مقالات

الحراك المصري،، لماذا أفزع السيسي؟!

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

( في البداية يتجاهلونك ،، ثم يسخرون منك ،، ثم يحاربونك ،، ثم تنتصر ) خلاصة خبرة ونضال غاندي ،، بل هى خلاصة النضال لاسترداد الحقوق كل الحقوق ،، فى العالم كل العالم المتحضر منه وغير المتحضر ،، فطبيعة الانسان واحدة مرتادوا القباعات والطواقى والجينز والجلاليب ، كما أنها طبيعة الحكام كل الحكام .. الملوك الأمراء والرؤساء ..

طفح الكيل من الفقر والقهر والمرض ،، من قلة الغذاء والكساء والدواء وأخيرا هدم الإيواء والتشريد في الفضاء ،، طفح الكيل من الكبر والعناد وعدم اعتبار العباد ،، فالصبر له حدود .. وإلا لاداعى ولا قيمة للوجود .. حكام أغبياء يضعون الشعوب على جرف هار .. فلا تجد الشعوب أمامها غير حل واحد ولا بديل .. وهو الإنفجار لا الإنتحار

20 مليون وحدة سكنية مخالفة وفقا لتصريحات المتحدث الرسمى لوزارة التنمية المحلية .. بما يعادل متوسط 2 تريليون جنيه .. ثروة عقارية مهولة وجزء أصيل في الدخل القومي ،، ثم تصدر التعليمات بالهدم وطرد المواطنيين من مساكنهم وبيوتهم .. متتهي الجهل والكبر والعجرفة .. عندما يمس القرار حياة الملايين دون دراسة الحلول والبدائل والتكلفة والخسائر والمدة الزمنية .. قرار الهدم والإزاله والغرامة على الملايين هو إعلان حرب من السيسي وأجهزته الخشنة علي الشعب .

قدمت له التقارير الأمنية والمخابراتية لكنه الكبر والعناد والإستخفاف بحياة ومصالح العباد .. بل هدد الموتور بنزول الجيش والإبادة .. فكان الحراك ليتراجع سيسي ويلعق البيادة .. إنسحب الجنرال مهزوما أمام جحافل الغاضبين ..

في البداية كان إنكار الحراك .. ثم السخرية منه وتعليقه كالعادة على شماعة الإخوان ثم الإشتباك الخشن بالرصاص المطاطي والرصاص الحى بالتزامن مع إعتقالات بالجملة تجاوزت الألاف في بلد لا تحصل فيها علي معلومة دقيقة ولا رقم صحيح .

تراجع السيسي وتقدم الكومبارس رئيس الوزراء وعصابة المحافظين .. يتوددون إلى الغاضبين بتخفيض القيمة المالية وزيادة المدة الزمنية للتصالح .. لكن من هدمت بيوتهم وشقق سكنهم ماذا هم فاعلون .. خرج سيسي ليقول سنعطى المشمولين وحدات سكنية .. الناس في الشارع وعلى الأرصفة وليسو في فنادق القوات المسلحة ولا قصور السيسى وعائلته ! يعطى من ومتي وكيف ، بعد أن هدم بيوتهم مثلما فعل في سيناء بالتهجير القسرى .

وكالعادة فى مثل هذه الأحداث .. طرحت الأسئلة المكررة والمعتادة .. هل خرج الناس إستجابة للمقاول والفنان شريك النظام سابقا محمد علي ؟.. أم أن الدعوة صادفت أزمة كبيرة فخرج الناس ؟ أم أن تجاوب الناس جاء لجملة أسباب متراكبة ومتراكمة منها الدور الإعلامى والحقوقي للمعارضة التي كشفت الغطاء عن السيسي وأجهزته ؟ أهمية التساؤلات ومعرفة الإجابة للبناء عليها وتعظيمها .

لكن هناك رسالة حرجة جدا للمعارضة يجب أن تقرأها جيدا وتجيب لنفسها لا لأحد أخر .. فالشعوب لا تنظر من يسمون بالنخبة والمعارضة .. الشعوب لا تنتظر لكنها تتحرك يلحق بها من يلحق ويتخلف من تخلف .. الشعوب تفرز قيادات المرحلة وفقا لاحتياجها الفورى والواقعي .

أيضا رسالة الحراك إلى السلطة صاحبة القوة الغاشمة كما تصف نفسها … رسالة أصابت السيسى وأحهزته بل والعواصم الداعمة في تل أبيب وأبو ظبي والرياض بصفة خاصة بحالة من الفزع ..
فالحراك بلا منصة ولا قيادة ولا برامج ولا مطالب إلا مطلب وحيد .. إرحل يا سيسى .
والحراك بلا نخبة ولا أحزاب ولا جماعات ولا شعارات دينية ولا مدنية .
والحراك علي الهامش وفى الأطراف تصل إلية الأجهزه الأمنية بمشقة وخطورة .
والحراك يغيب عنه شباب التي شيرتات ووجبات كنتاكي وتوزيع الدولارات .. أكاذيب الإعلام الرسمي
الحراك يحضره أصحاب الجلاليب والشباشب ربما والحفاة أحفاد ثوار 1919 ضد الإحتلال العسكري الوكيل الحصري للإحتلال الأجنبي .. وهذه هي أقوى رسالة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى