ثقافة وأدب

على هامش ثورة الكرامة

إسماعيل الحمد

شاعر وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

قُمْ مَزِّقِ الذُّلَّ ، نَفسُ الحُرَّ تأباهُ

وَاهتفْ لِمَن ناء عَن ذلٍّ تغشّاهُ

لاتَحنِ رأسَكَ إلّا لِلإلهِ فَلَن

يُنجيكَ مِن سَطوةِ الطّغيانِ إلّاهُ

أدماكَ سوطٌ وضيعٌ سادَ في زمنٍ

فيهِ الجبانُ طغَت بالحِقدِ يُمناهُ

إذا تَولّى الجَبانُ الأمرَ أمْعَنَ في

إِزهاقِ مَن في الحِمى بَغياً تَوَلّاهُ

لا يُنقِذُ الحُرَّ مِنه أيُّما سَبَبٍ

ولو على حذَرٍ مِنهُ تَحاشاهُ

أوّاه ياوطنَ الأحرارِ باتَ لهم

سجنًا يلوذون مِنهُ في زواياهُ

عِشناهُ ألعوبةً في كفِّ آسِرِهِ

ونحنُ فيهِ برَغمِ العَيشِ أسراهُ

ومَجدُهُ في أيادٍ لم تَجِد حرَجًا

في أنّها في مَهبِّ الخُلْفِ تَنعاهُ

هَيّا إلى كَنفٍ يانفسُ عَن زمَنٍ

مافيهِ مِن نكَدِ المَفجوعِ أشباهُ

ناجتهُ من وَحشَةِ الآمالِ كبوتُها

وجُرحُها بالأسى يانفسُ ناجاهُ

يامترفَ الغيثِ فوقَ الأرضِ مُندفعاً

حَولَ الفراتِ تسحُّ الدّمعَ عيناهُ

مازالَ يهدرُ شلالاً بأوردتي

وتَسكُبُ النزفَ في الأرجاءِ كفّاهُ

وصورةُ الحُبِّ في شطّيهِ قد عَكَسَت

على جِدارِ سَجايانا سَجاياهُ

وكمْ تَحدّرَ سيلٌ مِن مَدامِعِهِ

ولألأت فيهِ لِلظمآنِ أمواهُ

عَرِّجْ على شَجرِ الخابورِ أنَّ بهِ

ظلاًّ مِنَ العِشقِ يَهْوانا ونَهْواهُ

واهْمِسْ لشطآنِه : إنّا على ثقةٍ

مَهْما يطلْ بُعدُنا ، يوماً سنلقاهُ

ياوارفَ الظّلّ فيه الطلُّ مُكتئبا

على ثنايا غُصونٍ مِن بقاياهُ

نثَرتُ زهرَ شبابي حولَه كَلِفًا

ولمْ تَزلْ تَستَثيرُ النّفسَ ذِكراهُ

لم تغفلِ النفسُ عنه في الهوى أبداً

والشوقُ أبعدَهُ عني وأدناهُ

أفنَيْتُ في ذِكرِه أطيافَ قافيتي

ومن تَولّاه بالنيرانِ أفناهُ

مابالُهُ أنكرتْ نفسي طبائعَِهُ

أنْ صارَ أسفلُهُ بالرّغمِ أعلاهُ

وقَد تَعالَى على شَطّيهِ في صَلَفٍ

فاعتَلَّ خاطِرُه واحتَجّ مَجراهُ

يانفسُ لاتقنطي فالنصرُ أغنيةٌ

وصوتُ مَن لمْ يَضِقْ بِالصّبرِ غنّاهُ

إنّي تمنّيتُ في دنيايَ أمنيةً

وليتَ للمرءِ فيها ماتمنّاهُ

بأنْ أرى قبلَ موتي ما أُسرّ به

أنْ يَمحقَ البغيَ في طغيانِه اللهُ

وتلثمُ الفجرَ في شوقٍ بلابلُه

وتجرعُ السّمّ بالأحقادِ أفواهُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى