طب وصحة

أمراض الكلام – اللّجلجة أو التّلعثم – التّأتأة عند العامّة

د. محمد ياسين الفلاح

دكتور في الدراسات اللغوية – اختصاص بذوي الاحتياجات الخاصة
عرض مقالات الكاتب

مفهوم اللّجلجة: اضطراب يؤثّر على إيقاع الكلام، حيث يتميّز نمط الكلام بالضّحالة، والإطالة الزّائدة، وتكرار الأصوات، والمقاطع و التّمزّق، والإعاقة الكلاميّة التي يبدو فيها المتلجلج، وقد اختنق الكلام في حلقه، أو اختنق هو بكلامه، بالرّغم من المجاهدة، و المكابدة من أجل إطلاق سراح لسانه. وهم بذلك يرون أنّ اللّجلجة: “عدم القدرة على إتمام العمليّة الكلاميّة، على الوجه الأمثل”.

و يعرّف (جونسون) اللّجلجة موضوعيّاً بقوله: “إنّها اضطراب يؤثّر على إيقاع الكلام، تتمثّل في توقّفٍ متقطّعٍ أثناء الكلام، وتكرارٍ تشنّجيٍّ للأصوات”. ويقدّم بلود شتين (1969م) خمسة أطوارٍ تمثّل تطوّر اللّجلجة:

المرحلة الأولى: تتميّز بتكرار الكلمات الصّغيرة، وتزداد في مواقف الضّغط، لكن مع نقصٍ في الجانب الانفعالي، والإدراكي من ناحية الطّفل اتّجاه لجلجته.

المرحلة الثانية: تتميّز اللّجلجة بالاستمراريّة، وتزداد في أوقات الإثارة، ومع عدم التّركيز الكلامي، ومع ذلك لم يُكفّ أو يعاق الطّفل بسبب اللّجلجة.

المرحلة الثالثة: تظهر مع طفل المدرسة الأكبر سنّاً، حيث يكون مدركاً للمواقف الصّعبة، وبالتّالي بدأ ينهج بعض الوسائل الخاصّة به، لتجنّب بعض الكلمات، أو المواقف التي يخشاها، “ممّا يزيد الأمر سوءاً”

المرحلة الرابعة: (يصبح الطّفل متلجلجاً)، حيث يوجد في تلك المرحلة توقّع اللّجلجة، والخوف منها، مع تجنّب مواقف الكلام، مع ظهور علامات الخوف، والإحراج على الطّفل المتلجلج.

المرحلة الخامسة: (تتعلّق بالرّاشدين المتلجلجين)، حيث يبتكر المصاب وسائل يعالج بها لجلجته، مفضّلاً ذلك على التحسّن الحقيقي، فهو نفسه مدركٌ لمشكلته.

مظاهر اللجلجة

ا ـ التّكرارات: يرى بيتش و فرانسيلا: أنّ التّكرار يُعدّ من أهمّ السّمات المميّزة للّجلجة، وأكثرها شيوعاً، لدرجةٍ تلفت الانتباه، من قبل المستمعين، والتّكرار يكون لأوّل صوت من الجملة، أو لأوّل كلمة، أو لأوّل مقطع، أو لأوّل جملة، وقد يكون التّكرار لبعض الجمل، أو الأصوات الصّعبة، في أيّ مكانٍ من الكلام.

 ب ـ الإطالات: الإطالات الصّوتيّة، حيث يطول نطق الصّوت، لفترةٍ أطول، في “الحروف المتحرّكة”.

ج ـ التوقفات الكلاميّة “الإعاقات الكلاميّة”: و هذا يسبّب إحباطاً لكلٍّ من المتكلّم و السّامع، وهو متعلّقٌ بالإعاقة الصّامتة،  و يظهر خلالها عجز المتلجلج عن إصدار أيّ صوتٍ، برغم الجهد الكبير الذي يبذله”.

المظاهر الثّانويّة للّجلجة

من خلال تجربتي الطّويلة مع اللّجلجة، ومن خلال مشاهداتي لكثيرٍ من المرضى الواقعين تحت براثنها، لاحظت بعض السّلوكات التي يبديها المصاب أثناء الكلام، منها رفع الأكتاف، وتحريك الذّراع، أو الّذراعين معاً، واحمرار الوجه و العنق، وتشنّج كلّيّ للجسم ثم يتبع ذلك إطلاق عدّة كلمات، رشّاً، وبشكلٍ مضغوطٍ، وانفجاري، ولا ننسى إغماض العينين مرّاتٍ عديدة متسارعة، أو جحوظها.

و أحياناً  تكون محاولاتُ الكلام مرتبطةً بفمٍ مفتوحٍ عن آخره، و بروزٍ سريعٍ للّسان، وارتدادٍ سريعٍ له، ومرتبطةً بانقباضٍ في التّنفّس و الذي يسبّب اختناقاً، ويكاد التّوتّر يبدو على الجسم كلّه، مع حركاتٍ تشنّجيّةٍ تشبه الرّقص، وصعوبة التّنفّس، وانقباض الصّدر، و ارتفاعٍ للحجاب الحاجز، إلى أعلى درجة، يؤدّي بالمصاب إلى الاختناق، وتسرّعٍ متواترٍ لدقّات القلب، تصل إلى حدّ الإغماء.

و أحياناً أخرى يكون الانقباض على شكل عجزٍ كاملٍ عن إخراج الصّوت، مع ظهور صوتٍ حنجريٍّ طويلٍ أثناء التّنفّس، ثمّ يتبع ذلك إطلاق عدّة كلماتٍ متدخلةٍ متخلخلةٍ مع الزّفير.

تفسير اللّجلجة

الحقيقة أنّه لا يوجد سببٌ واحدٌ بيّنٌ وكافٍ، ولكن عدّة أسباب، وهذا ما أكّد عليه معظم الباحثين، ومنهم باربارا دومونيك:

“إنّ اللّجلجة تعتبر ظاهرةً مرضيّةً غايةً في التّعقيد، حيث إنّ لها العديد من الأسباب في علم الأمراض، حيث تتضمّن عوامل مشتركة تكوينيّة، وكيميائيّة، وعصبيّة، ونفسيّة، وبيئيّة، واجتماعيّة”.

أوّلاً: تفسير اللّجلجة تبعاً للعوامل الوراثيّة: يرى بعض الباحثين أنّ ثمّة علاقة بين تلك الظّاهرة، والجينات الوراثيّة، و خاصّةً أنّ عوائل مشهورةً بوجود العديد من أفرادها يلجلجون، والحقيقة عكس ذلك، إذ لا يوجد جينٌ واحدٌ مسؤولٌ بالذّات عن اضطراب اللّجلجة، والحقيقة التي أخفيت عن معظم القائلين بالنّظريّة الوراثيّة، هي (التّقليد) الذي يكون له أثرٌ قويٌّ في ظهور اللّجلجة وقد رأيته عياناً، وحدث معي إذ أتاني أحد المصابين باللّجلجة، يحمل ابنته ذات الأربع سنوات، وقد بدأت توّاً باللّجلجة، وذلك حين عاد أبوها من سفره، مع أنّها كانت طبيعيّةً، يخلو كلامها من أيّ أثرٍ لعيبٍ لغوّيٍ، أو نطقيٍّ، أو كلامي، فما كان منّي إلّا أن طلبت منه إبعاد الفتاة عنه لأطول فترةٍ ممكنةٍ، وفعلاً ذهبت الأم بها إلى مدينة جدّها، لشهرٍ كاملٍ، عادت خلاله إلى طبيعتها.

ثانياً: نظريّة السيطرة المخيّة: من العلماء الذين أرجعوا ظاهرة اللّجلجة إلى أسبابٍ فسيولوجيّة، ترافيز الذي يُعتبر رائداً في هذا الاتّجاه، حيث قدّم نظريّته القائمة على أساس أنّ اللّجلجة ترجع إلى عجزٍ في السّيطرة المخيّة، ولقد بني نظريّته على عددٍ من الحقائق:

ـ موجات المخّ الثّنائيّة لدى المتلجلج تتّسم بالتّساوي في الشّكل والسّعة.

ـ أظهر رسم موجات المخّ، أنّ هناك انسجاماً في مقدار النّشاط المخيّ، (في كلا النّصفين)، أثناء اللّجلجة، ويحدث عكس ذلك أثناء الكلام الطّبيعي.

ـ زيادة كهربيّة، في طاقة المخّ الكامنة أثناء اللّجلجة.

ثالثاً: تفسير اللّجلجة تبعاً للعوامل البيو كيميائيّة “النّظريّة البيو كيميائيّة”: تُعتبر نظريّة روبرت و يست

إحدى النّظريّات التي تُرجع أصل اللّجلجة إلى الأسباب العضويّة، حيث يعتقد أنّ ظاهرة اللّجلجة تظهر في مرحلة الطّفولة، بالإضافة إلى أنّها أكثر انتشاراً بين الذّكور منها بين الإناث، ولذلك يعتقد و يست بوجود اضطراباتٍ في عمليّة الأيض، و هي “عمليّات الهدم و البناء الخاصّة بالتّركيب الكيميائيّ للدّم”، وبتفسيرٍ آخر للأيض: “هي التّفاعلات الكيميائيّة التي تتمّ داخل الخلايا الحسيّة، لإنتاج الطّاقة اللّازمة للنّشاطات الحيويّة لدي المتلجلجين”. لذلك فهو يعتبر اللّجلجة نوعاً من الاضطرابات التّشنّجيّة الشّبيهة بنوبات الصّرع.

رابعاً: تفسير اللجلجة تبعاً للعوامل النيوفسيولوجيّة: أصحاب هذه النّظريّة يعتمدون على أنّ نسبة الإصابة باللّجلجة بين الذّكور، أكبر من الإناث، بالرّغم من أنّهم يبدؤون التّعلّم الكلاميّ تقريباً في نفس المرحلة العمريّة، حيث تصل النّسبة من (1 ـ 2) إلى (1 ـ 8). و ترجع ظاهرة انتشار اللّجلجة بين الذّكور بالذّات، إلى أنّ عمليّة تكوين “الغمد النّخاعي” تتمّ في السّنة الثّالثة، أو الرّابعة من العمر، وعادةً تظهر اللّجلجة لدى الأطفال في هذه المرحلة العمريّة بالذّات. وعملية تكوين الغمد النّخاعيّ: “هي عبارةٌ عن تغطيّة المحاور العصبيّة بغطاءٍ واقٍ، حيث لوحظ أنّ المحاور العصبيّة المغطّاة، تستطيع نقل النّبضات بكفاءةٍ و سرعةٍ إلى مراكز الكلام في المخ، بالمقارنة بالمحاور التي لم تكتمل تغطيتها، وهذا يؤدّي إلى تدفّق انتاج كلامٍ يتميّز باختلاف الإيقاع، والتّكرار، والتّقطّع”.

خامساً: تفسير اللّجلجة تبعاً للعوامل النّفسيّة: “نظريّة الصّراع الدّاخلي، هناك خمس مستوياتٍ من الصّراع الذي يؤثّر على الطّلاقة، وهي:

 1 ـ الصّراع المرتبط بمستوى الكلمة: هنا يكون صراع المتلجلج “كرغبةٍ في الكلام، ورغبةٍ في الصّمت”، خاصّة مع بعض الكلمات بالذّات، نتيجة ارتباطها ببعض صعوبات النّطق، التي سبق أن اكتسبها المتلجلج من خبراته السّابقة.

2 ـ الصّراع المرتبط بالمحتوى الانفعالي: يرتبط الصّراع المرتبط بالمحتوى الانفعالي، بمضمون أو محتوى الكلام، لما يتسبّب عنه أحياناً، من ضغطٍ نفسيّ، يؤثّر على المستوى الانفعالي للمتلجلج.

3 ـ الصراع المرتبط بمستوى الاقة: يلاحظ أنّ الصّراع – هنا- مرتبطٌ بنوعيّة علاقةِ المتلجلج بالسّامع، حيث يزداد دافع الإحجام عن الكلام، لدى بعض الأفراد دون غيرهم.

4 ـ  الصّراع المرتبط بنوع المواقف التي تحمل تهديداً “لحماية الأنا”: في مثل هذه المواقف التي يتمّ فيها تقدير المتلجلج، إمّا بالنّجاح، أو الفشل، نلاحظ – هنا- أنّ الضّغط النّفسيّ وما يتبعه من قلقٍ وخوفٍ يزداد و يتولّد الصّراع الذي يحول بين المتلجلج و طلاقة لسانه.

5 ـ الصّراع المرتبط بمستوى الخوف القابع في أعماق اللّاشعور: “اللّاشعور هو خزّان التّجارب، والمواقف الصّعبة  وهنا منبع القلق، والاكتئاب، وجلد الذّات”.

سادساً: تفسير اللّجلجة تبعاً للعوامل البيئيّة الاجتماعيّة: الكثير من المهتمّين بدراسة اللّجلجة، أرجعوا هذه الظاهرة إلى عواملَ بيئيّة. فيعتقد ادوار كونتر: أنّ البيئة التي ينشأ فيها الأطفال، خاصّة المحيط الدّاخليّ، والخارجيّ للأسرة، وما يتعرّض له الطّفل من ضغطٍ يؤثّر على قدراته اللّغويّة، ويستطرد كونتر موضّحاً أنّ البيئة الاجتماعيّة، و المنزليّة للطّفل، خاصّة الوالدين، لا يسبّبون اللّجلجة بأنفسهم، ولكنّهم يساهمون في الحفاظ عليها، وتطوّرها من مراحلها الأولى، إلى مرحلة اللّجلجة الحقيقيّة.

علاج اللجلجة

أساليب العلاج: كثرت و تعدّدت الأساليب التي استخدمت في علاج اللجلجة، نظراً لتشابك العوامل المؤدّية إلى تلك الظّاهرة النّفسيّة المركبة، والمتداخلة، فكما سبق و ذكرنا أنّ اللّجلجة ظاهرةٌ معقّدة، حيث إنّ لها العديد من الأسباب، فهي تتضمّن عوامل تكوينيّة، كيميائيّة، عصبيّة، بيئيّة، نفسيّة، اجتماعيّة …..و سوف نحاول إلقاء الضّوء على بعض الأساليب والبرامج العلاجيّة:

1 ـ الكلام الإيقاع: تقوم هذه الطّريقة، بناءً على ملاحظة أنّ درجة اللّجلجة تنخفض حين يتكلّم المتلجلج بطريقةٍ إيقاعيّة، ولذلك استخدمت آلة (المترونوم)، التي تساعد على نطق كلّ مقطعٍ مع كلّ إيقاع، حيث تُستخدم هذه الآلة في تجزئة المقاطع، وفقاً لزمنٍ محدّد، على أن يتمّ إخراج نطق المقاطع على فتراتٍ زمنيّةٍ متساوية، فيُقسم موضوع القراءة إلى كلماتٍ يسيرةٍ تقرأ بتناسُبٍ مع توقيت آلة (المترونوم)، ومن ثمّ يحدث تقدّمٌ تدريجيٌ في طريقة الكلام.

2 ـ تظليل الكلام: استخدمت وسيلة التّظليل، كوسيلةٍ علاجيٍة لحالات اللّجلجة، وأثناء الجلسة العلاجيّة، يقرأ المتلجلج بصوتٍ مرتفعٍ القطعة نفسها التي يقرؤها المعالج، ومعه في الوقت نفسه، بفارق جزءٍ من الثّانية، وغالباً ما يتحسّن المتلجلج وتنخفض درجة لجلجته بشكل ملحوظ أثناء جلسات العلاج، وقد استخدم شيري سايرز هذه الطّريقة لعلاج بعض المتلجلجين، وقد لاحظ تحسّنا طرأ على طريقة الكلام. وهناك طريقةٌ أخرى لتظليل الكلام، عن طريق تظليل الكلام المقروء، من مقطعٍ مخفيٍّ تظهر كلماته كلمةً كلمة، فكلّما نطق المصاب كلمةً، ظهرت الثّانية بعد برهةٍ زمنيّةٍ مناسبة. 

3 ـ تأخّر التّغذية المرتدّة السّمعيّة: يقرّها وفاء البيه، يقول: إنّ أوّل من تناول مشكلة المراقبة السّمعيّة هو: ” أوريا نتشيشتش”، وهو ما يُعرف الآن بتأثير (لي) 1951م، في تأخير التّغذية المرتدّة السّمعيّة، ويوضّح وفاء البيه أنّ تأخير التّغذية المرتدّة السّمعيّة، والتي من خلالها يستمع الفرد إلى كلامه، في علاقةٍ زمنيّةٍ غير طبيعيّة، عندما يتكلّم الفرد و يستمع إلى صدىً مستمرٍّ لكلّ ما قاله توّاً، وبالتّالي تحدث تغييراتٌ مؤثّرةٌ في طبقة الصّوت، ويضطرب الإيقاع الطّبيعيّ للكلام لدى المتكلّم العادي، ويحدث العكس تماماً، لمن يعاني اضطراباً وظيفيّاً في الكلام، مثل المتلجلجين، ولقد استخدمت تلك الوسيلة، من قبل المهتمّين بدراسة وعلاج اللّجلجة، كوسيلةٍ لخفض درجة اللّجلجة.

4 ـ الضّوضاء المقنّعة: استخدمت هذه الوسيلة، كعلاجٍ مبنيٍّ على أساس أنّ اللّجلجة تنخفض بشكلٍ كبير، عندما لا يستطيع المتلجلج سماع صوته أثناء الكلام، وظهر استخدام هذه الوسيلة في السّتّينات، ولكن لم تؤكّد أيّ منافع دائمةٍ في العلاج، حيث إنّ المتلجلج استخدم هذه الوحدة السّمعيّة المقنّعة، داخل غرفة العلاج فقط، وهي عبارةٌ عن أداةٍ تمّ تصميمها بشكلٍ خاصّ، لكي تنتج صخباً أبيض، وهو عبارةٌ عن خليطٍ من الموجات التّي تتّسع، لتغطّي مجالاً واسع التّردد، من كثافاتٍ مختلفةٍ من (70) ديسبل إلى (110) ديسبل من خلال أجهزة السّمع. ويضيف بهرث راج: “بالرّغم من أنّ هذه الطّريقة، تعمل على إلغاء اللّجلجة تماماً، حيث نجد أنّ المتلجلج تصبح لديه القدرة على الكلام، بدون إعاقاتٍ على الإطلاق  بالرّغم من هذا، فإنّها تؤدّي – في كثيرٍ من الأحيان – إلى فقدان  حاسّة السّمع.

5 ـ إرشاد الآباء: يوصي أوليفر بلود شتين باستخدام الإرشاد الوالديّ، كوسيلةٍ علاجيّةٍ تساعد في تخفيض عدد المصابين باللّجلجة، ويتّفق معه بهرث راج، حيث يرى أنّ كلام الأطفال يتميّز في بداية تعلّمّهم الكلام، بالتّقطّع أثناء الحديث، مثل التّكرارات، والتّردّدات، وهنا لا يحتاج الطّفل إلى علاجٍ بمعناه الكبير، ولكن ما يحتاجه هو توجيهٌ سليم، و فعّال، بوساطة و الديه، ولهذا يُعرّف الطّفل بأنّه طفلٌ طبيعيٌّ، ولكنّه الآن لا يتمتّع بالطّلاقة الكلاميّة كما يجب. أمّا أثناء العلاج “اللّجلجة المبدئيّة”، فينبغي أن يركّز العلاج، على إعطاء معلوماتٍ كافيةٍ للآباء، وخاصّة الأم عن طبيعة و ظروف مرض اللّجلجة، وما يجب أن تقوم به حيالها، كما يجب أن ينصح الآباء بأن يشجّعوا الطّفل، عندما يتكلّم بشكلٍ طبيعي، و يتجاهلوا مظاهر قصوره اللّفظيّ، كما يجب أن يعلّموا طفلهم الهدوء، والاسترخاء، ويجب إعطاؤه مزيداً من الحبّ، و الرّعاية، دون الوصول إلى العطف المبالغ فيه، وإلى تمييزه عن غيره، وأن يعملوا على عدم جذب انتباه الطّفل لطريقة كلامه، وذلك بأتّباع النّقاط التّالية:

1 ـ تشجيع كلام الطّفل، و تجاهل مظاهر قصوره اللّفظي.
2 ـ عدم جذب انتباه الطّفل لطريقة كلامه.                                                                                         3 ـ عدم وصف الطّفل بأنّه متلجلج.
4 ـ لا ينبغي مقارنة المتلجلج، بأيّ طفلٍ آخر، و تعييره به. 
5 ـ عدم تمييز الطّفل المتلجلج عن غيره، وعدم إحاطته برعايةٍ خاصّة. 
6 ـ عدم إجباره على طريقةٍ كلاميّة معيّنة، و إن كانت صحيحة.                                                               

6 ـ إعادة التّدريب على العادات الكلاميّة السّليمة: يترك الطّفل المتلجلج يقرأ من كتاب مناسب لمستواه التّعليمي، على أنْ تتمّ طريقة القراءة ببطءٍ، وهدوءٍ شديدين، وبأسلوبٍ مريح، وعندما تحدث الإعاقة الكلاميّة، يتوقّف عن القراءة، ويسترخي، بعدها يبدأ القراءة ثانيةً، بأسلوبٍ مريح، وقد يكون من المفيد أن نستخدم ضوءاً أحمر كمؤشرٍ عندما تحدث الإعاقة، وحيث تُعتبر كإشارةٍ للتّوقّف عن القراءة، والبدء بالاسترخاء، ثمّ معاودة القراءة، وقد يعطي العلاج هذا نتائج جيّدة، بعد حوالي عشرين جلسةً، عندما تكون درجة اللّجلجة متوسّطة، وعندما تتحقّق طلاقةٌ كافية، يتمّ توجيه الفرد لأن يسرّع تدريجيّا في كلامه، إلى الحدّ الطّبيعي.          

  7 ـ الإطالة: “وهي سيّدة العلاج”، يُجعل المتلجلج في حالة استرخاءٍ بدنيّ، وعقلي، ثمّ يبدأ قراءة قطعةٍ بدرجةٍ بطيئةٍ جدّاً، مع الإطالة في كلّ مقطع، ويقرأ مثلاً: “بندقيّة”، فإنّها تتمّ على النّحو التّالي:

ب  ……   ن  ……   دُ   ……   ق  ……  يّه. 

وينبغي أن يستمرّ التّطويل، حتّى تنتهي الجملة، بدون توقفّات خلالها، كما يجب أن يمارس التّطويل حتّى أثناء المحادثات مع الآخرين. ويرى بهرث راج: أنّ المصابين باللّجلجة الشّديدة يستجيبون لتلك الطّريقة، وقد أسفرت نتائج تحليل الحالات الخاضعة للعلاج، عن نتائج جيّدة جدّاً، بالمقارنة بطريقة التّظليل، وأنّه يفيد بالذّات مع المصابين باللّجلجة الشّديدة، حيث حقّق أسلوب التّطويل معهم نتائج باهرة، بينما يعتبر العلاج عن طريق التّظليل، أكثر فعاليّة، مع المصابين من الدّرجة الخفيفة، أو المصابين حديثاً بها.

8 ـ التّحصين التّدريجي: يجب سؤال ومراقبة المتلجلج عن المواقف المحرجة، والتي يلجلج فيها أكثر من غيرها، و وضعه بنفس المواقف، وتمثيلها، وتدريبه على نبذ اللّجلجة، تدريجيّاً، والاسترخاء، والتّكلّم بصوتٍ عالٍ، وببطءٍ شديد، و التّسرّع المتدرّج بالكلام، حتّى نصل إلى الكلام الطّبيعي، في تلك المواقف، هذا مع العلم أنّ العلاج الكلامي، لا يفيد دون العلاج النّفسيّ، إذ يجب أن يتماشى العلاجان معاً، فإن أخذنا أحدهما وأهملنا أو أخّرنا الآخر لا نحصل على نتيجةٍ مضمونة، والعلاج النّفسيّ يعطى عن طريق جلساتٍ مدروسةٍ بعناية، تتنوّع حسب كلّ حالة، ويمكن الاستعانة بأدويةٍ مضادّةٍ للقلق والرّهاب الاجتماعي والاكتئاب التّفاعلي، وغيرها حسب السّبب المؤدّي إلى اللجلجة، وينصح بعدم تناول المنبّهات الباعثة والمحرّضة على القلق والرهاب، والموجودة في الشاي والقهوة والقلويّات وغيرها. و أخيراً أنصح باتّخاذ كامل التّدابير للحيلولة دون وقوع الطّفل أو الكبير في براثن هذا المرض، على مبدأ (درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج)وأنصح بالإسراع في العلاج، حتى لا يتحوّل المرض إلى عادة متأصّلة، يصعب اقتلاعها.  

أمراض النطّق 

ـ الخمخمة ـ

ـ تُعتبر الخمخمة , مثلها مثل الثأثأة , من العيوب النطقية التي ترجع العلّة فيها , في كثير من الحلات إلى أسباب عضويّة كالتشوّه و التلف أو سوء التركيب في عضو أو أكثر من أعضاء الجهاز الكلامي , و هذا يؤدّي إلى خلل في تأدية وظيفة    هذا العضو , فيحدث نتيجة لذلك اضطراب أو عيب في النطق و الصوت   .

هذا و يجب التعاون هنا بين الطبيب المختص بالتجميل و التّشوّهات و الطبيب الجراج , و تكون وظيفة أخصائي النطق والكلام لاحقة للعلاج الطبي أو الجراحي .                                                                                                                  

تعريف الخمخمة : 

الخمخمة أو ما يُطلق عليه الأخصائيون ” Rhinolalia ” “رينولاليا ” و ما تسميه العامة ” الخنف ” عيب من عيوب النطق , يستهدف الأطفال و البالغين على حدّ سواء

يتميز هذا العيب بمظاهر خاصّة عن جميع عيوب المنطق و الكلام يسهل على الجميع إدراكه بمجرد الاستماع لصاحبه , يجد المصاب بالخمخمة صعوبة في إحداث جميع الأصوات متحركة كانت اُم ساكنة ” فيها عدا حرفي الميم و النون ” . 

فيخرجها بطريقة مشوّهة غير مألوفة , فتخرج الحروف المتحركة مثلاً كأن فيها غنّة

أمّا الحروف الساكنة فتأخذ أشكالاً مختلفة متباينة من الشخير أو الخنن أو الإبدال , و الأصوات جميعاً تبدو كريهة منفّرة للمستمع و المتكلم معاً .

و ترجع العلة في هذه الحالات إلى وجود فجوة في سقف الحلق منذ ميلاد الطفل تكون شاملة في بعض الأحيان للجزء الرخو و الصلب من الحلق و الحنك معاً .

أو تشمل أحياناً أخرى الجزء الرخو أو الصلب فحسب . أو قد يرجع السّبب في بعض الأحيان إلى توسع في فجوة الأنف أو ارتخاء سقف الحلق الرخو مع اللهاة كلّ ذلك يؤدي إلى هروب الهواء , الذي يجب أن يظلّ محبوساً في فتحة الأنف , فتخرج الأصوات مشوّهة

متى و كيف تنشأ الاصابة :

ترجع الإصابة في الخمخمة كما في الثأثاة  إلى عوامل و لا ديّة , إذ يتعرّض الجنين في الشهور الأولى من تكونه إلى عدم نضج الأنسجة التي يتكون منها نصف الحلق أو نصف الحنك أو كله ” الصلب و الرخو معاً ” فيترتب على ذلك عدم التئامه و حدوث فجوة في أحد هذه الأعضاء , و عدم نضج الأنسجة يرجع إلى عدّة عوامل , قد يكون نقص الغذاء أحدها …

و بلغت نسبة الإحصائيات لهذه الإصابة مؤخراً حوالي طفل لكلّ ألف طفل , هذا و قد خفّفت عمليات الجراحة التجميلية و الترقيعية من نسبة المصابين بالخمخمة إلى حدّ بعيد , إذ إنّ هذه العمليات الجراحة تؤدي إلى التئام هذه الفجوات الخلفية بحيث يصبح بعدها  من السهل تدريب المصاب ليحسن كلامه و في حال لم تجر تلك العملية الجراحيّة المطلوبة , في طفولة المصاب يصبح من العسير إجراؤها , بعد أ يكون الطفل قد اكتمل نموّه , عند ذلك يلجأ جرّاح الفم و الأسنان إلى تصميم جهاز ” Abturator  ” أتبوراتور , و هو عبارة عن سدادة أو عظاء من لدينة بلاستيكية لتسدّ الفجوة في سقف الحلق , و تيسّر على المريض إحداث الأصوات بالشكل الطبيعي , و مع ذلك فتركيب هذه السدادة لا يمكن صاحبها من إجادة نطق الأصوات , و ذلك لكونه أثناء تلك المرحلة الطويلة قد تكوّن لديه عادات لتطق الحروف بطريقة معينة , و لهذا فإنّ الذين يقتنون هذه السّدادات لا يستغنون عن التدريب الكلامي المطلوب للتصحيح , بغية إلغاء الطرق الخاطئة التي أجبر على استخدامها و هو مشوّه الحلق أو الحنك .

ـ طرائق العلاج  ـ 

1 ـ الخطوة  العلاجية الأولى و الرئيسة يجب أن تكون إصلاح الخلل الخلقي ” التشوّه ” عن طريق جراحة هدفها إزالة أي نقص أو سوء تركيب عضوي و تتفاوت العمليات الجراحية هنا من حيث درجة الخطورة و مبلغ الجهد المبذول من قبل الجرّاح , فهنالك حلات لا تتطلب إلا سدّ فجوة صغيرة في سقف الحلق الصلب .

و هناك حالات تتطلب سدّ فجوة كبيرة تشمل سقفي الحلق صلبه و رخوه معاً

2 ـ في حال تعذر إجراء العمل الجراحي نلجأ إلى جرّاح الفكين و الأسنان و ذلك بغية صنع سدادة مناسبة من البلاستيك لسدّ الفجوة بطريقة صناعية تثبت عن طريق الأضراس و الأسنان  .

3 ـ بعد التأكد من نجاح إحدى العمليتين نبدأ بإجراء تمارين خاصّة لضبط الهواء , دخولاً عن طريق الأنف و خروجاً من الفم و الفم فقط و يطلب من المصاب إجهاد نفسه ما أمكن , و في حال تعذّ ذلك عليه يمكن اللجوء إلى إغلاق فتحتي الأنف إغلاقاً تاماً عند الزفير و فتحهما عند الشهيق و تكرار العملية مراراً , حتى يعتاد المصاب على وضع صحيح في التّنفّس , و بعد أن يعتاد المصاب وضعه التنفسّي الجديد نبدأ باختباره عن طريق جهاز صغير خاصّ يتكون من لوحة زجاجية      ” مرآة ” تثبت في وضع أفقي أمام الشفة السُفلى للمريض و يوضع فوقها قليل من الريش الناعم الخفيف , و توضع له أخرى مماثلة أسفل الأنف , ثم يطلب من المصاب النّفخ , فإذا تحرّك الريش  من فوق اللوحة  العليا كان هذا دليلاً على أنّ الهواء يخرج من أنفسه , أمّا في حال تحرّك الريش من فوق اللوحة السفلى فقط كان هذا دليلاً على أنّ الهواء يخرج من فمه , إنّ ما يجب أن يعتاده المصاب هو إخراج الهواء من فمه , لأنّه هو عبارة عن المادة الخام التي تتكون منها الأصوات فيها عدا حرفي ” الميم و النون “

إنّ العلة في هذه الحالات أن سقف الحلق الرخو مصاب بشكل لا يّسمع له أن يؤدي وظيفته , ممّا يؤدي إلى (تسرّب الهواء إلى الفجوة الأنفية) . في الوقت الذي تستلزم طبيعية الحروف المتحركة و معظم الحروف الساكنة مروره من فجوة الفم حيث يرتفع سقف الحلق الرخو إلى اعلى , وذلك لسدّ التجويف الأنفي , أمّا في خالة نطق حرفي الميم و النون , فإنّ هذا العضو يسدل إلى الأسفل حتى يصل مع اللهاة إلى الجزء الخلفي من اللسان , وعلى هذا الوضع الشاذ يخرج الصوت المحتبس عن طريق التجويف الأنفي إلى الخارج بدلاً من التجويف الفميّ فتحدث الخنخنة .

4 ـ إجراء تمرينات خاصّة لجذب الهواء إلى الداخل من الأنف , شريطه أن تكون الشفاه في حالة استدارة , ثمّ إخراج الهواء من الفم مع إغلاق الأنف أثناء الزفير , و لكن ببطء شديد , بغية تعويد سقف الحلق الرخو على تأدية وظيفته بنجاح.

5 ـ إجراء تمرينات التثاؤب مراراً فالتثاؤب يؤدي نفس الغرض الذي تؤديه عملية جذب الهواء فكلاهما يعمل على رفع و خفض سقف الحلق الرخو لكي يقوم بدوره ككابح لمرور الهواء المزفور  من الأنف .

6 ـ تمرين المصاب على حبس أنفاسه لفترة يقوم فيها المعالج بالعدّ من (1) إلى (10)

7 ـ تمرينات خاصّة بالنفخ بوساطة أنابيب اسطوانية زجاجية خاصّة مع الحرص الدائم على أن يكون النفخ عن طريق الفم, دون تسّرب الهواء من الأنف , و الغرض من هذه التمرينات , تقويد المصاب على استعمال فمه في دفع الهواء إلى الخارج  و في ذلك تقويةُ للجزء الرخو من حلقه , و باعث له على العمل و أداء المطلوب منه .

8 ـ يمكن إجراء و تمارين النفخ على شكل لعب كإطفاء العيدان ” الثقاب ” المشتعلة أو نفخ قطعة صغيرة من المناديل الورقية أو الريش الناعم .

9 ـ تمرينات خاصّة باللسان , تأخذ أشكالاً مختلفة , إمّا داخل الفم أو خارجه و الهدف منها تعويد و تمكين المصاب من استعمال لسانه و تحريكه بكل اتجاه بما يتناسب مع وضع اللسان الصحيح أثناء نطقه لأيّ حرف  و إعلام المصاب كيفية وضعه للسانه و كيفية استخدامه له عند نطق كلّ حرف على حده .

10 ـ تحريك اللسان يمنة و يسرى , أعلى و أسفل بسرعة  و بطء مراراً , و الغاية منه تمكين اللسان من التحرّك بسوله و يسر

11 ـ إجراء تمرينات للشفاه , و ذلك بنطق الحروف الصوتّية و ملاحظة حركة الفم :

 ا ـــــــــــــ   الفم مفتوحاً

وـــــــــــــ   الفم مضموماً

ي ــــــــــ    الفم ممطوطاً                           

 و عند نطق الحروف المتحركة تتخذ الشفاه أشكالاً مناسبة لكلّ حرف و ذلك أمرُ يؤدّيه المعالج و المدرس و يقلده المريض.

12 ـ تدريب المصاب على نطق الحروف الصوتية و التشكيل اعتباراً من الهمس و حتى الصراخ: 

ااااااااااااا
ووووووووووووو
يي يي ي يي ي ي ي ي ي ي
ََ ََ َ ََ َ َ َ َ َ َ
ُُ ُُ ُ ُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ
ِِ ِِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ

13 ـ الطلب من المريض , على الدوام , استخدام العلك و المضغ المكرر و ذلك لتقوية الجزء الرخو من الحلق .

14 ـ أمّا التمرينات الخاصّة بالحلق فتكون أكثر صعوبة من تمرينات اللسان و الشفاه غير أنّه على الرغم ممّا يحوط تلك التمرينات من صعوبات تتصل بموقع الحلق , من الجهاز الكلامي , ففي الإمكان تمرين هذا العضو على العمل من أسفل إلى أعلى , عن طريق التثاؤب أو النفخ أو جذب الهواء إلى الداخل , أو نطق بعض الحروف و المقاطع الصوتية و خاصة الحروف المتحركة .

15 ـ و بعد ذلك يمكن الانتقال إلى التمرينات الخاصّة بالحروف الساكنة كلّ حرف على حدةّ , و قبل كلّ شيء يجب تعريف المصاب على كيفية نطق كلّ صوت نطقاً سليماً صحيحاً , و عن طريق التكرار تتحطم الأساليب النطقية المعيبة و بالتدريج يكتب عن طريق الخبرة الجديدة كلاماً سليماً خالياً من كلّ عيب . 

و من أسهل الحروف الساكنة التي يسهل التدريب على نطقها حرف الباء , و هو من الحروف الشفويّة , و لأجل أن يدرب المصاب على نطق هذا الحرف نطقاً صحيحاً يُطلب منه أن يغلق شفتيه لمدّة ثانية مع محاولة ضغط الهواء من الداخل , ثم يفتح فمه فجأة على شكل انفجار .

و في أثناء ذلك يمكن وضع مرآة صغيرة أسفل الأنف , ففي حال ابتلال هذه المرآة بالنجار , كان هذا دليلاً على أنّ الهواء يتسرّب من أنف المصاب , و هذا دليل على عدم إجادة نطق الباء

أمّا إذا ظلت المرآة على حالها من الجفاف , أثناء التمرين , كان ذلك دليلاً على أن الهواء يتسرّب من التجويف الزوري فالفموي حتى تحجبه الشفتان , و هما في حالة تلاصق , و من ثمّ تفتح الشفتان فيخرج الهواء منفرجاً منفرجاً على شكل حرف الباء , و التكرار واجب . و بعد التأكيد من نطق هذا الحرف يدرّب المصاب على نطق حرفي ” التاء و الدّال ” و هما من الحرف السّنية .

و أساس التدريب على هذه الحروف , أن يقوم المدرّب بنطق كلّ حرف على حده أمام المصاب و في شيء من البطء, حتّى يتيسرّ له مشاهده حركة اللسان داخل الفم و حركة الشفاه و العرّات الصعبة  الأخرى

6 ـ و عندما تتحسّن حالة المصاب يمكن أن تأخذ هذه التمرينات أشكالاً أخرى , بعد أن كان التدريب على نطق أصوات منفصلة تصبح تمريناً على نطق مقاطع , فكلمات , فجمل .

ـ  ملاحظات هامّة  ـ 

ـ جميع التمرينات السابقة يجب أن تجري أمام مرآة بغية تمكين المصاب من التقليد الدقيق في النطق الصحيح و التمكن من اكتشاف  الأخطاء و نبذها . 

ـ تسجيل مقطع صوتي للمصاب و إسماعه إياه و إسماعه نفس المقطع بصوت آخر سليم بغية تعريفه عيوب نطقه . 

ـ يحسن ألا تزيد هذه الجلسات عن مدّة تتراوح بين 20 ـ 30 , و إن كان و لا بدّ من الإطالة يجب على الطبيب أخذ فترات راحة بين كلّ جلسة و أخرى كلّ جلسة و أخرى لمّدة ربع ساعة و إلا أُجهد المصاب . 

ـ بدون إزالة التّشوّه الخلقي , لا يفيد العلاج الكلامي , و غن أبدى المريض تحسناً ممتازاً أثناء جلسات العلاج , و قد جرّبت على أكثر من مريض بالخنخنة فعالجتهم مراراً , بدون علاج جراحي أو سدادة بلاستيكية , و أبدى احدهم تحناً رائعاً فصار ينطق أثناء العلاج نطقاً سليماً خالياً من العيوب و عندما يخرج للمحيط الخارجي يعود إلى الخنخنة من جديد .

ـ يجب على مدرس اللغة العربية هنا أن يتقن مخارج الحروف و يقوم بتنطيقها للطالب المصاب و تمرينه عليها , و يستطيع الإفادة من مقوم النطق و اكتساب خبراته و تطبيقها على الطلبة المصابين فعليه هنا إنشاء تمارين عربية و تعليمها للطلبة و تمرينهم بنفس الوقت على نبذ الخنخنه و النطق السليم

و تجدر الملاحظة إلى أنّ معظم الأخصائيين يلحقون هذا المرض بالأمراض الصوتية و الحقيقة أنّه من الأمراض النطقية و الصوتية معاً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى