مقالات

الاتجاه المعاكس لثورة كمال اللبواني

م. هشام نجار

المنسق العام للهيئة السورية للإعمار
عرض مقالات الكاتب

ليس لي شغف بالاستماع إلى أفكار كمال اللبواني فلقد سبرت  هذه الأفكار بعمق منذ أن عرَّف بنفسه على شاشات التلفزيون ،  فقد كشفت أفكاره  تفوقها حتى على أفكار أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلا أن ظهوره على برنامج الاتجاه المعاكس يوم الثلاثاء الماضي  عزز انتماءه الصهيوني بشكل أكثر وضوحاً وجرأة ، ولعل اعتراف ابن زايد بالكيان الصهيوني  بعد زواج سري دام سنين  أعطته جرأة في الخيانة،  فبدأ بالتعبير عنها علناً.

 لم يعد مستغربًا كل ما يصدر عن كمال اللبواني،  فالرجل زار تل أبيب أكثر من مرة علناً وبدعوات رسمية ، وشارك في مؤتمر الأمن القومي في هرتسيليا، ناهيك عن المرات التي ربما لا نعرفها، فماذا نتوقع منه ؟

إن ارتماء اللبواني في أحضان تل أبيب  يجعلنا ننأى عن الطبيعة المشبوهة  لمعارضة هذا الرجل  للنظام السوري ، فمهما كانت عذاباتنا من عصابة النظام، وانشغالنا بثورتنا ، إلا أننا لا نسمح

  لأنفسنا بتبرير يهودية فلسطين، ولا نسمح لأنفسنا بالطعن بمواقف الشرفاء الفلسطينيين من قضيتهم ، لقد أظهر اللبواني الكيان المحتل بمظهر الضحية، ليتفوق في صهيونيته على المحتل نفسه.

لقد اعتبر كمال اللبواني الغزاة لاجئين آمنين، وحمّل المقاومة وزر كل ما جرى، وأعفى الاحتلال من أي مسؤولية، ورحب بعضوية “إسرائيل” في الجامعة العربية، مع ضخه لكم هائل من تزوير وتحريف للتاريخ بينما العصابات المسلحة الصهيونية بنظره أمثال:

 هاشومير، وشتيرن،  والبالماخ، والهاجاناه، والأرجون التي كانت تنصب المذابح للشعب  الفلسطيني الآمن  هم حمامات السلام الصهيونية، وأذكر بعض مذابح حمامات السلام هذه : مذبحة بلدة الشيخ 31/12/1947ومذبحة  دير ياسين 10/4/1948 ومذبحة كفر قاسم بالعام نفسه، ومذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948ومذبحة الطنطورة 22/8/1948

ثم يتحفنا (سيادته) بمسؤولية المقاومة عمّا آل إليه وضع المطبعين المتلهفين للتطبيع .

إن ما  تفوه به اللبواني في حلقة الاتجاه المعاكس  أمر غير مسبوق من ناحية وضاعة الطرح، وحقارة الفكر، وجهل التاريخ، والتملق بالكيان الصهيوني!

إن هيستريا  التطبيع لديه تتفوق على هيستريا المطبعين  أنفسهم في محاولة شيطنة كل ما يتعلق بقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين مع تجميل لصورة المحتل (المسكين المضطهد المظلوم والمعتدى عليه) بحسب وصفه.

لقد كان اللبواني مثالاً صارخاً على المدى الذي يمكن أن يذهب إليه هؤلاء في لهاثهم لكسب رضا مشغليهم، وسقوطهم نحو الحضيض.

فلقد  كانت الحلقة فاضحة، وكاشفة لأبعد الحدود لقطيع المطبعين من الصهاينة العرب .

لقد أثبت لنا اللبواني أن عملاء العرب هم أخطر علينا من العدو الخارجي الواضح. .

فهم المتلونون بحسب الظروف .

وهم  من يطعنون في الظهر خلسة وبجبن .

إننا كعرب سوريين نفتخر بوطنيتنا، وكفاحنا ضد أجرم نظام بالتاريخ،  وضحينا بخيرة شبابنا لنيل حريتنا، واستقلالنا ، ولكن لا يمكن  بأي حال من الأحوال القبول بكمال  اللبواني ليكون جزءاً من ثورتنا، وهو يبرر إجرام مغتصب صهيوني بينما يحاول أن يظهر نقيضه في سوريا.

إن مثل كمال اللبواني كمثل من يقوم بتسديد السهام تجاهنا،  ولكن من أقواس الصهاينة، وإن  طريق الكيان الصهيوني هو أقرب  طريق لمفهوم

 ( ثورته)  الممزوجة مع مغتصب آخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى