مختارات

مستشرق إسرائيلي: التطبيع مع السودان يحكم قبضة إسرائيل على أفريقيا

قال المستشرق اﻹسرائيلي، جاكي خوجي، في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية وترجمته “عربي21″؛ “في الدقيقة التسعين، وقبيل خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، اقتحم البيت الأبيض العاصمة السودانية الخرطوم، ونجح بالتوصل لاتفاق معها حول التطبيع مع إسرائيل”.
وأردف؛ “ما يثير التساؤلات عما يبحث عنه السودان في إسرائيل، رغم أنه بلد يعاد بناؤه، ويحتاج لكل يد ممدودة”،
وأضاف؛ “الفائدة التي تجدها تل أبيب في الخرطوم تتركز في عدد غير قليل من المجالات والنواحي”.
وأكد خوجي، أنه “من الناحية الاقتصادية، ستكون السودان بمثابة سوق متطورة للبضائع الإسرائيلية، ومن الناحية الاستراتيجية ستمنح إسرائيل قطاعًا طويلاً على حدود البحر الأحمر، بفضل علاقاتها الحالية مع إثيوبيا وأريتريا ومصر، والآن مع السودان”.
وبحسب خوجي فإنّ؛ “الوجود الإسرائيلي سيأخذ اتساعًا واضحًا في المنطقة المضطربة التي تشمل مصر وتشاد وجنوب السودان، فضلا عن إعادة اللاجئين السودانيين المتسللين لإسرائيل إلى بلادهم، بجانب السماح برحلة جوية من وسط أفريقيا وتقصير الرحلة إلى أمريكا الجنوبية بساعتين كاملتين”.
اﻻنتصار الرمزي:
وتابع؛ “فضلا عما يمكن وصفه بالانتصار الرمزي لإسرائيل، لأن الاتفاق تم مع الخرطوم صاحبة “اللاءات الثلاثة” الشهيرة بعد حرب حزيران 1967″.
إنهاء العداء:
بدروها صحيفة معاريف ذكرت في تقرير آخر ترجمته “عربي21” فإن؛ “الاتفاق الإسرائيلي مع السودان ينقل هذا البلد من العداء إلى التطبيع، وسط تاريخ من العلاقات المتوترة بين الدولتين، لأن السودان قاتل إسرائيل بجانب عدد من الدول العربية، وساعد في نقل شحنات الأسلحة إلى حماس في قطاع غزة، في حين دربت إسرائيل القوات الانفصالية في جنوب السودان، وبالتالي فقد أتى هذا الاتفاق لينهي سبعين عاما من العداء”.
وأضافت الصحيفة العبرية؛ “إننا أمام نقطة تحول في علاقات إسرائيل مع السودان، فالعلاقات التي كانت سيئة طوال معظم السنوات، لأنه خلال حرب 1948، زاد السودان من القوات العسكرية للدول العربية الأردن ومصر وسوريا في القتال ضد إسرائيل، وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ساعد ضباط الجيش الإسرائيلي وعناصر جهاز الموساد في تدريب القوات الانفصالية في جنوب السودان”.
وأوضح التقرير أنه؛ “في حرب 1967، شارك السودان بالأعمال الحربية بجانب الدول العربية ضد إسرائيل، وبعد انتهاء الحرب، في أغسطس، عُقد مؤتمر أعلنت فيه “اللاءات الثلاثة” للدول العربية: لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات معها، لا سلام معها، وبعد حرب 1973، نشأ دفء في علاقة إسرائيل بالسودان، وفي 1982 زاره وزير الحرب الراحل أريئيل شارون، وفي الثمانينيات ساعد السودان في عملية جلب يهود إثيوبيين إلى إسرائيل”.
وأكدت الصحيفة العبرية أنه، “عندما وصل الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة في السودان، شهدت العلاقات الثنائية انتكاسة من جديد، حيث نفذت إسرائيل عدة هجمات في السودان على مر السنين، حين ساعدت هذه الدولة حركة حماس في نقل الأسلحة من إيران”.
وختم التقرير بالقول إنه؛ “في السنوات الأخيرة من حكم البشير، قطع علاقاته مع إيران، وبعد الإطاحة به في أبريل 2019، نضجت شروط اتفاق التطبيع مع إسرائيل، عندما سُمح خلال عام 2020 لطائرة “إلعال” بالمرور فوق الأراضي السودانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى