مقالات

سقوط آخر ورقة التوت عن إيران التحوت

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

فرح المسلمون وهللوا عندما انفجرت الثورة الخمينية وأُطيح بنظام الشاه العلماني، وذلك بسبب الشعارات البراقة التي رفعها أصحاب الثورة وتغنوا بها، وهي تحرير الأقصى، والموت لأمريكا والموت لإسرائيل ، فضلًا عن تسمية الجمهورية الإيرانية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وراح المسلمون يمدون أياديهم لتلك الدولة، ويعتبرونها عضو من جسد الأمة الإسلامية الذي ينبغي أن يتعاون، ويتعاضد، ويتعاطف، ويتراحم معها، ولكن الأيام كانت حبلى، وجنينها في عالم المجهول، وعندما بدأت المخاض بدأت الأمارات تلوح بالأفق وبدأت الحقيقة تنبلج أنوارها، فقد افتتحت حربها من أجل تحرير الأقصى مع جارتها المسلمة العراق، وامتد الصراع قرابة ثماني سنوات، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، حاولت الدول الإسلامية، والعربية أن تلتمس لإيران عذرًا بتلك الحرب من باب حسن الظن، وقالوا ربما المعتدي هو العراق ورئيسه الراحل صدام الذي كان يحب الصدام ، وتغاضوا عن تلك الحرب، وراحوا يمدون لها من جديد حبال الوصل والمودة، وإيران لم تفتأ بطرح شعاراتها النارية ضد إسرائيل، ولكن يبدو أن شعاراتها في واد وسلوكها في واد آخر، فقد كانت أنظارها مشرئبة إلى الدول العربية المسلمة؛ لإثارة القلاقل والاضطرابات، فيها، ومن ثم تدخلها المباشر في شؤون تلك الدول.

وبدأت الدول العربية، والإسلامية تعيد حساباتها، ونظرتها إلى إيران  بكثير من الريبة، وتتساءل باستنكار، هل هذا السلوك سلوك دولة ترفع شعار الإسلام، وترفع شعار،  فدى الأقصى، ويجب شحذ الهمم، واستنهاض الأمة  من أجل   تحرير الأقصى…؟!

ودارت الأيام، والشهور، والسنوات دورتها ليحل على الأمة العربية مناخ جديد من السياسة (الربيع العربي) غايته التخلص من الرؤساء والزعماء المستبدين والعملاء والفاسقين، وإحلال مكانهم الساسة الديمقراطيين والوطنيين، وكان المنتظر من موقف إيران أن تساند الشعوب وتساعدهم على التخلص من الزعماء العملاء المرتبطين بإسرائيل، وأمريكا – العدوان اللدودان لإيران كما تزعم – ولكن المفاجئة كانت أنها فتحت النار على الشعوب بطريقة طائفية حاقدة، وجعلت بوصلتها تتعقب كل مسلم سني، وتحاول الإجهاز عليه، مما جعل بعض المحللين، والمؤرخين يشككون بإسلام إيران أصلًا، ويرون أنها بقيت على مجوسيتها، وصفويتها، ولكنها ترفع شعار الإسلام؛ لتصطاد المسلمين في شباكها الآسنة، وهذا ما أثبتته الأيام فعلًا، فلم ترمي شوكة طيلة ثلاثة عقود على أمريكي، أو يهودي، أو روسي، أو أرميني…

وإنما صبت جام غضبها على المسلمين في العراق وسوريا واليمن…وقتلت منهم مئات الآلاف، وقد سقطت آخر ورقة التوت عن إيران التحوت، في الحرب التي اشتعلت أوارها  منذ أيام بين أذربيجان المسلمة، وأرمينيا المسيحية الحاقدة على الإسلام، فقد سارعت إيران للوقوف بجانب أرمينيا، مع أن معظم سكان أذربيجان من المسلمين الشيعة، وإيران تزعم أنها شيعية.

مما تقدم يتضح أن إيران ليس لها عدو في العالم سوى الإسلام، والمسلمين وأنها تريد إعادة أمجاد كسرى.

وقد صدرت عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حكمة بالغة ونبوءة تحققت لاحقًا حيث قال:

” ليت بيننا وبين فارس جبلًا من نار لا ينفذون إلينا، ولا ننفذ إليهم”، وفارس كما هو معروف الآن، هي إيران.

ومن نافلة التحقيق في سلوكيات إيران العودة إلى التاريخ الذي لا ينفك عن الواقع.

فقد ذكر التاريخ لنا جملة من الدسائس والمؤامرات التي قامت بها بلاد فارس (إيران) نذكر منها:

  • قتل أمير المؤمنين الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام/ 24هجري/ على يد أبي لؤلؤة المجوسي.
  • قتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، بعد الفتنة الأولى، والخروج عليه.
  • قتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
  • مؤامرة أبي موسى الخراساني في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور عام /137هجري/ .
  • مؤامرة البرامكة في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد عام/ 187هجري/.
  • الاستيلاء على الحكم في ظل قيادة صورية للخليفة العباسي ” الدولة البويهية” في الفترة/334- 447هجري).
  • مؤامرة نصير الدين الطوسي وابن العلقمي الفارسيين في إسقاط بغداد على يد هولاكو(656هجري/.
  • احتلال الشاه إسماعيل الصفوي لبغداد واقتراف مجازر طائفية في الفترة (936-940)….الخ

وهذا غيض من فيض.

ولو أن العرب والمسلمين قرؤوا صفحات التاريخ الأسود المفعم بالمكائد، والدسائس، والخيانات لهذه البلاد، لأدركوا أن إيران هم العدو الحقيقي الذي ينبغي أن نحذرهم، و لعلموا أن إيران خنجر مسموم في جسد الأمة الإسلامية يجب التعامل معها على هذا الأساس.     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى