مقالات

هل يسير الجيش المصري على خطى الجيش السوري؟

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

لا شك أن الجيش المصري تاريخه لا يشرف على المستوى الداخلي، فالدولة المصرية بيد العسكر منذ ما يزيد على سبعة عقود، ابتداء من جمال عبد الناصر، ومرورًا بالسادات، ومن ثم حسني مبارك،(نتجاوز حكم الدكتور مرسي الذي حكم شكليًا عامًا واحداً ثم انقلب عليه الجيش )    ووصولًا إلى عبد الفتاح السيسي، فجميعهم انبثقوا عن المؤسسة العسكرية، وجميعهم تلوثت أيديهم بدماء الشعب المصري – على تفاوت بالكم والقسوة – فقد نكل جمال عبد الناصر بكل معارضيه من يساريين وإسلاميين، وسامهم شتى ألوان التعذيب والإرهاب، وأعدم الكثير منهم عبر محاكمات عسكرية جائرة، ثم جاء السادات، وتعامل مع الشعب بما يشبه نهج عبد الناصر إلا أنه خفف من القبضة الأمنية، واستعمل أسلوب الترغيب حينًا والترهيب طورًا، والشد والجذب تارة…ثم خلفه حسني مبارك وسار على نهجيهما أيضًا باختلاف بعض الأمور…إلى أن جاء السيسي، فقد أحكم قبضته العسكرية، وشتت الشعب وقسمه إلى شيع، وأشعل نار الفتنة بين مكوناته – أنتم شعب ونحن شعب – واعتبر العساكر أحبته، وجعلهم من العرق والدم النقي المدلل، وباقي فئات الشعب ألزمهم بطاعة وخدمة هذه الطبقة، وكل من يخالف أوامرها يجب إنزال أقسى العقوبات بحقه.

وقد أوغل في قتل المصريين ، ولا سيما في مجزرتي رابعة والنهضة.

والآن السؤال المطروح ما هو هدف العساكر المصريين من محاولة إذلال الشعب وقمعه؟ والجواب على ذلك بكل بساطة:

هذا السلوك الذي يقومون به من أجل إشباع شهواتهم  بالاستحواذ على السلطة والمال، ولا يوجد تفسير أو تأويل آخر.

والآن تشهد مصر مظاهرات متفرقة في نقاط متعددة، يعتقد أن دائرتها ستتسع لتعم البلاد مطالبة بإسقاط حكم العسكر، وإسقاط الطاغية والعميل الصهيوني – على حد وصف الشعب له – السيسي.

فما هو المتوقع من موقف الجيش، وهل سيسير على خطى الجيش السوري الذي قتل مئات الآلاف من الشعب السوري، وهجر الملايين، أم الصورة تختلف؟

الواقع أن ثمة تشابه بين المؤسسات العسكرية في الدول المستبدة، فغالبًا ما تكون تربية العسكري مجافية للقيم، والأخلاق والمبادئ؛ لذلك تجده يقتل ويسرق، ويغتصب دون وازع إيماني، أو أخلاقي،

ولكن لو عقدنا موازنة بين الجيشين المصري، والسوري هل يمكن أن يستويا؟ وهل يرميان عن قوس واحدة؟ والجواب على ذلك هناك بون شاسع بينهما، والسبب في ذلك يعود إلى أن الجيش المصري يتمسك بالسلطة وبالقيادة  إشباعًا لأهوائه ورغباته كما ذكرنا فحسب؛ لأن الوطن المصري يكاد يكون خالي من المذاهب، في حين نجد أن تركيبة الشعب السوري مخالفة لذلك.

الجيش السوري الأسدي يتشابه مع الجيش المصري في نظرته إلى الحياة، ومحاولة العب من ملذاتها ما استطاع، ولكنه يختلف عنه بشيء أهم من ذلك بكثير، وهو الجانب الديني، ومن المعلوم أن العامل الأيديولوجي هو أخطر عامل بالحياة إذا ما أسيء فهمه، فربما يذهب أصحابه إلى الحقد، والضغينة على كل من يخالفهم الانتماء والمذهب، بل ربما يتجاوز ذلك إلى إقصاء الآخرين، وإلغائهم، ومحاولة التخلص منهم، وهذا ما فعله الجيش السوري الطائفي الذي فتك بالشعب السوري، وجعله شذر مذر، والدافع الأساسي وراء ذلك هو الاختلاف في العقيدة والمذهب. أما الجيش المصري فمهما تمادى وأسرف في ظلمه للشعب، فإن الأمر لا يصل إلى التفكير بإبادته، أو تهجيره، بل ربما نجد كثيرًا من العساكر والضباط يختارون الانحياز إلى ضفة الشعب، ولا يقبلون التنكيل به، ومن هنا يتراءى لي أن المظاهرات المصرية الجارية الآن في أنحاء البلاد ستتسع رقعتها، وسيتسع الخرق على الراتق كما يقول المثل، وسيقف الجيش إلى جانب المتظاهرين، إن أصبحت قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، وسيُهزم السيسي وعصابته، وستتحرر مصر من الاستبداد .           

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى