه وسلم ،، لم يكن رسما مسيئا بل إعتداءً صريحاً من خصومه وبعض أهله وعشيرته ،، هجاء وإيذاءً وحربا وإعتداءً ،، لكن فى زمن لم تختلط فيه الأولويات ،، نغضب لرسول الله ؟ نعم ،، نثور ؟ نعم ،، ننتفض ؟ نعم ،، نقاطع ؟ نعم ،، نكتب وندافع ؟ نعم ،

لكن أين الطرف الآخر من المعادلة ،؟ وكيف تعامل العالم معه ؟ دماء وأعراض وأموال وممتلكات وأوطان لملايين المسلمين وعلي أيدى قطاع من المسلمين وغير المسلمين معا ؟

حرية التعبير لرسام أو كاتب ،، ينتفض من أجلها عالم بلا خلق ولا ضمير ! و حريات وإرادة الملايين تسرق وتغتصب في وضح النهار وتحت تهديد السلاح فى أكبر عملية سطو مسلح معلن أمام العالم دون حراك بل دعم وتأييد! ومساندة ! بأي ميزان يكيلون ؟

إعتداء غير محسوب لا يعتبر مآلات الفعل الفردى على أكثر من 20 مليونا من المسلمين فى أوروبا والملايين تحت وطأة الاستبداد والفساد ! يؤيده البعض وهم أحرار فيما يذهبون ،، يستنكره العالم في اصطفاف مدهش ،، وفي المقابل اعتداء دموى وحشى من جيوش وميلشيات ومنظمات بكل أنواع الأسلحة غربية الصنع يقتلون ويذبحون وينهبون أمام العالم غير الأخلاقى والذي يتناقل أخبارهم وكأنها مباراة كرة قدم أو مشاهد مسرحية للتسلية!

العنف والإرهاب والاستبداد والفساد صناعة غربية خالصة ،، مارسها المحتل الغاصب عندما إحتل بلادنا ونهب ثرواتنا وحرمنا حقنا،، ثم ترك لنا وريثه ووكيله ، المستبد الفاسد الأشد سوء وجرما وقسوة ،،

بالفعل نحن بين مطرقة بقايا الاستعمار الغربي و سندان حكامنا من الوكلاء والوسطاء والسماسرة ،،، وبينهما نعاني ونناضل ونجاهد ونمتحن ،، اللهم عونك ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى