مقالات

ماوراء اتفاق سنجار

محمد بشير الخلف

كاتب وسياسي
عرض مقالات الكاتب

يقع قضاء سنجار في شمال الموصل، ببعد ٤٠كم ، وشرق الحسكة السورية ب٧٠كم . تسكنه أغلبية ايزيدية ،مع عشائر عربية ، وأقلية كردية .
دخلته داعش في عام ٢٠١٤ ،وارتكبت به المجازر، وسبت بعض الفتيات الايزيديات ، وباعتهن بطريقة يندى لهاجبين المسلم الحر.
حين شكلت أمريكا تحالفًا دوليًا للقضاء على مايسمى دولة العراق والشام؛ كان لحزب العمال الكردستاني حضورًا وازنًا في هذا التحالف ، وبعد أن تم القضاء على هذه الدولة التي كانت ورقة تين ، يتستر بها الطامعون لتدمير بلادنا ، وإحداث تغيير ديمغرافي ،تمهيدًا لمشاريع أجنبية وضحت مراميها أخيرًا.
في السياسة ليس هناك ثابت، وإنما الحياة في تدافع لذلك انفرط التحالف ضد داعش بعد مجيء ترامب .وتغيرت رؤية أمريكا للمنطقة، وأصبح التنافس الأمريكي الإيراني خارج غرف الدبلوماسية، وإنما أصبح الضرب الموجع تحت الأحزمة، فتحرشت مليشيات عراقية بالسفارة الأمريكية في بغداد، فكان الرد الأمريكي صاعقًا باستهداف قاسم سليماني المهندس لمشروع التمدد الإيراني .
تصاعد الشعور الوطني العراقي المناهض للتدخل الإيراني السافر في شؤون العراق، فانطلقت مظاهرات في أغلب مدن العرب الشيعة، مما أفسح المجال لتشكيل حكومة بعيدة قليلًا عن هيمنة الحشد الولائي.
بعد محادثات ليست عسيرة. استطاع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي أن يعقد اتفاقية مع حكومة إقليم كردستان حول وضع إقليم سنجار، أهم مافي هذا الاتفاق هو ضرورة انسحاب حزب العمال الكردستاني من منطقة سنجار، وإشراف الشرطة الاتحادية على إدارته أمنيًا، وكوادر من بغداد، وأربيل تدير جوانب الإدارة، والخدمات.
ما إن أعلن عن هذا الاتفاق، حتى ظهرت معارضة إيران له ،من خلال تصرف المليشيات التابعة لها بالهجوم على مقر لحزب البرزاني، والقيام بمجزرة مروعة في صلاح الدين.
اللافت؛ إن الأمريكان ،والأمم المتحدة حضروا توقيع الاتفاقية، مما يعطي مؤشرًا على أن مهمة حزب العمال الكردستاني قد انتهت في العراق، وكذلك تحاول أمريكا ،وحلفاؤها تصفيته في سوريا من خلال الحوار الكردي الكردي السوري. مع كل العرقلات التي تحاول أن تضعها إيران في عجلة هذا الاتفاق؛ لأن حزب العمال هو عربة حاملة لمصالح إيران في هذه المنطقة .إخراجه من هذه المنطقة يعني توقف الخط الاستراتيجي الشمالي الذي تسعى إلى إقامته إيران، والذي يمتد من أصفهان إلى ديالى إلى سنجار إلى الحسكة، فحلب، فاللاذقية، وهذا مالاتوافقها عليه كثير من دول المنطقة، إضافة إلى أمريكا.
والخط الآخر أيضًا تحاول أن تحاصره أمريكا ،والذي يربط بين البصرة عبر محافظات الجنوب، إلى أن يصل البوكمال، ومن ثم باتجاه حمص، فبيروت، والذي تحميه مليشيات الحشد الشعبي .
مفارق الطرق هذه تنتظر إشارات المرور الخضراء، والدخان الأبيض الذي سوف يخرج من البيت الأبيض معلنًا رئيس أمريكا الجديد ليلة ٣/١١/٣٠٢٠.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى