مقالات

سؤال في العلم المجرد… متى يعترف بالأقلية كأقلية… وما هي حقوق الأقلية

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

متى تستحق أي مجموعة ، عرقية ، دينية ، مذهبية، تعيش في ثنايا مجتمع من المجتمعات ، وأو في ظل دولة من الدول ، وصف ” أقلية ” ؟!
صحيح أن الإنسان الفرد أينما كان ، ومهما كانت هوياته التي قد تتعدد وتتراكب ، يستحق أن يستمتع بكافة الحقوق الأساسية والفرعية ، التي يتمتع بها كافة أبناء المجتمع الآخرين ..من مساواة تامة أمام القانون ، وفي الحقوق والواجبات العامة ؛ إلا أنه يبقى للصبغة العامة لأبناء المجتمع حضورها في كثير من الأمور التي لا يمكن استيفاؤها بالمعيار نفسه .
وهذه دول الغرب ، ما تزال تحتفل بأيام أعياد الميلاد ، وعيد الفصح . وتعطل دوائرها ومؤسساتها الرسمية بهذه المناسبة ، ولا يحصل هذا في المناسبات نفسها مع بقية الأقليات ، ولا مع بقية أشكال الوجود الإنساني الفردي ..ولو طالبنا الدولة – أي دولة – أن تحتفي بجملتها بكافة المناسبات لجميع المقيمين على أرضها ، أصليين كانوا أو طارئين ، لألحقنا في الحياة العامة ضررا كبيرا .
كثيرا ما نسمع بعض الناس يقولون : المسيحية في سورية هي الديانة الثانية بعد الإسلام ..
أو يقولون العلويون في سورية هم المذهب الثاني بعد أهل السنة ..
أو يقولون : الكرد في سورية هم القومية الثانية بعد العرب ..
نعتقد أن المشهد المجتمعي العام يحتاج إلى أكثر من تحديد ..والتحديد يجب أن يستنبط من واقع العشرات من الدول ذات التنوع ، والتي لا تخاف من التنوع ، ولا تنبذ على أساسه ..وليس أن يفصل تفصيلا مضادا بمقص الأهواء والشهوات ..!!
إن لتحديد الأول الذي يجب أن نصير إليه : متى يعترف بأي مجموعة بشرية ، في أي مجتمع على أنها أقلية ، ذات كيان فعلي يعترف به . والمسألة ليست إحصائية رقمية في تصورنا فقط ، بل تشترك في تحقيق هذا الوصف عوامل رقمية ديمغرافية وجغرافية وثقافية أيضا ..
ثم التحديد الثاني الذي نحتاج إلى أن نكون واضحين فيه : ما هي حقوق الخصوصية الدينية أو القومية أو الثقافية أو الاجتماعية ، التي يمكن للأقلية المعترف بها أن تتمتع بها ..
سيكون علم اإحصاء – الذي يعتبر في أوطاننا من أسرار الدولة ، هو المدخل الأساس لكل هذا ، ولكن علم الإحصاء هو المدخل ، وليس هو كل شيء .
نحن على صعيدنا الوطني أمام إشكالات تفرض علينا نضعف عن مواجهتها بمعطيات المعرفة العملية التي تسود كل العالم ..
عندما وصل بريمر إلى العراق فاجأنا لأول مرة بمصطلح “العرب السنة” . وكان القصد منه معلوما ، والمراد منه مريبا ..كلنا يعلم أنه كان المقصود من هذا العنوان ” تقليل الكثير وتكثير القليل ” وكذلك يفعلون .
ومع أن الكثيرين من العراقيين والسوريين أدركوا مرماه ومغزاه إلا أنهم ما يزالون ، يسترسلون معه ، ويقولون بقوله ، ويرضخون إلى معاييره ..
في علوم السياسة كثير من المقررات تتحدث عن جواب : متى يحظى الوجود البشري في ثنايا مجتمع ما بوصف أقلية ..ثم ما هي حقوق الخصوصية لأي أقلية تحت مظلة أي دولة تعترف بها كأقلية …!!
أنبئوني بعلم …
كذا يقول القرآن الكريم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى