حقوق وحريات

جمعيّة حقوق الإنسان السوريّة في إسطنبول: ماكرون ضد العدالة

خرج علينا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً بتصريحات خطيرة جاء فيها: ” إنّ الإسلام دين يعيش اليوم أزمة في كلّ مكان في العالم”.
كما أبرزَ ملامح خطته لمحاربة ما يزعمه زوراً بالنزعات الانفصاليّة الإسلاميّة مدَّعياً انعزالية الإسلام…، كما أصرَّ المذكور على موقفه من الإساءة إلى رسول الله ونبي المسلمين وقدوتهم ورمزهم الأبدي من خلال تبنيه للرسوم المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك أحقية نشرها داخل فرنسا … ممّا يشكّل انتهاكاً جسيماً لحقوق ملياري إنسان مسلم حول العالم بما فيهم مسلمي فرنسا، وتعتبر تصريحاته وتحريضه المتواصل جريمة يعاقب عليها القانون الأوربي لما تحمله من خطاب عنصري، و حضّ على الكراهية وقتل وإيذاء المسلمين في كل مكان خلال المرحلة المقبلة.
وعليه فإنّنا في جمعيّة حقوق الإنسان السوريّة نؤكد على استخدام كافة الجهود القانونيّة والماديّة لدى كافة الجهات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لوقف تلك الجريمة الثابتة بحقّ الرئيس الفرنسي ماكرون وحمله على التوقف عمّا يدّعيه من افتراءات وأكاذيب على الإسلام والمسلمين، وحرصاً على التعايش السلمي بين الناس وشعوب العالم كله وحفاظاً على حقوق الإنسان أيّما كان انتماؤه الديني، مع المطالبة بمحاسبة المذكور وكل من له علاقة بتلك الجريمة المستمرة تبعاً للأسباب التالية:

١-مخالفة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقرار المحكمة الأوربيّة لحقوق الإنسان والتي تعتبر فرنسا عضواً رئيسياً فيها، والتي قضت بقرارها المبرم والنهائي الصادر بتاريخ ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ وبإجماع قضاتها بأنّ “الإساءة للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام لا يندرج ضمن حرية التعبير”
وهذا ما يجعل من ماكرون رئيساً ضد العدالة وشخصاً خارجاً عن القانون وممتنعاً عن تطبيق حكم المحكمة الأوربية الصادر بهذا الخصوص.

٢-خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون يحمل تهديداً لملايين المسلمين الذين يعيشون في فرنسا وأوربا والعالم أجمع ويساهم في إذكاء نزعة التطرف العنصرية داخل فرنسا ونشر ثقافة الكراهية بين الشعوب وتعميم الفوضى وإشعال الحروب الدينيّة حول العالم.

٣- تأييد الرئيس ماكرون نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام في فرنسا هو توظيف للأديان السماويّة السامية لأغراض سياسيّة دنيئة وحزبية هابطة وهي جريمة تهدد الأمن والسلم الدوليين.

٤-يعيش اليوم في الدول الأوربية أكثر من ثلاثين مليون مسلم تتصدرها فرنسا، ووفق إحصائيات وكالة إنفاذ القانون في الاتّحاد الأوروبي “ايروبول”التي أكدت بأنّ الهجمات الإرهابيّة على دول الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الماضية نفذها ٢٪فقط من المسلمين، بينما ٩٨٪ من الجرائم الإرهابيّة تمّت ونفذها من هم من غير المسلمين على خلفيات دينية أو عرقية أوقومية….
كما أن دراسة تفصيليّة جرت في الولايات المتّحدة الأمريكية من خلال جامعة كارولينا عام ٢٠١٤ أكدت بأنّه ومنذ هجمات ١١ أيلول لم توقع العمليات الإرهابية التي نفذها مسلمون إلا ٣٧ قتيلاً امريكياً، فيما ١٩٠ ألف امريكي قتلوا في الفترة الزمنية نفسها بأيدي غير المسلمين.

واستنادا لجميع الإحصائيات الأخرى يتبيّن لجميع دول العالم وشعوبها بأنّ غالبية الجرائم الإرهابيّة في أوربا وأمريكا وغيرها من بلدان العالم ينفذها غير المسلمين، ولذلك يبقى تحريض الرئيس الفرنسي وغيره من المأزومين تجاه الإسلام والمسلمين كلام يجانب الصواب والحقيقة التي يصرّ على مخالفتها الإعلام الغربي وسياساته الخاطئة نحو ملياري إنسان يدينون بدين الإسلام والسلام والرحمة للناس أجمعين.

٢٧/١٠/٢٠٢٠
نسخة إلى الأمين العام للأمم المتحدة
نسخة إلى الاتحاد الأوربي
نسخة إلى مجلس حقوق الإنسان
نسخة إلى هيومن رايتس وتش
نسخة إلى منظمة العفو الدولية (أمنيستي)
نسخة إلى الاتحاد الدولي للحقوقين
نسخة للسفير الفرنسي في أنقرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى