مقالات

عطور فرنسا لن تخفي قذارتها…

مصعب الأحمد

كاتب وباحث وشاعر سوري
عرض مقالات الكاتب

الجرائم لا تسقط بالتقادم ، وعدو الأمس لن يكون صديق اليوم ، بالسياسة كل شيء ممكن فوق الطاولة ، لكن تحتها هناك سياسات أخرى ، ومعارك استرداد عظمى ، وتدبير غير ذلك التدبير ..
عندما تعيش بين ظهراني أعداءك إياك أن تنسى يومًا أنهم أعداؤك ، لأنهم لن ينسوا ذلك ، هم كذلك كانوا، ومازالوا وسيثبتون، لن تغيرهم الأيام مالم تتغير عقيدتهم .
وقبل أن يستخفك الشيطان فتقول :
ولكن الناس غير الأنظمة ؟!
أقول: هكذا أوهموك !
هي (كلمة حق أريد بها هبل)
الناس على دين ملوكهم ، والعقلاء منهم كشوك القتاد ممن يسفه دين الملوك، ويعيب آلهتهم ، الإعلام، والسلطة، والدين بيدهم ، وبحادثة واحدة يحولون الرأي العام من النقيض إلى النقيض ، المثقفون قلة بين الناس، والعقلاء قلة بين المثقفين، والعوام يا عزيزي هم الطغمة الغالبة أتباع كل ناعق ، تحركهم يد الإعلام كيفما تشاء ، وتلعب بهم الأنظمة كيفما تريد ..
مهما حملت هذه الأنظمة شعارات براقة ، ولافتات خداعة ، وتغنت بحقوق الإنسان، والعدالة والمساواة ، اعلم بني، وأعلم من خلفك : أن ذلك ليس سوى ذر للرماد بالعيون ، وضحك على الذقون، وعبث بالأحلام، فالبلاد جميعها مستعمرات يا صديقي، ومناطق توحش ، تتفاوت المفترسات بها قوة وضعفًا ، عقلانية وموضوعية لكنها جميعًا كذلك ..
لا فرق عندي ولاىينبغي أن يكون عند عاقل بين ماكرون وأدلف تيير، ومكماهون،
ولوبيه وكريفي، وكارنو، ونابليون ولويس السادس عشر إلى آخر تلك المهالك، والمفازات ..
استهبلوك فقالوا :
فرنسا اليوم ليست فرنسا الأمس !
وأوربا اليوم ليست أوربا الأمس !
وعصور الاستعمار ولت بلا رجعة !
لا يا عزيزي: الفرس، والروم، وفرنسا، وأوروبا، والصليبيون، والأمريكان، والروس، والصينيون اليوم هم كالأمس تمامًا، ولكن الرائحة مختلفة، والأسلوب متغير ..
من يمكنه أن يحصي مجازر فرنسا في الحروب الصليبية، أو الحملات على سوريا، ومصر، وتونس، والعراق، والمغرب، والجزائر، ومالي، وإفريقيا الوسطى؟ ..
لم تترك فرنسا حاكمًا أو مجرمًِا، أو قاتلًا، أو ميليشيا إلا، ودعمته سياسيًا، وماليًا، وعسكريًا ، من محاكم التفتيش في الأندلس،
و الصرب في البوسنة ، والمسيحيين في راوندا، والحركات الانفصالية المسيحية في مالي والنيجر  وإفريقيا عمومًا ..

لا أمان لمسلم يعيش بين ظهرانيهم ، ولا مكان له حتى يتبع ملتهم ، وحتى لو فعل، فلن يكون في مأمن قط فبغيهم يطال حتى شعوبهم، ولن يكون في منأى عن تمايزهم في الأعراق والعنصرية المقيتة ، ولا في متكئ سهل مهما طال أمله وحسن عمله ..
هي كذلك مهما طال الزمان، أو قصر ، وإن أظهر المفترس أنه وديع قليلًا، فلأن الحال يقتضي ذلك ..

القضية ليست حرية تعبير، أو رسوم مسيئة، أو جريمة فردية قام بها يسار متطرف، أو يمين منحرف ، ولو كانت كذلك لهان الأمر ، بل بسياسة ركينة تجرم حرية التعبير عندما يتكلم أحدهم عن محاكم التفتيش، ودعم يهود إسرائيل ، والحض على الكراهية ضد يهود، ومسيحيي العالم ..
من يستطيع من الفرنسيين أن ينتقد قانون غيسو، والهولوكست ، أو إنكار تجريم إبادة الأرمن ؟ أو قبول إنكار السامية ؟ أو غيرها من ممارسات التاريخ الفرنسي ؟
اعصبوها برأسي وقولوا جن صاحبنا  :
لن تكون أوربا وغيرها ملاذًا آمنًا لأي مسلم في الأيام القادمة “كما لم تكن بالأمس”  ولن يكون للمسلمين هناءة العيش، وإن خرجوا من جلدهم، وغيروا لسانهم ، فبيت الثعابين لايؤمن لدغه ، ولا يملك أمانه ، فقد بدت البغضاء من تصرفاتهم، وما تخفي نفوسهم أكبر ( فاخرجوا قبل ان تُخرجوا) ..
من ير أروقة الأمم المتحدة، ويسمع ما يدور في زواربها يدرك غاية الإدراك حقيقة تلك الشعارات، وحقيقة العداء له ولقومك ..
لا عدل إلا إن تعادلت القوى … وتكافأت الأسلحة والتقنية ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى