دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (53)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الدولة الأموية بالأندلس

16- المعتمد هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر

ولد سنة 364
بويع في شهر ربيع الأول سنة 418 هـ، وكان عمره إذا ذاك 54 سنة
ودخل قرطبة في 8 ذي الحجة سنة 420هـ، ولم يلبث إلا قليلا وخُلِعَ
مات في سنة 427 عَنْ 63 سَنَةً
اسمه ونسبه:
هو أبو بكر هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
وبخلعه انقطعت الدعوة لبني أمية وذكرهم على المنابر بجميع أقطار الأندلس والعدوة إلى الآن. (المعجب في تلخيص أخبار المغرب صـ 50)
مولده:
وكان مولده في سنة أربع وستين وثلاثمائة (364هـ)، وكان أسن من أخيه المرتضي بأربعة أعوام، وأمه أم ولد اسمها: عاتب (المعجب في تلخيص أخبار المغرب صـ 51، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس صـ34)
فبقي متردداً في الثغور ثلاثة أعوام غير شهرين.
بيعته وولايته:
ولما قطعت دعوة يحيى بن علي الحسيني من قرطبة سنة 417هـ كما ذكرنا أجمع رأي أهل قرطبة على رد الأمر إلى بني أمية، وكان عميدهم في ذلك الوزير أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن عبد الغافر بن أبي عبدة.
وكان قد ذهب كل من كان ينافس في الرياسة، ويخب في الفتنة بقرطبة، فراسل جهور ومن معه من أهل الثغور والمتغلبين هنالك على الأمور، وداخلهم في هذا، فاتفقوا بعد مدة طويلة على تقديم أبي بكر هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر “وهو أخو المرتضى المذكور” قبل وكان مقيماً بحصن يدعى البُنْت من الثغور عند أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن قاسم المتغلب بها فبايعوه في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وأربعمائة (418هـ). وسنه يوم بويع له أربع وخمسون سنة، وتلقب بالمعتمد بالله. (بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس صـ34)
فبقي ينتقل في الثغور ثلاثة أعوام لا يستقر بموضع، ودارت هنالك فتن عظيمة بين الرؤساء المتغلبين واضطراب شديد، إلى أن اتفق أمرهم واجتمع رأيهم على أن يسير إلى قرطبة قصبة الملك. فسار إليها ودخلها في الثامن من ذي الحجة سنة 420هـ.
خلعه من الخلافة:
لم يقم المعتمد بقرطبة إلا يسيرًا حتى قامت عليه طائفة من الجند، فخلع، وجرت أمور يطول شرحها، من جملتها إخراج المعتمد بالله هذا (صاحب الترجمة) من قصره هو وحشمه، والنساء حاسرات عن أوجههن، حافية أقدامهن، إلى أن أُدخلوا الجامع الأعظم على هيئة السبايا، فأقاموا هنالك أيامًا يُتعطف عليهم بالطعام والشراب، إلى أن أُخرجوا عن قرطبة.
بقي هشام المعتمد مدة معتقلاً، ثم هرب، فلم يزل يجول في الثغور إلى أن لحق بابن هود بلاردة فأقام هنالك إلى أن مات سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ولا عقب له وانقطعت دولة بين مروان جملة. (المعجب في تلخيص أخبار المغرب صـ 51)
إلا أن أهل إشبيلية ومن كان على رأيهم من أهل تلك البلاد لما ضيق عليهم يحيى بن علي الحسني وخافوا أمره، أظهروا أن هشام بن عبد الحكم المؤيد حي وأنهم قد ظفروا به فبايعوه وأظهروا دعوته وتابعهم أكثر أهل الأندلس وبقي الأمر كذلك إلى حدود الخمسين وأربعمائة فإنهم أظهروا موت هشام المؤيد الذي ذكروا أنه وصل إليهم، وحصل عندهم، وانقطعت الخطبة لبني أمية من جميع أقطار الأندلس من حينئذ وإلى الآن.
موت المعتمد هشام بن محمد:
مات المُعَتَدِّ بِاللهِ أَبِي بَكْرٍ هِشَامِ بن محمد بن عبد الملك بن الناصر المَرْوَانِيّ في سنة 427هـ، عَنْ ثَلاَث وَسِتِّيْنَ سَنَةً، ولا عقب له؛ وانقطعت الدعوة الأموية من يومئذ في الأندلس، فهشام هذا آخر ملوك بني أمية بالأندلس.
مصادر ترجمته:
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس
المعجب في تلخيص أخبار المغرب
سير أعلام النبلاء ط الرسالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى