تحقيقات

ثرثرة عن “الشوئسمو” وتوابعه

فراس العبيد – رسالة بوست
تنوعت أحاديث السوريين واختلفت اهتماماتهم، في ظل الوضع المعيشي المتردي الذي تشهده مناطق سيطرة الأسد، وارتبطت بمجملها بارتفاع وانخفاض أو تذبذب سعر “الشوئسمو”، والمقصود به “اﻷخضر” أو “الدوﻻر اﻷمريكي”، بعد تحريم التلفظ به!!
وعلى سماعة الهاتف يشكو “فادي” من كل ما له علاقة بالشوئسمو، ولا يكاد يمر يوم، دون إرسال صورةٍ تشرح الواقع “الأسود” كما يقول، حتى بات جهاز المحمول الخاص بي، “كشكول صورٍ” يحتاج إلى أرشفةٍ لتوثيق أحاديث “الموالين” و”صرخات ألمهم” وكأنهم يعدون “العصي على الظهر”.
“الحمدلله ما في شي… ما في شي أبدّا”… هكذا تبدأ المكالمة، وكأنها “شيفرة”، ليس المقصود إﻻ القول؛ “البلد خاوية على عروشها”، وحده “كورونا” يتسكع بين الوجوه، ومطبلي الأسد، يطالبون بـ”التأقلم”.
والمضحك المبكي؛ “نظرية عدم طرد الضبع من المنزل” التي ابتدعها أحد المرقعين للأسد، في حديثه عن “فيروس كورونا”، وعليك أن تتأقلم عزيزي المواطن، تأقلم عزيزي، كله فدا الوطن وسيد الوطن، واﻷخير في قصره المنيف، واﻷول خلف منصات التواصل اﻻجتماعي يشكو ويبكي كآخر ملوك اﻷندلس، وبالعموم لا بأس، فأنت في طور “التأقلم واﻻعتياد”.
ومنذ صدور قرار تجريم ومعاقبة كل من يتحدث عن “الشوئسمو”، لم تتوقف الأحاديث عنه أبدًا، فكل محرّمٍ مرغوب في بلدٍ أسواقه كالبورصة لكن “ارتفاعًا” دون “هبوط”.
وعلى نغمات فيروز وصوتها يردد “سوا ربينا”، يتابع الموالون حديثهم عن “ارتفاع الأسعار، المرتبطة بسعر الشوئسمو، وفي المقام الثاني؛ زيادة الرواتب واﻷجور، التي تأثرت بدورها بالشوئسمو، وأخيرًا؛ تختم السهرة بالسؤال المعتاد، لوين رايحين، واﻹجابة المكررة؛ الله يجيرنا من اﻷعظم”.
ويوشك المواطن “المتجانس” ومن بقي من “غير المتجانس مضطرًا”، أن يتأقلم ويعتاد على “روتينه اليومي”، والمصيبة أنّ “الناس” بدأت تتأقلم أكثر من الذي يريده “اﻷسد”، ويتحول الكلام إلى مجرد ثرثرة.
وتصبحون على وطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى