مقالات

نحن والغرب

العميد د. م. عبد الناصر فرزات

عرض مقالات الكاتب

دور القيادات في المنطقة

ان وجود القيادات غير الكفؤة او المأجورة التي أدت الى غياب الوعي لدى شبابنا ومواطنينا وانتشار الظلم وتشتيت القدرات في اوطاننا، أدت الى ما نحن عليه اليوم، بالرغم من اننا نملك تاريخ مشترك ولغة واحدة وعادات مشتركة والأغلبية تدين بالإسلام.

وبالرغم من ان المنطقة غنية بالثروات الباطنية والطبيعية والتاريخ والحضارة، لكن شعوبنا تعيش حالة الفقر والعوز والجهل. هل لأن شعوب العالم تتصف بصفات أفضل منا؟ في الواقع لا، شعبنا من يتصف بالذكاء والخبرات وبلادنا تملك كامل مقومات النهوض والسبق الحضاري. لكن وجود هذه القيادات الرجعية والتبعية للغرب والاستعمار الغربي لعقول هذه القيادات اللاوطنية، التي كبتت الحريات وقتلت الفكر وشجعت الظلم والجهل والفساد أدت الى ما نحن فيه اليوم.!

ولكن ماذا عن الأوربيين؟  

بدايةً، لا اريد ان اثني على الأوربيين ولكنهم شعب مكون من العديد من الإثنيات العرقية المختلفة، حوالي 87 إثنية أو شعب، والعديد من اللغات، ويجمعهم الأن ثقافة واحدة تقوم على التراث المسيحي اليهودي فقط، وخاصة بعد ظهور الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم قيام إسرائيل لأسباب دينية.  

اتصف الأوربيون بالقسوة الشديدة منذ القديم، وخوض الحروب التي قُتل فيها الملايين، والحروب والمجازر الأوربية أكبر من أن تُحصى. والتاريخ المعاصر يشهد على جرائمهم وارهابهم.

ما هو مصدر قوتهم؟

استطاعوا ان يحددوا ضعفهم، وتحدي السلبيات التي اعترضتهم، وعملوا على ايجاد القيادة البارعة ووضع الانسان في مكانه المناسب والتركيز على ضرورة العمل الجماعي. وصدروا لنا الإرهاب والتفرقة والعنصرية والطائفية وحب الأنا واتباع الأجندة والعمالة لاستعمار عقولنا وثرواتنا والبقاء على ما نحن فيه. هل سنتخلص من هذه المستوردات؟

هم يتنافسون وتختلف وجهات نظرهم في قضاياهم ولكنهم يتعاونون وينسقون ويضعون الانسان في مكانه المناسب، وبالتالي يملكون القوة والسيطرة على قدراتنا وعقولنا.

والأن ما زالوا يعملون على إكمال سيطرتهم على العالم، من خلال منظمة البناؤون الأحرار، التي ينتمي إليها الكثير من قادة دول العالم، وكبار رجال المال والأعمال، والإعلام.

أين نحن؟

نحن بحاجة اليوم الى مراجعة التاريخ وتحرير عقولنا على أسس علمية حضارية،

نحن بحاجة الى فهم ديننا والعودة الى اخلاقنا

نحن بحاجة الى تحرير عقولنا وأفكارنا من سيطرة المحتل ونشر رسالتنا، رسالة الخير والعطاء والاخوة والحرية.

نحن بحاجة الى حب الوطن والعمل الجماعي ونبذ الطائفية والعرقية.

وأخيراً نحن بحاجة للتَّفكير فوق كُل أيديولوجية مصطنعة وأن نجعل الاِنتماء الوطني السُّوري فَوق كُل شيء وأن نعمل لتأسيس وطنٍ مبني على المحبة والاِيخاء بين كافة مكوناته.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى