مقالات

الكورونا وأسرار التضليل الهائل المريب

الدكتور عزت السيد أحمد

كاتب ومفكر سوري
عرض مقالات الكاتب

مع نشر هٰذا المقال اليوم تكون نحو عشرين دولة قد أعلنت عن بدء الموجة الثانية التي وعدونا بها منذ البداية بقلب باردة وثقة العارف، وكأن الكورونا مسلسل تم تصويره ويعرفون ماذا سيأتي في نهاية الحلقة. وهٰذا ما كانت لي معه وقفة سابقة في مقال نشر هنا أيضاً في رسالة بوست.

قبل أن أبدأ يجب الانتباه إِلىٰ ما أكرره في مقال عن الكورونا: أنا لا أنكر وجود الكورونا، لا أنكر احتمالات مخاطرها، ولٰكنَّهَا كلها بكلِّ تفاصيلها ومنذ بداياتها وإِلىٰ الآن ما زالت تثير الأسئلة المريبة بما يحيط بها من معطيات فظيعة عجيبة غريبة.

سأبدأ بنكتة سورية راجت في الفترة الأخيرة، إذ أعلنت وزارة الصحة عن موت أحد الأشخاص بسبب فيروس الكورونا. فاتصل أهل الميت بالوزير واعترضوا عَلىٰ الخبر قائلين بأن فقيدهم لم يمت بالكورونا.

سألهم الوزير: طيب، وكيف مات؟

أهل الميت: أصابته جلطة دماغية ومات بسببها.

الوزير: طيب، وما سبب الجلطة الدماغية؟

أهل الميت: توقفت أعماله ونفدت أمواله.

الوزير: طيب، ولماذا وقفت أعماله ونفدت أمواله؟

أهل الميت: من الحظر المفروض بسبب الكورونا.

الوزير: طيب، ونحن ماذا قلنا؟

هل هٰذه نكتة؟

لا، أبداً، هٰذه هي الحقيقة. وقد تحدثت فيها منذ بدايات أزمة الكورونا ليس اخترعاً من عندي ولا سحراً كشفت وإنما تقارير وحكايات واستنتاجات اجتاحت وسائل التَّواصل الاجتماعي منذ التَّضخُّم الذي اجتاح إيطاليا، أي قبل تصاعد الأزمة في أوروبا وأمريكا… واستمر الأمر كَذٰلكَ منذ ذٰلك الحين ولم يتوقف حَتَّىٰ كانت آخر طبعاته السورية في هٰذه الحقيقة التي يسمونها نكتة.

ما عدا الدُّول التي لم تدخلها الكورونا فإنَّ كلَّ حالات الوفاة في أرجاء العالم تلصق التُّهمة عَلىٰ الفور بالكورونا؛ مات دهساً، مات دفشاً، مات نكشاً، مات غرقاً، مات ملقاً… ما إن يموت أحدٌ بأيِّ طريقةٍ حَتَّىٰ تكون الكورونا هي المتهمة به.

كان هٰذه تصوري إبان الذروة الإيطاليَّة وتعمَّق مع ملابسات الكورونا، ثُمَّ صارت تأتي التقارير والأخبار الموثوقة التي أماطت اللثام عما يفعله اللئام. سأذكر الشَّواهد والشَّهادات المدهشة المرعبة في هٰذا الموضوع لنعرف أين نسير. ولكم أن تحكموا بأنفسكم.

من ألمانيا:

الدكتور فيصل القاسم معدُّ ومقدم برنامج الاتجاه المعاكس بحكم تحضيره لحلقات برنامجه التي خصص منها ما لا يقل عن خمس حلقات لسبر حقيقة الكورونا اتصل بصديق له طبيب في ألمانيا وسأله عن أحوال الكورونا وتداعياتها فقال له:

ـ خذ هٰذه الحكاية. ذهبت قبل أيام إِلىٰ المستشفى فوجدت أسرة عراقية أمام المستشفى تندب وتبكي. ولما عرفت أَنَّهُم عرب سألتهم عن قصتهم فقالوا لي: «إنَّ أباهم توفي بالكورونا في المستشفى ويعانون في الحصول عَلىٰ جثمانه». فسألتهم عن اسمه وبياناته، وذهب إِلىٰ الأرشيف ونظرت في تشخيصه فوجدت أَنَّهُ عجوز مصاب بعدة أمراض بحكم الكبر، ومات من دون أن يكون للكورونا أي علاقة بالموضوع. ولٰكنَّهُم أخبروا أهله أن مات بالكورونا.

هٰذه عيِّنة أولية من حديث مشافهة بَيْنَ صديقين. وإذا كانت حدثت في ألمانيا فلك أن تقيس إليها حالات وحالات بالطَّريقة ذاتها. ولا شك في أنَّ ثَمَّةَ بيانات أُخرىٰ موثقة بحقائق أشد إيلاماً من هٰذه المشافهة ومنها التَّقرير الذي تداولته وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي منذ النصف الثاني من نيسان 2020م، وفيه:

هل ضحايا كورونا ماتوا فعلاً بالفيروس؟ أم هناك رواية أُخرىٰ؟

كشفت الوكالة الألمانيَّة الاتحاديَّة المسؤولة عن الأمراض المعدية أنَّهَا، عَلىٰ الرَّغْمِ من التَّحذيرات من اجتناب تشريح جثث المصابين بالكورونا، فقد أصرَّت الوكالة وقامت بتشريح 65 جثَّة لمتوفين بالكورونا، بنا عَلىٰ تصريحات منها تأكيد لارس شاده  نائب رئيس معهد روبرت كوخ أنَّ «مثل هٰذه الإجراءات لا غبار عليها إذا كان المرض جديداً، وبوسع الأطباء تشريح الجثة قدر إمكانهم، ولٰكن في ظلِّ احتياطات السَّلامة المطلوبة». ومنها تعليق رئيس رابطة الأطباء الألمان الاتحادية كارل فريدريش برغ بقوله: «في كلِّ حالات الوفيات الناجمة عن أمراض معدية حديثة فإنَّ تشريح الجثَّة مهمٌّ جدًّا لتحديد مسار المرض، ويشمل ذٰلك كورونا».

 وفي نتيجة التَّشريح تبين أن 46 منهم مصابين بأمراض الرئة قبل إصابتهم بالكورونا، و28 منهم كانوا مصابين بأمراض داخلية متعددة، وأن 8 منهم كانوا يعانون من السُّكَّر والبدانة، و10 منهم كانوا مصابين بالسَّرطان، و16 منهم كانوا مصابين بالزهايمر.

المتفهمنون يترصدون الماء العكر لأَنَّهُم يحسبون أَنَّهُم يجيدون الصيد فيه. سيقولون: قف، قف، قف… هٰذا تخريف، اجمع الأرقام ستجد أنَّهَا متناقضة، سيكون المجموع 108 فيما هم شرحوا 65 حالة، وهٰذا دليل عَلىٰ كذب هٰذه المعلومة.

الأذكياء أنفسهم يمكن أن يقعوا في هٰذا الفخ. فعلاً الجثث 65، فكيف تتحدث النتائج عن 108 حالات؟

ما رأيك إذا علمت أنَّ الـ 28 من ضمن الـ 46، وَكَذٰلكَ الأمراض الأُخرىٰ؟!

عيب الدراسة الوحيد أَنَّهُ لم يحدد عدد من ماتوا بالكورنا تحديداً وفعلاً. ولٰكنَّ هٰذا ما لم يفت غيره، فبعد صدور هٰذه النَّتائج أفصح كلاوس بوشال مدير معهد الطب الشرعي بجامعة المركز الطبي في ابندورف بهامبورغ أَنَّهُ يملك اليوم أكبر قاعدة معلومات والبيانات التي بحوزته تحتوي عَلىٰ معلومات عن 100 رفاة لمن قيل إنهم ماتوا بالكورونا، جرى تشريحها، جميعها تؤكِّد أن لا أحد من المتوفين مات قطعاً بسبب فيروس كوفيد 19، بل إنّهُم جميعاً كانوا يعانون من مشكلات القلب والأوعية الدموية ومن ارتفاع ضغط الدم ومن تصلّب الشرايين والسكري والسرطان والفشل الكلوي أو الرئوي أو من تليّف الكبد.

ومع ذٰلك فإنَّ بوشال، ونحن أيضاً، لا ينفي خطورة الكورونا، وقال:  «يجب أن يؤخذ فيروس كورونا بجدية تامة». لٰكنَّهُ نبَّه إِلىٰ أنَّ المخاوف السائدة يغلب عليها طابع المبالغة مبيِّناً أنَّ كورونا لم يكن مرضاً معدياً خطيراً عَلىٰ أيِّ حال.

لم يعد الأمر مسألة خطأ في التقدير، إنَّهَا مسألة مريبة مثيرة للقلق والتساؤلات المقلقة بل المرعبة: لماذا يفعلون ذٰلك؟

الأمر هٰذا ذاته لا يقتصر عَلىٰ ألمانيا، فلو اقتصر عليها لثارت الشكوك في ألمانيا لا في الكرونا. لننتقل إِلىٰ شاهد وشهادة أُخرىٰ من دولة أُخرىٰ.

من إيطاليا:

في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل هٰذا العام 2020م وقف برلماني إيطالي عَلىٰ منصة البرلمان وأثار زوبعةً من التَّساؤلات والشُّكوك في حقيقة ما يحدث في إيطاليا، واليوتيوب منشور ومتداول عَلىٰ نطاق واسع منذ ذلك الحين. وفيما يلي كلمته أمام البرلمان الإيطالي:

ـ «نحن في مساء 25 نيسان/ أبريل ويجب أن نكون متحدين ضد فرض الديكتاتورية، ومتحدين في الحقيقة. دعونا لا نجعل هٰذه الغرفة غرفة أكاذيب. ليس يوم 26 شباط/ فبراير ولٰكنَّ في التاسع من آذار/ مارس كان فيروس الكورونا أكثر بقليل من الكورونا. قيل، يقال، وثق، لا تكذب، قل الحقيقة. لا تجعلوا هٰذه الغرفة غرفة كذب، عَلىٰ الأقل مبدئيًّا. في الحقيقة نحن نعرف فقط ما نصنعه، وَلِذٰلكَ سمعت وأعطيت الرقم. لا تقل هناك خمس وعشرون ألف حالة وفاة… هٰذا ليس صحيحاً. لا تستخدم الموت للخطاب والترهيب. تقول الأرقام من المعهد العالي للصحة إنَّ 96,3% ماتوا من أمراض أُخرىٰ. بالضَّبط، البيانات والأرقام… الأرقام، قل هٰذا. وهٰذه هي الحقيقة، إنَّهَا الحقيقة، اقرأها. بَيْنَما كانت إيطاليا كلها منطقة حمراء كان الجميع هنا بلا كمَّامات، لم يرتده أحد هنا إلا يوم أمس. فلنتحد في التحرير ضدَّ النِّفاق، ضدَّ التزوير، ضدَّ الأعداء الزائفة المعطاة لترويع الإيطاليين. خمس وعشرون ألف قتيل ماتوا من نوبات قلبية وسرطان وغيرها… دعونا لا نستخدمها لإذلال إيطاليا. دعونا لا نستخدمها لإعطاء المواطنين معلومات كاذبة. قبل إعطاء الأرقام تحقق منها. وأتحداكم أمام هيئة المحلفين النظر في الأرقام. لم يمت خمس وعشرون ألف شخص بسبب الكورونا في إيطاليا، هٰذا ليس صحيحاً. هٰذا أمر مثير للسخرية».

كلامٌ مثيرٌ للرعب حقًّا، ومن مصدر مسؤول ينقل عن مصادر مسؤولة ومختصة… صحيح أَنَّهُ كان يصرخ غضباً وألماً إلا أنَّ ما جاء به ليس ردة فعل ولا انفعال بحال من الأحوال، إِنَّهُ يتحدث عن حقائق ووثائق وبيانات.

وحَتَّىٰ لا يتنطعن متنطع من هواة الاعتراض ولا ممكن ينكرون هٰذه الحقائق الدامغة عن التضليل والخداع في الكورونا تعالوا لننظر في دراسة صدرت عن وزارة الصحة الإيطالية تداولت نشرها المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في الفترة ذاتها، أي نيسان 2020م، وهٰذه الدراسة لا تستند عَلىٰ التشريح، بل على مسار المرض لدى 1738 متوفَّى أصيبوا بفيروس الكورونا، ولٰكن نسبة 96.4% من المتوفين بهذا المرض كانوا يعانون من مرض واحدٍ عَلىٰ الأقل، أكثرها حالات ارتفاع ضغط الدم (70 %)، السكري (32 %)، أمراض القلب والأوعية الدموية (28 %)». بما يعيد من جديد إحياء التعليقات الساخرة القائلة بأنهم يسجلون الموتى كلهم عَلىٰ سجلات الكورونا حَتَّىٰ ولو ماتوا دهساً أو غرقاً.

إنها معلومات وبيانات مرعبة بكل تأكيد. وما فيها خطر إِلىٰ أبعد الحدود. فكيف إذا ربطنا بما حدث في ألمانيا؟ وكيف إذا نظرنا في التالي؟

في البرازيل:

بعد أشهر انتقلت الكورونا إِلىٰ الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها في البرازيل. سنعود لاحقاً غلأى الولايات المتحدة، لنقف الآن عند البرازيل وما حدث فيها من خلال أيضاً نائب في البرلمان البرازيلي.

بعد الفضائح التي أشرت إليها وما لم يردني مما لم أشر إليه انتابت الشكوك نفس نائب في البرلمان البرازيلي ولم يقتنع بأرقام الإصابات بفيروس الكورونا التي توردها الحكومة البرازيلية فقرر زيارة أحد المستشفيات مع أنصاره للتحقق من المعطيات المعلنة في وسائل الإعلام. اختار مستشفى ه قالت الحكومة إِنَّهُ يوجد فيه خمسة آلاف.

في الفيديو المصور الذي نشره النائب البرلماني البرازيلي تمَّ منعه وأنصاره من دخول المستشفىٰ فاقتحم المستشفىٰ ولحق به أنصاره. وكانت المفاجأة الصَّاعقة عندما اكتشف أَنَّهُ لا يوجد مرضىٰ أبداً في هٰذا المستشفىٰ التي تقول وسائل إعلام الحكومة أنَّ فيه خمسة آلاف مصاب بالكورونا.

وعندما اكتشف ذٰلك اضطر أن يفصح عن البيانات والمعلومات التي بحوزته وكانت أحد الأسباب التي حدت به إِلىٰ اقتحام المستشفىٰ فقال في الفيديو الذي كان يتم تصوير مباشرة والذي تداولته مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وبعض قليل من وسائل الإعلام من باب التندر لا من باب الخبر والمناقشة والتحليل، قال معلقاً عَلىٰ ذٰلك: «إنَّ منظمة الصِّحة العالميَّة تعطي الحكومة البرازيلية 7000 دولار عن إعلان أي وفاة نتيجة كورونا، وتعطي 5000 دولار عَلىٰ كلِّ إعلان حالة إصابة و300 دولار عند الإعلان عن كلِّ حالة فحص عشوائي».

لم تكن منظمة الصحة العالمية بمنأىٰ عن الاتهام من قبل، وقد أشرت إِلىٰ ذٰلك في مقالات سابقة. ولٰكنَّ هٰذا البرلماني البرازيلي أماط اللثام عن لغز كان يحيرني شخصيًّا عندما لاحظت تسابق دول العالم في الإعلان عن الإصابات في الكورونا وحالات الوفاة وكأنها في سباق أولمبي. وفسر ما حيَّر البرلماني الإيطالي السابق.

وبذلك تم حل جزء أساسي من اللغز. ولٰكنَّ ليس كل اللغز. فالسؤال الآن: من الذي يدفع؟! ولماذا؟ وظهر لغز جديد سيكشف عنه الشاهد التالي:

في أمريكا

بات من المتعارف عليه حَتَّىٰ دوليا عندما نقول أمريكا فإن المقصود الولايات المتحدة الأمريكية. حَتَّىٰ هنا صادرت الولايات المتحدة اسم القارة وجعلت القارة هي وهي القارة. المهم في الأمر هنا: قبل اندفاعة البرلماني البرازيلي السابق إِلىٰ المستشفىٰ للتحقق من الأرقام المعلنة من الحكومة دفع الفضول شاباً عربيًّا في إحدىٰ الولايات المتحدة الأمريكية لمشاهدة مرضىٰ الكورونا في المستشفيات والمخيمات الاستشفائية التي أقامت المخيمات في حدائق المشافي لزيد من الاستيعاب. عندما وصل أما المستشفىٰ اتصل بالمستشفىٰ نفسها يبحث عن مكان شاغر للعلاج فاعتذرت المستشفىٰ بأنَّهَا ممتلئة، وهٰذا ما تقول وسائل الإعلام أيضاً. لم يكن عَلىٰ المستشفىٰ حراسة فدخل بهدوء وراح يتجول بَيْنَ الخيام الاستشفائيَّة المنصوبة في حديقة المستشفىٰ عَلىٰ أساس أنَّهَا مكتظة بمرضى الكورونا ولٰكنَّهُ لم يجد فيها أحداً أبداً، دخل إِلىٰ المستشفىٰ وحكىٰ ما عاملة الاستقبال التي أفادته بأن المستشفىٰ خالي لا يوجد فيه أحد.

انتشر هٰذا التسجيل في أمريكا وأرجاء العالم، فعكف بعض الشباب الأمريكيين عَلىٰ تتبع الموضوع وكانت النَّتائج ذاتها، وصارت المسألة فضيحة في أرجاء أمريكا، حَتَّىٰ وصل الأمر إِلىٰ مساءلة زير الخارجية الأمريكي جورج بومبيو في نيسان/ أبريل الماضي أي 2020م في مجلس النواب الأمريكي من قبل النائب الجمهوري تيد ليو عن حقيقة هٰذه الشائعات وحقيقة الكورونا والتضليل والخداع فيها وفي أرقامها. ولٰكنَّ وزير الخارجيَّة لم يجب عَلىٰ الأسئلة وكان يتهرب منها.

ليس من المهم ما إذا كانت المساءلة قبل الفضيحة أم بعدها، فرُبَّما تكون المساءلة قبل الفضيحة، لا يغير ذٰلك في الأهمية والخطورة شيئاً. في الحالين كليهما نحن أمام فضيحة كبرى.

والسؤال الذي بدأنا به الحالة الأمريكية: إذا كانت البرازيل وكثير من دول العالم الأُخرىٰ تسير ركاب هٰذا الخداع والتضليل من أجل الأموال، أفيعقل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية إمبراطورة العالم ماليًّا وعسكريا واقتصاديًّا وعلميًّا قد قامت وتقوم بهذا الخداع والتضليل من أجل حفنة من الدولارات قلت أو كثرت؟! وحَتَّىٰ ألمانيا ينطبق عليها الأمر ذاته.

إِنَّهُ أمر مربك فعلاً. وقد يقلب كفة المعادلات والتساؤلات إذا لم نجد التفسير المقنع. إلا أنَّ حقيقة واحدة تظل ماثلة أمامنا وهي أن الخداع والتضليل في الأرقام والبيانات بالإصابات والوفيات أمر يبدو أَنَّهُ فوق الشك، وكان فوق الشك قبل أن تظهر هٰذه الأدلة التي تبدو قاطعة، فهي ما بَيْنَ مصورة بالتصوير الحي وبَيْنَ منسوبة إِلىٰ مصادر رسميَّة حكوميَّة.

ومن ذٰلك فإنَّ الاعتراض بأن البرلماني في النتيجة إنسان عادي يتكلم اعتراض غير مقبول. نحن لم نقدم أشخاصاً استعراضيين، لقد تحدثنا عن أدلة دامغة بالصوت والصورة.

الأمر اللافت للانتباه هو أنَّ هٰؤلاء وكثيرون أمثلهم، ولقد تتبعت الكثير من الشواهد الخطيرة التي تدور في هٰذا الفلك، أَنَّهُم كلهم تم التعتيم عليهم، ولم تتداول وسائل الإعلام تصريحاتهم وشهاداتهم. ولا غرابة أن تجد أكثرهم قد شكا من انخراط وسائل الإعلام في هٰذه المؤامرة من جهة طبيعة نشر البيانات والمعلومات والعتيم عَلىٰ ما ينقضاها ويكشف التضليل فيها والكذب والخداع.

هل لديك اعتراض عَلىٰ ذٰلك؟

ابحث عن أي فضح لمؤامرة الكورونا في الإنترنت،ستجدها محجوبة أو يهمل محرك البحث ذكرها. ولا أحد يجهل أنَّ الإنترنت بمختلفة تطبيقاته قد اشترك في هٰذه المؤامرة علنا وإعلاناً إذ أعلن الفيس بوك والتويتر واليوتيوب وجوجل أيضاً أَنَّهُم سيحذفون، وقد حذفوا، أي معلومات مضللة عن الكورونا. المعلومات المضلة هي كل ما لا ينسجم من سيرورة إدارة الحدث بالطريقة التي تهوِّل فيه وتضخمه وتثير الرعب والقلق والتوتر. فأي ديكتاتورية هٰذه وأي استبداد وأي تحكم في نشر المعلومات ومصادرة الرأي الآخر؟!

كيف يمكن النظر ببراءة إِلىٰ هٰذا السلوك الإجماعي من الإنترنت بمحركات بحثه وتطبيقاته؟

لماذا الإجماع عَلىٰ نشر نسق محدد من المعلومات والبيانات هي التي تقطع بخطورة الكورونا وتصاعد الإصابات والوفيات وتمنع كشف أي حقيقة حَتَّىٰ ولو افتراءً عَلىٰ الكورونا؟! بأي حقٍّ يمنعون الناس من التعبير عن رأيها في هٰذا الموضوع؟!

لا تقل لي حرصاً عَلىٰ البشر. إن الذي سمح بعرض مجزرة مسجدي نيوزلندا نقلاً عَلىٰ الهواء مباشرة لمدة نصف ساعة متواصلة لا يمكن أن يكون حريصاً عَلىٰ نفسيات البشر. وأنا أشكر الفيس بوك عَلىٰ عدم قطع بث هٰذه المجزرة.

عَلىٰ أي حال، تابع ماذا ينشر في الفيس بوك ووسائل التَّواصل الاجتماعي من تضليل وتشويه وإساءات للمقدَّسات الإسلاميَّة وستعلم أَنَّهُ لا يمكن تصديق أنَّ الإنترنت بكل خدماته يملك أي حرص عَلىٰ مشاعر النَّاس ولا عَلىٰ سلامتهم، عَلىٰ الأقل لفئة تكاد تمثل ربع العالم.

وعَلىٰ ذٰلك، وعَلىٰ الأقل الإعلام الغربي بأمريكا وأوروبا لن يكون بحال من الأحوال بريئاً من تهمة أَنَّهُ عازف في جوقة تصلها النوتة فلا تشذ عنها. فالإعلام الغربي وهٰذا ما يجهله الكثيرون لا يملك أي حرية ولا خيارات حرة، إِنَّهُ جوقة تردد ما يحدد المايسترو وحسب. ومن فإنَّ الاتهامات الشنيعة التي تعرضت لها وسائل الإعلام ليست مجافية للحق أبداً.

هٰذه عينات ونماذج لا أكثر، في الحقيقة يوجد الكثير مثلها ولا حاجة لعرضها كلها،بل من شبه المتعذر عرضها كلها، ناهيك عن كونها تكرر الحقيقة ذاتها بأماكن أُخرىٰ وبيانات أُخرىٰ.

وينتصب السُّؤال من جديد:

من هو الممول؟

وما هي الأهداف؟

لن أجيب عَلىٰ هذين السُّؤالين هنا لأَنَّ ذٰلك سيكون موضوع الختام أو بعضاً من موضوع الختام. ولٰكنَّ الذي لا بُدَّ التعريج عليه هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى