دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (51)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الدولة الأموية بالأندلس

14-عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار المستظهر

ولد في ذي القعدة سنة 392هـ
بويع بالخلافة 13 رمضان سنة 414 هـ وله 22 سنة
وكانت ولايته شَهْرًا وَاحِدًا و17 يَوْمًا.
وَقُتِلَ 27 ذي القعدة سنة 414هـ
مولده واسمه ونسبه:
هو عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّاصِرِ الْأُمَوِيَّ ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْمُطَرِّفِ، ولقبه المستظهر، وَأُمُّهُ أَمُّ وَلَدٍ، اسمها غاية، وَلَمْ يُعْقِبْ.
وكان مولده سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة في ذي القعدة(392هـ).
صفاته وسماته الشخصية:
وَكَانَ أَبْيَضَ أَشْقَرَ، أَعْيَنَ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ، رَحْبَ الصَّدْرِ، رَقِيقَ الطَّبْعِ، وَكَانَ أَدِيبًا، خَطِيبًا، بَلِيغًا، غاية الأدب، والبلاغة، والفهم ورقة النفس. وكان شاعراً مطبوعاً، حتى كتب أمان يعلي بن أبي زيد حين وفد عليه ارتجالاً، فعجب أهل التمييز منه، وكان ورود يعلي فجأة ولم يبرح مجلسه حتى ارتجل الأمان. وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ، وَكَانَ وَزِيرُهُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَزْمٍ.(بغية الملتمس صـ32، الكامل في التاريخ 7/ 622)
ولايته:
لَمَّا انْهَزَمَ الْبَرْبَرُ عن أَهْلِ قُرْطُبَةَ مع الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، اتَّفَقَ رَأْيُ أَهْلِ قُرْطُبَةَ عَلَى رَدِّ الأمر لبَنِي أُمَيَّةَ، فَاخْتَارُوا منهم ثلاثة، منهم: عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر، أخو محمد المهدي المذكور آنفاً (الخليفة رقم 11)، واستقر الأمر لعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّاصِرِ الْأُمَوِيَّ، (صاحب الترجمة) فَبَايَعُوهُ بِالْخِلَافَةِ ثَالِثَ عَشَرَ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ(414هـ)، وَعُمْرُهُ حِينَئِذٍ اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَتَلَقَّبَ بِالْمُسْتَظْهِرِ بِاللَّهِ.
فَكَانَتْ وِلَايَتُهُ شَهْرًا وَاحِدًا وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَقُتِلَ.

مقتله:
وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ أَخَذَ جَمَاعَةً مِنْ أَعْيَانِ قُرْطُبَةَ فَسَجَنَهُمْ لِمَيْلِهِمْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُرْتَضَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّاصِرِ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، فَسَعَوْا عَلَيْهِ مِنَ السِّجْنِ، وَأَلَّبُوا النَّاسَ، فَأَجَابَهُمْ صَاحِبُ الشُّرْطَةِ وَغَيْرُهُ، وَاجْتَمَعُوا وَقَصَدُوا السِّجْنَ فَأَخْرَجُوا مَنْ فِيهِ. (الكامل في التاريخ 7/ 622)
وَكَانَ مِمَّنْ وَافَقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ فِي جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ، فَظَفِرُوا بِالْمُسْتَظْهِرِ(صاحب الترجمة)، فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ.
وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُرْتَضَى قَدْ مَاتَ قَبْلَ قَتْلِهِ بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ.
قام عليه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر(ترجمته التالية بعد هذه الترجمة)، مع طائفة من أراذل العوام: فقتل عبد الرحمن بن هشام(صاحب الترجمة) وذلك لثلاث بقين من ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة(414هـ)، ولا عقب له.
مصادر ترجمته:
الكامل في التاريخ
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى