تحقيقات

“طوابير اﻷزمات”… وسياسة “سيادتك مطنش كأنك مفيش”

فراس العبيد – رسالة بوست

لا تزال “الطوابير” على أبواب الأفران والمؤسسة السورية للتجارة التابعة للنظام، تسجل مشاهد يومية متكررة، في ظل انتشار فايروس “كورونا”، وعلى عين “بشار اﻷسد”، الذي ينطبق عليه وصف الشاعر المصري الراحل، أحمد فؤاد نجم؛ “سيادتك مطنش كأنك مفيش”.
والراجح أن العقلية اﻷمنية لنظام اﻷسد، تركت باب اﻻنتقاد مفتوحًا، لكن ليس على مصراعيه، بل ضمن هوامش محددة، ترمي في نهاية المطاف إلى “إشعار الشارع” على اﻷقل من الناحية “النفسية” بـ”اليأس”، ودفعه باتجاه حصر اهتماماته بـ”معيشته”، وكأنه “ضمن حظيرة”، والمعذرة من التعبير.
والملفت أنّ تصريحات مسؤولي النظام، ومحلليه ومرقعيه، المتناقضة لا تزال هي اﻷخرى تعيش حالة “إنكار”، غالب الظن أنها “متعمدة” وفق تعليمات أمنية كما هي العادة، فلا قرار يخرج أو كلمة إﻻ خلفها “رقيب” وبمباركة “مخابراتية”.
والمتتبع للإعلام الموالي؛ بشكلٍ يومي، ترتسم لديه صورة واضحة للهدف المطلوب؛ فاﻷخبار السياسية، واﻻنتصارات العسكرية، توقفت، أمام “طوابير اﻷزمات”، والعلاج؛ بتوجيه الرأي العام نحو “المؤامرة والعقوبات”، وحرفه عن “مسار العملية العسكرية والسياسية” واﻷهم “بيع الدولة” لكل من “الروس واﻹيرانيين”، بصفقات “لسداد فاتورة حرب بقاء اﻷسد”.
وفي أحدث تصريحات مرقعي السلطة، قال مدير السورية للتجارة؛ “إنّ الزحام طبيعي سببه ثقة المواطن بنا”. بحسب صحيفة “تشرين” الرسمية الموالية.
وعلّق موالون؛ “المواطن واثق إنو الكورونا ما حيقرب على الناس بالزحام على صالات السورية للتجارة، وﻻ على محطات البنزين والخبز أو حتى المدارس”.
وبالمحصلة؛ “المواطن” الذي “أفلسه اﻷسد”، ليس لديه خيار إلا “الطوابير” ليحصل على “كيلو غرام واحد” من الـ”رز المدعوم”، و”المحروقات المدعومة”.
وما يؤكد أن النظام يتعمد “نهج إذلال الشارع”، آلاف اﻻنتقادات عبر مواقع التواصل اﻻجتماعي، والكريكاتيرات من الموالين، التي تبثها صحف النظام، بهدف “امتصاص غضب” الناس، وتركهم في “فضاء اﻹنترنت” كبديلٍ عن “النزول إلى الشارع” كما حدث في 2011، فهل تفلح هذه السياسة؟
اﻹجابة ببساطة؛ “لا”، لكن ستدوم طويلاً، فالشارع تعلم الدرس، من “العصا”، ويحتاج “صعقة أكبر” و”دافع جديد” ربما ترتبه اﻷقدار اﻹلهية.

كريكاتير يمثل الوضع بمناطق النظام منقول من اﻹعلام الموالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى