مقالات

السنة النبوية.. رؤية شخصية

تحتل السنة النبوية المشرفة مكانة مرموقة، وأساسية في حياة المسلمين، فهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم.

والسنة النبوية قولية، وفعلية، وهي شارحة لآيات القرآن بنص القرآن الكريم الذي يقول في سورة النحل “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” (44).

فالحديث النبوي شرح، وبيان لما خفي، ولما استشكل على المسلمين من آي القرآن.

وقد صرح الحق تبارك، وتعالى بأن كلام الرسول وحي أيضًا فقال في سورة النجم “ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” (4).

وهذه دلالة واضحة على قدسية كلام الرسول، وسنته.

ونحن مأمورون بطاعة الرسول بشكل واضح، وصريح بعد أن ربط تعالى طاعة الرسول بطاعته فقال في سورة آل عمران “قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) .. وعلينا أن نلحظ هنا أن الله قال (أطيعوا الله والرسول) ولم يقل أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وهذا دليل على أن الطاعة واحدة، فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله تعالى.. وإن أكملنا الآية نجد أن المعرضين عن طاعة الله، ورسوله، وصفهم الله بالكافرين الذين خسروا محبة الله.

كما جاء  البيان الواضح في سورة النساء عندما قال تبارك، وتعالى “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” (80) وهنا كلام صريح يبين أن من يتبع تعاليم الرسول، ويستجيب لدعوته، فقد أطاع الله تعالى لأنه صلى الله عليه وسلم مبلغ لأوامر الله، ونواهيه.

ثم قال تعالى في سورة النساء أيضًا “وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” (115).. ومن يشاقق هنا بمعنى من يخالف، ويعادي، وعقوبته جهنم وساءت مصيرا.

ثم جاءنا أمر صريح آخر في آية من سورة الحشر “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (7)

 وهنا يأمر الله المؤمنين بفعل ما أمر به الرسول، والانتهاء عما نهى عنه واجتنابه.

لقد أتيت من خلال هذه الدراسة بالأدلة على مكانة السنة، ووجوب اتباعها من القرآن الكريم، فقط كي لا يقول أحد أني لا أؤمن بالنص النبوي كما سمعنا مؤخرًا!!

وقد تنبأ الرسول عليه الصلاة، والسلام بهذه الظاهرة (إنكار السنة) فقال في حديث ورد في صحيح أبي داود (ألا أني أوتيت الكتاب، ومثله معه، ألا يوشك رجل ينثني شبعانًا على أريكته يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال، فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) وفي رواية أخرى (ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ماحرم الله).

لقد جاءت دراستي هذه للسنة النبوية، ومكانتها في حياة المسلم بعد رؤيتي لمقطع فيديو يقول فيها ضيف البرنامج حرفيًا (هناك النص النبوي المنقول عن الرسول.. أنا لا أؤمن به)!!! وأقول له هو رأيك، وهو لك، أو عليك إلا أنه بالتأكيد غير ملزم للآخرين مع قناعتي أن مقام السنة النبوية لم يهتز، أو يتأثر إن آمنت به، أو كفرت.. ولست أول قائل بهذا، ولن تكون الأخير.

وتبقى السنة كما كتاب الله محفوظة بحول الله، ووعده.

وأخيرًا يحضرني بيت الشعر الذي يقول:

يا ناطح الجبل العالي ليكلمه

أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى