تحقيقات

هل وفرت “البطاقة الذكية” الطحين في مناطق النظام.. وما قصة “الفيشة”؟

المكتب اﻹعلامي في الداخل – رسالة بوست
“لم يتغير شيء… على أبواب اﻷفران اﻻزدحام مشهد متكرر ومستمر، والطوابير منذ ساعات الفجر اﻷولى، وحتى يأتي دورك تحتاج إلى ساعتين على أقل تقدير”.
ويواصل النظام إذلال الناس، وابتداع آليات جديدة في “النيل منهم”، وتصوير المشكلة على أنها “عجز حكومي”.
يقول فادي من أبناء ريف دمشق، لمراسلنا؛ “لم يتغير شيء… على أبواب اﻷفران اﻻزدحام مشهد متكرر ومستمر، والطوابير منذ ساعات الفجر اﻷولى، وحتى يأتي دورك تحتاج إلى ساعتين على أقل تقدير”.
وأضاف؛ “البطاقة الغبية زادت اﻷمر تعقيدًا، والفيشة ستعقد المسألة أكثر وبدل الطابور الواحد طابورين”.
ما قصة الفيشة؟
وإذا أردنا أن نعرف قصة “الفيشة” علينا أوﻻ أن نعرف قصة “البطاقة الذكية”…، ومن فم معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، “رفعت سليمان”، الذي قال؛ “إن توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية، قد حقق وفرًًا كبيرًا وقلص نسبة الهدر في “دمشق” وريفها”.
بالمقابل؛ نقل موقع “الوطن أون لاين” الموالي، عن مصادر وصفها بالموثوقة دون أن يذكر اسمها، قولها إن كميات الدقيق المخصصة لمحافظة “طرطوس”، ازدادت بعد تطبيق توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية، بدل أن تنقص ويتم توفيرها.
وعزت المصادر سبب زيادة الدقيق المخصص للمحافظة، يعود لعدم التحضير الجيد للتطبيق من قبل وزارة التجارة الداخلية، والجهات المحلية المعنية بالأمر.
ويكمل المصدر؛ أن ما سبق دفع المحافظ “صفوان أبو سعدى” لعقد اجتماع مع مسؤولي التموين في المحافظة، ناقشوا فيه مشاكل الخبز وتطبيق الآلية الجديدة.
وطالبهم المحافظ بتقديم أفكار “مبدعة” حول تطبيق البطاقة ببيع الخبز.
وليكون “اﻹبداع” في تطبيق آلية جديدة لتوزيع الخبز، والحد من اﻻزدحام والطوابير، بحسب تصريحات مدير المخابز، التابع للنظام، “زياد هزاع”، الذي قال إنهم بدأوا بتطبيق آلية جديدة بالمخابز للتخفيف منه، من «خلال توزيع فيش للمواطنين بعدد ربطات الخبز المستحقة للأسرة بنظام الشرائح في البطاقة الإلكترونية، ومن ثم أخذ الفيش إلى نافذة البيع لاستلام ربطات الخبز وتسديد ثمنها».
طابور الفيشة وكورونا:
ويعتقد من استطلع مراسلنا رأيهم؛ أن البطاقة الذكية لم توفر الخبز، وﻻ الطحين، و”الفيشة” شكلت طابورًا جديدًا، للحصول عليها، وعليك إما أن تدفع رشوة للموزع، أو تحصل عليها بالواسطة، و”جبناك يا عبد المعين لتعين طلع بدو مين يعينك” حسب وصف أحدهم.
وأضاف آخر؛ “الهدف نبيل من الفيشة والبطاقة الذكية.. فبدل أن تتأخر باﻹصابة بكورونا يصبح اﻷمر سلسًا للغاية؛ الفيشة ستنتقل من يدٍ إلى أخرى مئات المرات، وربي يستر”.
عم يجربوا فينا:
وقال هزاع؛ إن التجربة، (تجربة توزيع البيع عبر الفيشة)، بدأت بمخبز “الشيخ سعد” في “المزة” بـ”دمشق”، وأضاف أنه؛ “سيتم تعميمها على المخابز المزدحمة في دمشق مثل مخابز الأمين وباب توما والشيخ ومخبز الشريبيشات، وفي المرحلة الثانية سنقوم بتخصيص موظف للمحاسبة واستلام ثمن الخبز بعد قطع الفيش وبذلك نمنع الازدحام أمام المخابز، ولاحقًا سيتم تطبيق التجربة في باقي المحافظات على المخابز التي تعاني من الازدحام”.
وسخر معظم من استطلعنا رأيهم بالموضوع من تلك اﻵلية؛ وقال أحدهم؛ “معليش نحن فئران تجارب، وعم يجربوا فينا”.
ويشار إلى أنّ متلازمة أزمة الخبز، وهو “خط أحمر أعلن عنه حافظ اﻷسد” في زمنٍ ما، شهد تصاعدًا وتوترًا وأوجد حالة إرباك للناس، البعض وصفها عجزًا وآخرون أكدوا أنها “إذلال”، وطرفٌ ثالث؛ جمع بين الرأيين.
ويشير موقع “سناك سوري” الموالي؛ في تقرير له، أن مواطنين كانوا قد تذمروا من وقوفهم في الطابور أمام فرن “الفحامة” بـ”دمشق”، بينما كان الخبز مكدسًا في الداخل، بسبب ضعف الإنترنت الذي أعاق عملية توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية، يوم الثلاثاء الفائت.
وبالمحصلة؛ لم تنجح “البطاقة الذكية”، ولن تنجح “الفيشة” في توفير “الطحين”، بل أبرزت تخبطًا في إدراة البلاد، التي تدار بعقلية “بدائية” بدليل “العودة إلى الفيشة”.

فيشة توزيع الخبز في مناطق النظام “متداولة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى