إضاءات سياسية (68)

من عربي مسلم (هيثم المالح) إلى أمير الدانمارك هاملت
08/02/2006
تنقلت بين العواصم الأوروبية والأمريكية الشمالية مراراً منذ الستينيات ، ولفت نظري ما يتمتع الغرب به ، من حرية التعبير والممارسة ، فهذه الحرية ، من المفترض بها أن تعطي المجتمعات الغربية وضوحاً أكثر في الرؤية ، ومدخلاً مناسباً لحفظ التوازن بين العام والخاص ، تكهنت أو استشففت أن ذلك من شأنه أيضاً أن يعطي تلك المجتمعات ملكة تحسس الظلم كيفما وأينما وقع . فالحرية ضد الاستبداد ، ومفتاح الولوج إلى التحضر والتقدم ، وهي تفرض مسؤولية على ممارسيها ، تتبدى بكبح الميل للاعتداء على الآخرين ، وتحريض قابلية التواصل لرفع سوية التفهم المتبادل ، مما يسهم بتطور علاقات قائمة على الندية والاحترام المتبادل .
سبق أن كتبت في مقالة ، أن الغرب أمام امتحان مفصلي ، فهو مرشح للسقوط في فخ الاستبداد ، لأن حرية التعبير باتت انتقائية وذرائعية .
كتب المفكر الفرنسي روجيه غارودي : كيف أضحت كتبه موضع رفض من جميع مؤسسات النشر ، بعد أن كان الجميع يرحب بها ، وذلك بعد نشره لكتابين هما : ملف إسرائيل ، والخرافات المؤسسة للسياسة الإسرائيلية .
أحيل غارودي إلى المحكمة في فرنسا وحوكم على كتابيه وحكم عليه بغرامة مقدارها خمسين ألف فرنك فرنسي ، ومنع هذان الكتابان من دخول بريطانيا ، وأغلقت جميع دور النشر أبوابها بوجهه ، بل لقد صرح أحد مالكي دور النشر بأنه أمر موظفيه بطرد غارودي إذا جاء إلى الدار . وفي فرنسا أيضاً صدر تشريع يمنع الفتيات المسلمات من دخول المدارس إذا كنا يرتدين غطاء الرأس -الحجاب- ، ولم يرى المشرع أن ذلك يمس حق الفتيات باختيار أزيائهن ، وأن ما يلبسه الإنسان هو شكل من أشكال تعبيره عن نفسه . بينما تسابقت دول أوروبا وأمريكا الشمالية ، تحت غطاء مكافحة العداء للسامية ، لرسم سياسات ممالئة للعدوان الإسرائيلي . وفق مصالحها الحاكمة ، ذلك كله يدفعنا للتساؤل : هل أنجزت السياسة احتواءها للحريات ، وتقنينها لها وفق مصالح القوى النافذة ؟! ، وهل يشكل ذلك مدخلاً للسقوط في شكل من أشكال الهيمنة ، التي تفضي بدورها إلى الاستبداد ؟! .
منذ شهرين منع في سوريا كتاب : “فلينـزع الحجاب” ، كتاب ؛ بعيد عن النقد الموضوعي ، زاخر بشتائم وجهتها كاتبته الإيرانية للإسلام والمسلمين . ذلك المنع كان مثار ضجة في الأوساط الدبلوماسية ، وقد سمعت من أحد الدبلوماسيين الأجانب “أن منع الكتاب يعني منع حرية الكلمة” ، فماذا عن كتب غارودي ! ؟ . ذلك سؤال يطرحه العرب والمسلمون عموماً ، ونأمل أن تصغي الأذن الأوروبية إليه .
سبق أن أصدرت تصريحاً أوضحت فيه أني مع فتح الأبواب والنوافذ والسماح بحرية دخول أي كتاب أو مطبوعة ، لأن الزبد يذهب وما ينفع الناس يمكث في الأرض ، وبرغم أنه لا فائدة من شتم الآخرين وتسفيههم ، إلا أن الملفت للنظر أن الدبلوماسي الصديق لم يجد فيما يجري في أوروبا أن لجهة منع كتاب ، أو لمحاكمة كاتب من أجل أفكاره ، حجراً على الحرية !! . لكنه أصر على أن منع الكتاب المومى إليه آنفاً هو اعتداء على الحرية ؟ .
جرت مؤخراً انتخابات ديمقراطية في فلسطين ، تمتعت بالشفافية ، وما إن فازت حماس حتى بدأ الهجوم من الخارج وأحياناً من الداخل ؟! ، وهددت دول غربية بفرض الوصاية على الشعب الفلسطيني ! . فأين هي الديمقراطية الغربية ! .
طوال سنوات لم أسمع من أي مسؤول غربي ، بأن على إسرائيل أن تعود إلى حدود ما قبل حزيران/يونيو 1967 ، وأن عليها أن توقف العنف ، وتكف عن العدوان على الشعب الفلسطيني! ، في حين يطالب الغرب حماس بنـزع أسلحتها البسيطة التي لا تقارن بما لدى إسرائيل .
تضرب إسرائيل عرض الحائط بجميع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ولا تأبه لها ، ولا بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالجدار العنصري الفاصل ، ومع ذلك لم يتوجه سولانا وبوش إلى إسرائيل لمطالبتها بهدم الجدار ، والامتثال للقرارات الدولية ، وبالكف عن ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين ، وقلع الأشجار وتدمير البنية التحتية !! . ويسأل العربي نفسه : أية حرية وأية ديمقراطية يبغون ؟ . مسموح أن يساء إلى نبينا علناً ، وغير مسموح أن نقول لإسرائيل : (ما أحلى الكحل في عينيك) .
ما إن صرح أحمدي نجاد رئيس إيران بكلام حول المحرقة النازية ، حتى انبرى له العالم بالتنديد والإدانة . نقول هذا حسن : رأي مقابل رأي . لكن حضارة الغرب مطالبة بأن تدين ما تعرضنا له نحن من مجازر ، وبأن يرفع الظلم الواقع علينا ، والذي خلقه الغرب أيضاً بكلتا يديه ، في فلسطين والعراق ، وأن يعقل من يحاول إثارة الفتنة بيننا وبينه لأن الحضارة الإنسانية لا تشاد بالشتم والتجني .
نحن جيران لكم ، ونسعى بكل ما لدينا من قوة ، لبناء علاقة حسنة معكم ، تقوم على دفع ما يضركم ، ودعم ما ينفعكم ، وعلى فهم واحترام نظمكم وقوانينكم وخصوصياتكم . لكننا لا نقبل بأقل من الاحترام ، وبما هو ليس ندياً ، ونأمل أن نعمل معاً لإنتاج ثقافة تكرس ذلك .
إنني أتوجه إلى جميع من يبادر بالشتم أن يطلع على حضارتنا ، وعلى سيرة نبينا ، حتى يتبين له الرشد من الغي ، فيبتعد عن مهاترات لا طائل لها ولا تورث إلا العداوات والفتن .
نحن لا نسألكم مصادرة حرية الرأي ، وخنق حق التعبير ، بل نسألكم إطلاقهما وحمايتهما من أن يسجنا في الانتقائية والذرائعية .
الفاشية – الشمولية – الاستبداد
16/06/2008
الفاشية :(faschism)
حركة وطنية سياسية في إيطاليا أنشأها “موسوليني” في ميلان 1919 عمادها الشباب ، وهدفها مناهضة الشيوعية ، وحب النظام ، ومحاربة الفوضى ، والازدراء بالنظم البرلمانية ، وفي تشرين الأول/أكتوبر 1922 زحف “موسوليني” على روما ومعه نحو أربعين ألفاً من الفاشيين وتسلم الحكم . والحركة كانت شبه عسكرية وأفرادها يرتدون القمصان السود ويؤدون التحية الرومانية القديمة بمد الذراع اليمنى أفقياً .
وقامت حركات مشابهة للفاشية في دول كثيرة أخرى ، وهو مذهب سياسي واقتصادي يقوم على نظام النقابات وعلى تدخل الدولة في كل مظاهر النشاط الاقتصادي .
(الصفحة 219 من كتاب الصحاح في اللغة والعلوم حرف”ف”) :
النازية :nazism :
مذهب الحزب الاشتراكي الوطني في ألمانيا وهو مشابه للفاشية ، والحروف مشتقة من الحروف الأولى للحزب الاشتراكي الوطني في ألمانيا .
وبالتالي فالفاشية هي نظام حكم قام في فترة من الزمن قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ، واندثر بعد ذلك من على سطح العمل السياسي وإن كان لا يزال قائماً بشكل سري في العديد من دول الغرب ، وهو مشابه لبعض الأحزاب الأخرى في عالمنا العربي .
(المرجع السابق صفحة 229 حرف” ن”) .
الشمولية : ((Totalitarianism :
{الشمولية ، أو مذهب السلطة الجامعة : شكل من أشكال التنظيم السياسي يقوم على إذابة جميع الأفراد والمؤسسات والجماعات في الكل الاجتماعي (المجتمع ، أو الشعب ، أو الأمة ، أو الدولة) عن طريق العنف والإرهاب ، ويمثل هذا الكل قائد واحد يجمع بيديه كل السلطات . وهو في الغالب شخصية “كارزمية” له قوة سحرية على جذب الجماهير ، ولهذا يلقبونه “بالزعيم” أو “بالقائد” ، ويطيعونه طاعة مطلقة . والأنظمة الشمولية مصطلح جديد يستخدم في القرن العشرين ، وهو يتميز عن مصطلح السلطة المطلقة ، والأوتقراطية ويشار بهذا المصطلح إلى عدد من الأنظمة تتفاوت خصائصها ، إلا أنها تشترك في خواص أساسية هي السيطرة الكاملة للدولة على جميع وسائل الإعلام مع وجود إيديولوجية معينة توجهه ، وقائد يجمع بيده جميع السلطات والأمثلة كثيرة : إيطاليا في عهد موسوليني وألمانيا في عهد هتلر وأسبانيا في عهد فرانكو ، والبرتغال في عهد سالازار .. الخ ، ولقد عبر موسوليني (1883– 1945) تعبيراً جيداً عن هذا المذهب في خطاب ألقاه في 28 تشرين الأول/أكتوبر 1925 بقوله : “الكل في الدولة ، ولا قيمة لشيء إنساني أو روحي خارج الدولة ، فالفاشية شمولية ، والدولة الفاشية تشمل جميع القيم وتوحدها ، وهي التي تؤول هذه القيم وتفسرها ، أنها تعيد صياغة حياة الشعب كلها” .
وعلى ذلك فالدولة الشمولية كتلة واحدة لا تقبل مبدأ فصل السلطات ، أو بأي شكل من أشكال الديمقراطية التي عرفها الغرب . وكل معارضة لهذا الكل تحطم بالقوة ، فلا رأي ، ولا تنظيم ، ولا تكتل خارج سلطة الدولة} . -من كتاب “الطاغية” ، أ.د. إمام عبد الفتاح إمام-
الاستبداد :Depotism) ) :
كلمة المستبد (مشتقة من الكلمة اليونانية (despot التي تعني رب الأسرة ، أو سيد المنـزل ، أو السيد على عبيده . ثم خرجت من هذا النطاق الأسري ، إلى عالم السياسة لكي تطلق على نمط من أنماط الحكم الملكي المطلق الذي تكون فيه سلطة الملك على رعاياه مماثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة ، أو السيد على عبيده .
وهذا الخلط بين وظيفة الأب في الأسرة التي هي مفهوم أخلاقي ، ووظيفة الملك الذي هو مركز سياسي يؤدي في الحال إلى الاستبداد ، ولهذا يستخدمه الحكام عندنا في الشرق للضحك على السذج ، فالحاكم “أب” للجميع أو هو “كبير العائلة” ، وهذا يعني في الحال أنه سيحكم حكماً استبدادياً ، لأن الأب لا يجوز -أخلاقياً- معارضته ، ولا الاعتراض على أمره فقراره مطاع واحترامه واجب مفروض على الجميع .. الخ . فينقل هذا التصور الأخلاقي إلى مجال السياسة ، ويتحول إلى كبت للمعارضة أياً كان نوعها ؟؟ وتصبح الانتقادات التي يمكن أن توجه إليه “عيباً” ، فنحن ننتقل من الأخلاق إلى السياسة ، ونعود مرة أخرى من السياسة إلى الأخلاق ، وذلك كله محاولة لتبرير الحكم الاستبدادي .
والواقع أن الحاكم الذي يبرر حكمه “بأبويته للمواطنين” ، يعاملهم كما يعامل الأب أطفاله ، على أنهم قصّر غير بالغين أو قادرين على أن يحكموا أنفسهم ، ومن هنا كان من حقه توجيههم ، بل عقابهم إذا انحرفوا لأنهم لا يعرفون مصلحتهم الحقيقية) -المرجع السابق- .
هذه الأنواع الثلاثة للحكم وغيرها هي من مفرزات السلطة ، لأن أية سلطة تبحث لها عن أسلوب للحكم باعتبار أن قيادة المجتمعات لا بد لها من سلطة تمارس هذه القيادة .
وقديماً قال الشاعر الجاهلي الأفوه الأودي :
لا يَصلُحُ القومُ فوضى لا سَراةَ لَهُم
وَلا سَراةَ إذا جُهّالُهُم سَادُوا
والسلطة إما أن تكون نابعة من خيار الأمة ، أو أن تكون مفروضة عليها من فوق ، وقد ذكر لنا التاريخ حوادث كثيرة كانت السلطة فيها تعبير صحيح عن خيار الأمة ومن أمثلة ذلك السلطة التي انبثقت عن الشورى في صدر الإسلام وعبر عنها ما نتج عن اجتماع سقيفة بني ساعدة ، ذلك أن الشريعة الإسلامية لم تحدد نظام حكم معين ، سوى ما ورد في آيات الشورى ، ولذا فقد انبثق عن اجتماع السقيفة نظام الخلافة ، هذا النظام الذي نبع من المجتمع ولم يفرض من فوق .
وقد عرفت الأمم أشكالاً من تأليه الحاكم في الشرق قبل الإسلام ، قال تعالى : ) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي … ( [القصص : 38] . وقال ) مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ … ( [غافر : 29] ، وفي هذا الصدد قال عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد : “ما من مستبدٍّ سياسيّ إلى الآن إلا ويتّخذ له صفة قدسيّة يشارك بها الله ، أو تعطيه مقامَ ذي علاقة مع الله .. ؟ -طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ص22- .
ولو أمعنا النظر في الفاشية والاستبداد من أنواع الحكم لوجدناها تشترك في قاسم مشترك واحد مع الشمولية ، وهي السيطرة الكاملة على جميع وسائل الإعلام ، وقائد يجمع بيده جميع السلطات ، وقد تُجمع له السلطات بصيغة دستورية وبذلك يتم الكذب على الشعب واستغفاله ، بحيث يحتج الطاغية بحقوقه التي نص عليها الدستور ، وقد يخترع أجهزة يتمترس خلفها بزعم الديمقراطية ، أو الديمقراطية الشعبية ، وما إلى ذلك ، ومن هنا تنتهي هذه الأنظمة
الفاشية – الشمولية– الاستبداد إلى الطغيان :
يقول جون لوك في الحكم المدني فقرة 202 : “يبدأ الطغيان عندما تنتهي سلطة القانون أي عند انتهاء القانون ، وإلحاق الأذى بالآخرين” . كما يقول في نفس المرجع : “الشرطي الذي يجاوز حدود سلطته يتحول إلى لصٍ أو قاطع طريق .. كذلك كل من يتجاوز حدود السلطة المشروعة ، سواء أكان موظفاً رفيعاً أو وضيعاً ، ملكاً أم شرطياً . بل إن جرمه يكون أعظم إذا صدر عمّن عظمت الأمانة التي عُهد بها إليه” ! .
كما قال : “ليس للطغيان صورة واحدة .. فمتى استغلت السلطة لإرهاق الشعب وإفقاره تحولت إلى طغيان أياً كانت صورته” .
يقول أفلاطون في كتابه “الجمهورية” 466 : (إذا ذاق المرء قطعة من لحم الإنسان تحول إلى ذئب .. !) و(من يقتل الناس ظلماً وعدواناً ، ويذق بلسان وفم دنسين دماء أهله ، ويشردهم ويقتلهم .. فمن الممكن أن ينتهي به الأمر إلى أن يصبح طاغية ويتحول إلى ذئب .. !) .
أما أرسطو فقد عقد مقارنة بين الطاغية والملك فقال :
1- لا يهتم الطاغية سوى بمنافعه الشخصية ، إن هدف الطاغية هو المتعة والاستمتاع ، في حين أن هدف الملك هو الفضيلة والخير .
2- يطمع الطاغية في المال أو الثروة أو الجاه أو المجد في حين يطمع الملك في الخير والشرف والفضيلة .
3- يعتمد الطاغية في حراسته على مواطنين مرتشين يعطيهم مناصب ووظائف لم يكن لهم أن يحلموا بها ، أو ربما مبالغ طائلة من المرتبات أو من التسهيلات الأخرى .
4- يتصف الطاغية بعدم الثقة بالشعب .
5- يقف الطاغية من المشاهير والإعلام موقف العداء ، ويضع الخطط السرية والعلنية للقضاء عليهم ، أو الإيقاع بهم أو تشريدهم كخصوم سياسيين ومناهضين للحكم ..
أثبت التاريخ أن الدساتير لم تصدر إلا بثورات شعبية ، أو ضغط قوي من جانب الشعب على حكامه حتى في البلاد التي يتسم تطورها السياسي بالهدوء إلى حدٍّ كبير مثل إنكلترا بدءاً من “الماغنا كارتا” عام 1215 مروراً بالحرب الأهلية عام 1688 وكذلك الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 وما تلاها من صدور “إعلان حقوق الإنسان” الذي أصبح وثيقة عالمية ، كل ذلك يؤكد أنه لا يمكن التغيير دون ضغوط شعبية -المرجع السابق- .
رحم الله بدوي الجبل الذي صور الطغيان والاستبداد بالأبيات التالية :
كلُّ فَرْدٍ مِنَ الرّعيةِ عبدٌ
وَمِنَ الحكمِ كلُّ فَردٍ أميرُ
نحنُ مَوتَى! وشَرُّ ما ابْتَدَعَ الطغـ
ـيانُ موتَى على الدُّروُبِ تَسيرُ
نحنُ موتَى! وإن غَدَوْنا ورُحْنَا
والبيوتُ المزوَّقاتُ قبورُ
نحنُ موتَى! يُسِرُّ جارٌ لجارٍ
مستريباً ! متَى يكونُ النشورُ ؟
يحكى أن الحكيم الصيني المشهور كونفوشيوس كان مع بعض تلامذته في رحلة عبر الجبال ، فشاهد امرأة تبكي إلى جوار قبر! .
فأرسل أحد تلامذته ليسألها عن سبب بكائها فقالت : يا بني إن نمراً قد فتك بزوجي .. وها هو الآن قد فتك بابني .
فعجب منها وقال لها : لماذا تجلسين في هذا المكان الخطر ؟
فأجابته : ليس في هذا المكان حكومة ظالمة!
رحم الله والدي كان دائماً يردد على مسامعي قوله : “يا بني إن الشدة لا تأت بخير”
والسلام على من اتبع الهدى .