مقالات

المرأة بين التضليل الغربي اللبرالي والتكريم الإسلامي

المحامي محمد نادر العاني

باحث في مجال حقوق الإنسان
عرض مقالات الكاتب

كثيرًا ما قيل بشأن المرأة في تعظيم حقها أو في تضليل حقوقها ، وبين من يعتبرها مخلوقًا جوهريًا له حقوق عليه واجبات ، وبين من ازدرى كيانها وجعلها عارضًا ناشزًا في الوجود.
في كل معرض فكري غربي عن المرأة يكال بالاتهام إلى الإسلام بأنه يمحق من قدرها ، وتتغاضى أفكارهم عن نظرة فلاسفتهم ومفكريهم عن المرأة، ومن نماذجهم :
ارسطو : (فإنه اعتبرها رجلاً غير كامل لان الطبيعة لا تخلق نساء إلا عندما لا تقدر على خلق رجال لذلك تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخلقة وهو القائل : (( إن المرأة للرجل كالعبد للسيد والعالم للعامل والبربري لليوناني لان الرجل أعلى منزلة منها)).
أما أفلاطون : (فكان يشكر الآلهة على أنها خلقته حرا لا عبدا ورجلا لا امرأة ويقول أفلاطون (إن تكون المرأة ذات الجسم السليم الخالي من العيوب البدنية متاعا مشاعا للرجال الأصحاء الأقوياء لإنجاب أطفال أصحاء).
يقول سقراط : ( إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ظاهرها جميل ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالا , ويراها كأنها طفل كبير وأنها كالوردة تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها).
وكتب المفكر توما الأكويني: ((المرأة إنسان ناقص التكوين وكائن عَرَضيّ)).
وقال مونترلان: ((المرأة هي الاشمئزاز وفقدان النطق والجهالة العنيدة))
يقول برنارد شو: ((المرأة تترقب الرجل، ولكن كما تترقب العنكبوت الذبابة)).
وهذا جورج ميريديت يقول: ((المرأة آخر شيء تصل إليه الحضارة)).
الكاتب أناتول فرانس كان يقول : ((المرأة كالعقرب تشُقُّ طريقَها في الحياة بأن تلدغ من يقف في طريقها)) .

اما الاسلام:
ففي المقاربة : قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
وفي رفع الشأن قد سمع الله شكواها وانزل لها اية: قال تعالى : ((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )).
في الحقوق: قال تعالى (( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ )).
وفي العدالة : قال تعالى (( أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ )) .
وفي ميزان الثواب: قال تعالى (( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)).
وفي وحدة النشأة: قال تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى)).
وفي التكريم : الاسلام ينقد من يتضجر بمجيء البنت ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)).
وفي التصوير الدلالي : يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة )رواه مسلم والنسائي وابن ماجه ).
وفي المساواة : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل).
وفي التنظيم الحقوق : قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (استوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقًا، ولهن عليكم حقا).
وفي الحفظ : حيث خطبة الوداع قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( فأتقوا الله في النساء , فإنكم أخذتموهنّ بأمان الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله ).
فالادلة عن تكريم الإسلام للمرأة وعن تضليل الغرب لها كثيرة لايسع المجال لذكرها؛ ولكن سأختم ببعض المقالات من كتاب ومفكرين غربين عن اعترافهم بسمو الإسلام في تكريم المرأة:
يقول المستشرق الفرنسي إميل درمنغم في كتابه محمدوالسنة الإسلامية بقوله (( من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها كزوجة وأما كما تذم النصرانية لعد المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها ، فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين وأن المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة ؛والأذرع العارية ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا , ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي والحب الروحي ,ولا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية المثالية والحب العذري)).

ويقول المؤلف الامريكي المشهور صاحب كتاب قصة الحضارة وول ديوراونت ((رفع الإسلام من مقام المرأة في بلاد العرب ؛وقضى على عادة وأد البنات وسوى بين الرجل والمرأة في الإجراءات القضائية والاستقلال المالي ،وجعل من حقها أن تشتغل بكل عمل حلال ، وأن تحتفظ بما لها ومكاسبها , وأن ترث ،وتتصرف في مالها كما تشاء ،وقضى على ما اعتاده العرب في الجاهلية من انتقال النساء من الآباء إلى الأبناء فيما ينتقل لهم من متاع ، وجعل نصيب الأنثى في الميراث نصف نصيب الذكر في حالات ومثل الذكر وتحجب الذكر وكل حالة مفصلة، ومنع زواجهن بغير إرادتهن ….)) .
يقول جاك ريسلر باحث فرنسي معاصر : ((كانت الأسرة الإسلامية ترعى دائما الطفل ، وصحته ,،وتربيته ، رعاية كبيرة . وترضع الأم هذا الطفل زمنا طويلاً ، وأحيانا لمدة أكثر من سنتين , وتقوم على تنشئته بحنان وتغمره بحبها وباحتياطات متصلة . وإذا حدث أن أصاب الموت بعض الأسرة , وأصبحوا يتامى , فإن أقرباءهم المقربين لا يترددون في مساعدتهم وفي تبنيهم )).
ويقول المستشرق الفرنسي لويس سيدوو (( (إن القرآن, وهو دستور المسلمين , رفع شأن المرأة بدلاً من خفضه..فجعل حصة البنت في الميراث تعدل نصف حصة أخيها مع أن البنات كن لا يرثن في زمن الجاهلية ..”وهو” و إن جعل الرجال قوامين على النساء بين أن للمرأة حق رعاية والحماية على زوجها. وأراد ألاّ تكون الأيامى جزءا من ميراث رب الأسرة فأوجب أن يأخذن ما يحتجن إليه مدة سنة وان يقيض مهورهن وان ينلن نصيبا من أموال المتوفى)).

أخبرًا يذكر المفكر الفرنسي روجيه غارودي(( (أن القرآن , من وجهة نظر اللاهوتية , لا يحدد بين الرجل والمرأة علاقة من التبعية الميتافيزيقية : فالمرأة في القرآن توأم وشريكة للرجل لأن الله خلق البشر ككل شي }ومن كل شي خلقنا زوجين ” “{ والقرآن لا يحمل المرأة المسؤولية الأولى للخطيئة)).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى