مقالات

الاتفاق الكردي الكردي..

مروان الأطرش

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

المرجعية الكردية التي اتفق عليها بين المجلس الوطني و جماعة pyd
تثبت مرة أخرى التوجه نحو تقاسم السلطة في المنطقة الشرقية بينهما، وذلك من خلال :
-تقاسم الإدارة المدنية والاقتصادية، وإن أجل تحديده و لم يتم التوافق الكامل حوله.
-تقاسم السلطة العسكرية المسلحة ، وذلك عبر عودة ٧٠٠٠ بيشمركة ترافق عمليًا قوات قنديل الحالية.
أما الحديث عن فصل pyd عن العمال الكردستاني فهي رسالة إلى تركيا لا أكثر؛ لأنها لا تنفي استمرار التواجد العسكري ل pyd، بل تضيف له قوات بيشمركة .
-رفضنا ونرفض عسكرة المسألة السورية التي أدت إلى فشل الثورة، بينما تركز المرجعية الحالية على زيادته مشاركة مع pyd.
كان انتقاد فرض برامج التعليم من قبل فؤاد عليكو لا يتعدى عمليًا كون هذه المؤسسات التعليمية غير معترف بها، مما يضر بمستقبل التلاميذ، وليس رفضها أصلًا كونها فرض دكتاتوري عنصري للثقافة والتعليم.
-الأكثرية العربية مهمشة، ومؤجل دورها حتى التوافق الدولي حول المسألة السورية، وإن أشير إليه فلن يتعدى ما نراه اليوم بدور التجنيد العربي في قسد ومسد ، مستخدمين كطبقة العاملة، ومستبعدين عن مراكز القرار،
و تحديد مصيرهم.
بينما تتمركز الإدارة و القوات المسلحة، والاقتصاد، والنفط بأيدي pydاليوم والمرجعية المشتركة غدًا.
إن تصريحات المجلس الوطني عن ضرورة الحل عربيًا كرديًا يتناقض مع التواجد العسكري لقوات قسد، و البيشمركة التي ستكون سندًا مسلحًا كرديًا، وليس سوريًا. إ ضافة إلى التحكم بالقرار العسكري، والسياسي والاقتصادي، وآخرها اتفاقهم مع شركات أمريكية في نفط المنطقة.
مواقف كهذه، رغم تبريرات المجلس الوطني، التي أجلت دور الإدارة، والتعليم ، لا تتعدى كسب الوقت لتمتين وجودها على الأرض بقوة السلاح، والإدارة و بالتالي فرض الأمر الواقع بقوة مرجعية مشتركة مسلحة.
كنا، وما زلنا نعمل على رفض عسكرة الثورة، وهم يثبتونها.
مما سيجد مبررًا؛ لإنشاء حركات مسلحة عربية لأبناء المنطقة تدعمها دول أخرى في المنطقة، ستؤدي الى صراعات مستقبلية مستمرة.
المستفيد الأول منها هي الدول الداعمة لا العرب والكرد.
التاريخ يُعلّم من يريد أن يتعلم.
يمثل الدور الروسي المسكوت عنه أمريكيًا ازدواجية، كانت، وما زالت أسسها واضحة ، أي دعم النظام، يهدف إلى توافق كردي معه، اتفاق موجود أصلًا بين pyd والنظام منذ انطلاق الثورة .
يتم عبره خلط أوراق المعارضة السورية وتشكيلاتها في مباحثات جنيف القادمة.
أي جنيف جديدة مختلفة تعطي للتوافق الكردي الكردي، و ممثليه دورًا قويًا ، بدلًا عن توافقات جنيف و ٢٢٥٤ المبنية على انتقال السلطة ووحدة الوطن.
التدخل الروسي مزدوج الهدف ، فهو إضافة إلى دور مهم لقسد، والمجلس الوطني في المباحثات القادمة، اتضحت بدايته في اتفاق منصة موسكو مع قسد ، هو أيضًا رسالة للمكون العربي بأن من سيحميهم في أسوأ الأحوال، من هيمنة الأمر الواقع الكردي الكردي الذي نراه ، هو العودة لأحضان النظام الحامي لهم درءًا لفقدانهم أرضهم ودورهم. فقدانًا واضحًا عبر الهيمنة الكردية الحالية والقادمة. نظرًا لعجز المعارضات المختلفة، والفشل الذي وصلنا إليه .
فشل خطط له منذ البداية عبر عسكرة تمزق المجتمع أوصل إلى حالة لا بديل سوريًا ودوليًا للنظام، وها هم يزيدون عسكرتها في عودة ٧٠٠٠ بيشمركة شريكًا عسكريًا .
عرب الجزيرة اليوم بين خيارين أحلاهما مر.
إما الاستسلام تحت ضرورات الأمر الواقع الكردي الكردي بقوة السلاح، والدعم الأجنبي، أو الأمل بدعم روسي أو تركي. هو في نهايته عودة للنظام عبر تواجد وتدخل روسيا في مناطق تواجده المتفق عليها أصلًا مع pyd في القامشلي والحسكة ، أشبه ما يكون باتفاقات الجنوب و الفرقة الخامسة، وبالتالي نسيان الثورة، وتضحياتها، والوطن المنشود.
( منطق) يجد أصداء لدى البعض في الجزيرة، و الوطن عامة .- أي التعامل مع الواقع، و أخذ ما يمكن أخذه…خذ وطالب… كي لا تفقد كل شيء.
أي استمرار النظام من جهة ، و تمزيق الوطن عبر إدارات مختلفة.
كما أن هذا سيفتح الباب على مصراعيه لتشكيلات عربية مسلحة مدعومة من دول أخرى. تحفظ وتقوي عبرهم مصالحها.
هذا الاتفاق ( المرجعية الكردية المشتركة) تهميش للعرب، و دورهم وحقوقهم. علمًا بأنهم الأكثرية في المنطقة .
كما لابد لنا من الانتباه إلى الحالة المأساوية التي يعيشها شعبنا هناك ، حالة تجعل الناس يخدمون في هذا الجانب، أو ذاك بحثًا عن لقمة العيش.
غياب الدور العربي هو المشكلة وعودته، وجمعه هو المطلب.
عبر رفض هذه الترتيبات، و جمع كل الجهود لمواجهتها.
انطلاقًا من دولة المواطنة التي تحفظ بالتساوي حقوق كل مكونات الوطن.
دولة تحمي كل المكونات لا دولة مكونات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى