مختارات

الكتابة في درعا والسويداء لمعظم أبنائهما في هذه الظروف هي ابتلاع سكين على الحدّين..

علي عيد

صحفي سوري
عرض مقالات الكاتب

الكتابة في درعا والسويداء لمعظم أبنائهما في هذه الظروف هي ابتلاع سكين على الحدّين.. إن كنت في السهل أو الجبل وكان دافعك منطقياً فإنك تخشى على أصدقائك وأحبائك في الجانبين فتكاد تشقّ ثوبك حزنا على جيرة وأخوة وكرامة تخشى أن تهدر بعبث العابثين.
أرض السويداء ورزقهم محرّم المساس بها مهما كان الدافع، وما حصل هو أن أحداث آذار 2020 وعمليات الخطف والاعتداء من مجموعات لا يحسبها عاقل على السويداء دفعت بالفيلق الثامن لوضع محارس متقدمة، وعندما خشي أهل القريّا على رزقهم وحصادهم قام شباب بصرى بتأمين وصولهم وحصد زرعهم دون أن يحترق كما حصل في غير مناطق.
يعلم أهل السويداء أن المخاطر على بصرى وقراها كبيرة وأنها مهددة كل يوم بالمرتزقة والمارقين والخاطفين، وفي ظروف حرب كهذه التي يعيشها السوريون لا يمكن تفسير ما يجري على أن اللواء الثامن سيطر على أراض تتبع لبلدة القريّا، ولمن لا يعلم فإن الحدود الإدارية للسويداء تلامس مدينة بصرى بل إن مئات المنازل والمزارع لسكان بصرى تقع ضمن مخطط السويداء الإداري.
كل قطرة دم تراق تنفيذاً لأجندات قوى إقليمية ونظام قاتل هي جريمة بحق التاريخ وتهديد لسلامة الأجيال.
لا ينبغي لعاقل أن ينساق وراء التجييش والفتنة، وهذه المعركة أولى أن لا تكون بين الأخوة بل ضدّ من يهدد مستقبلهم.
إذا كانت الحجة نقاط الحراسة فيمكن استثمارها في أمن المزارعين لا اعتبارها عامل تهديد اقتصادي، وكلّ محاصيل الأرض لا تعادل دم شاب من السويداء أو درعا.
أرجو أن يضع “العقّال” من الطرفين منهجاً أو أن يصيغوا اتفاقاً مبنيّاً على مخاوفهما ووعيهما بأن الاستهداف لهذه الجيرة سيستمر طالما أن سوريا في قبضة خمسة جيوش أجنبية..
رحم الله الضحايا الأبرياء .. والسلام

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك
https://www.facebook.com/1846715273/posts/10214110349273196/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى