منوعات

إسقاط أداة الحكم في هرم سلطة النظام العالمي

محمد سلطان الرشيد

ناشط سياسي
عرض مقالات الكاتب

بداية لابد أن أوضح ماذا أقصد بالنظام العالمي .
هم الفئة الصغيرة التي تتحكم بكل شيء في العالم لمصلحتها الرأسمالية ، فهي تستخدم كل شيء لتحقيق أهدافها الدولية والداخلية في كل دولة وخصوصاً في منطقتنا العربية والإسلامية .
وخطابي موجه للنظام العالمي لكي أؤطر العدو الحقيقي للبشرية والإنسانية جمعاء،
لأنهم يستخدمون هذه الطريقة كي يستفيدوا من جميع الأفكار بالعالم ، فهم يستخدمون كل الإيديولوجيات : العلمانية ، الليبرالية ، الشيوعية ، الإسلام السياسي والتطرف بكل أشكاله لمصلحتهم الخاصة ، ولكي تسيطر هذه الإيديولوجيات على الشعوب يجعلون من هذه الإيديولوجيات تتصارع ضمن أداة الحكم التي وضعها النظام العالمي وهي الديمقراطية التمثيلية الليبرالية ، لكي تتم السيطرة على الصراعات ضمن مخططاته العالمية و لكي تظن الشعوب أنها تعيش في دول ديمقراطية و حرية ……
الحقيقة غير ذلك تماماً ، لأن النظام العالمي قادر على التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عن طريق الديمقراطية التمثيلية الليبرالية ، وذلك بقدرته على التحكم بالأكثرية السياسية التي تحكم الدولة ، أو التحكم بالأحزاب حسب تبعيتها الإيديولوجية .
و هم ليس لديهم مانع من أن يدعموا جميع الإيديولوجيات التي ذكرناها وفق تحقيق مصالحهم ، فهم سمحوا للإيرانيين أن يدعموا الأسد .
ثم سمحوا للروس إنقاذ الإيرانيين والأسد للحفاظ على نظامه رغم الخلافات الإيديولوجية بين الأمريكان والروس والإيرانيين . لكنهم يدعمون بعضهم لكي لا يسقط هرم السلطة العالمي الذي يعتمد كما قلنا على ثلاث زوايا هرمية .

  • زوايا قاعدة الهرم :
    هي زاوية الفكر ، زاوية أداة الحكم وزاوية رأس الهرم الاقتصاد الربوي .

اليوم معركتنا الحقيقية ليست مع أدوات النظام العالمي إنما مع النظام العالمي ذاته ، فليست معركتنا مع العلمانية أو الليبرالية أو الشيوعية لأنها أفكار ، و الأفكار لا معارك حاسمة فيما بينها .
معركتنا الحقيقية هي ضرب زاوية أداة الحكم في هرم السلطة العالمي . وهي الديمقراطية التمثيلية الليبرالية التي لا بد من استبدالها بديمقراطية تحقق معايير الحكم الرشيد . النظام العالمي وضع عدة نماذج من الديمقراطية .
فكل ديمقراطية تحقق فكرة .
منها الديمقراطية الليبرالية التي تحقق أهداف الليبرالية ، و هنالك ديمقراطية تشاركية في أوروبا تعمل على تصحيح أخطاء الديمقراطية التمثيلية الليبرالية ، كما تستخدم الديمقراطية المباشرة في سويسرا . كل هذه الأنواع رغم اختلافها تعتمد على نفس القاعدة وهي أكثرية سياسية تحكم أقلية سياسية . حتى الأحزاب للأسف تعتمد هذه القاعدة في قيادة الأحزاب و التيارات السياسية ، وهذا ما يسمح لمن يسيطروا على الحزب أو التيار أن يكونوا عملاء للخارج ، استطاعوا بالمال والدعم الخارجي السيطرة على الحزب ومن ثم على سلطات الدولة من خلال هذا الحزب . بهذه الطريقة القانونية والدستورية يصل لقيادة الدولة الخونة و العملاء و الفاسدين تحت مفهوم أن الأكثرية السياسية تحكم الأقلية السياسية ، و للأسف الشعوب تظن نفسها تمارس الديمقراطية والتعددية السياسية . أما في الواقع فإن هذه الشعوب هي من ساهمت في وصول الفاسدين للسلطة .
ليكونوا جزء من سلطات الدولة و لينفذوا أجندات النظام العالمي الذي يتحكم بكل شيء ( أحزاب ، مجتمع مدني ، إعلام ، قوة مسلحة ، حتى المافيا تخضع لهم ) ليحققوا مصالحهم في إستعباد الشعوب وسرقة خيراتها ليكون النظام العالمي هو حكم نخبة النخبة وباقي البشرية هم مجرد عبيد و أدوات .

لذلك أهم معركة للأمة العربية و الإسلامية لتتحرر ، يجب أستخدام بديل عن الديمقراطية التمثيلية الليبرالية ، و إستبدال إجراءاتها و التزاماتها بما هو أفضل للشعوب و للإنسانية جمعاء . فوضعنا ديمقراطية الحكم الرشيد التي تحقق الشورى و العدل لنقول للنظام العالمي لم تعد أداة الحكم التي تصدرها لنا تعنينا ، ولا تنفعنا و لم تعد الديمقراطية التمثيلية الليبرالية ميزة له يتفوق بها علينا هو و أدواته في المنطقة . فقد أصبحنا قادرين على وضع أداة حكم تنفع البشرية و تنصر الإنسانية ، لأنها تعتمد على مبدأ الفصل التام ما بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية فصل قطعي تخصصي و إيديولوجي . مما يعني ، الشعب هو من يعطي الثقة للسلطة التنفيذية بشقيها الرئاسي و الوزاري بشكل مباشر ، كذلك هو من يختار ممثليه في السلطة التشريعية بشكل مباشر ، على أن لا يكونوا مرتبطين إيديولوجيا بالسلطة التنفيذية . بهذه الطريقة يصبح مبدأ الشورى بين السلطات معتمد في الدولة بدل من قاعدة الأكثرية السياسية تحكم الأقلية السياسية أو التوافقية السياسية .

وهذا ما يساعد الجميع التحرر من التبعية للنظام العالمي لنستطيع بناء دولة مدنية عادلة على قاعدة :
( الشورى أساس العدل والعدل أساس الملك )
سميت ديمقراطية الحكم الرشيد بهذا الأسم لأنها تحقق معايير الحكم الرشيد .
كما ذكرنا النظام العالمي وضع نماذج مختلفة عن الديمقراطية ، ولكن بالمحصلة هذه الديمقراطيات تحقق أهداف النظام العالمي وليس أهداف الشعوب التي تتطلع للحرية وللكرامة .
أعزائي الأحرار ،
يستطيع ماكرون اليوم إستخدام كل مقدرات الدولة الفرنسية لينفذ أجندته السلطوية . المؤسف أنه سيطر على كل شيء بإسم القانون و الدستور بسبب أداة الحكم التي أعطته الحق أن يتكلم بإسم السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية التي تربطهما الإيديولوجية الحزبية ، لأن حزبه و حزب الحركة الديمقراطية حلفاء و يسيطرون على الأكثرية المطلقة التي جعلت كل فرنسا تحت سلطة ماكرون . فأي ديمقراطية هذه التي صدعوا رؤوسنا بها وما هي إلا حكم استبدادي سياسي – قانوني و دستوري لمصلحة أدوات النظام العالمي في كل دولة في العالم .
لذلك لا بد من ضرب زاوية أداة الحكم في هرم السلطة العالمي لتتحرر الإنسانية من العبودية الحديثة أو كما أسميها عبودية الحداثة في القرن الواحد و العشرون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى