مقالات

من لورانس العرب إلى كلوب باشا العرب إلى دايتون العرب إلى كوشنر العرب ،المؤامرة واحدة!

م. هشام نجار

المنسق العام للهيئة السورية للإعمار
عرض مقالات الكاتب

لنبدأ بالسيد لورانس رجل المخابرات البريطاني الشهير، والذي قاد عرب الجزيرة في الحرب العالمية الأولى ضد الخلافة العثمانية… فلقد استخفّ هذا الرجل الإنجليزي المجهول الأب بعقول العرب مرات عدة، فسماه العرب، والمخططون له بلورانس العرب وأضفوا عليه لقب باشا تكريماً له، واعتبروه واحداً منهم حيث أكل طعامهم… ولبس لباسهم… ونام في خيامهم…وأكثر من ذلك أهدوه قصراً في قمة الأناقة، والفخامة في ميناء ينبع على البحر الأحمر لكي يرتاح فيه.
قاد النكبة العربية الكبرى للقضاء على الدولة العثمانية لإقامة دولة الخلافة العربية، وفرح العرب ، وقاموا بالدور الرئيس في هدم الخلافة الإسلامية العثمانية، وإلى الآن، وبعد مرور أكثر من مئة عام على تسلمه قيادة العرب فأين هي الخلافة العربية ؟ وأين هي الأمة العربية؟ بل أين هي الوحدة العربية؟
لقد استخف لورانس العرب بالعرب عندما لبس العقال العربي، والغترة العربية، والعباءة العربية وشرب معهم القهوة العربية ورقص معهم رقصة سيوف النشامى، وقاد خداعاً معارك في مجلس العموم البريطاني على مرأى من العرب لتمسكه بالزي العربي ففرح العرب البسطاء بهذه التمثيلية الكاذبة، وبهذا الإنجليزي المتنكر بزي العرب واعتبروه حامي العروبة وقائداً لثورتهم.
لقد استخف لورانس العرب بالعرب عندما قادهم لتفجير خط الحديدي الحجازي الذي شيده السلطان عبد الحميد الثاني لحماية بلادنا من السيطرة الإنجليزية. فسقط العرب كالتفاحة الناضجة بين أنياب الإنجليز، والفرنسيين ، بينما كان وعد بلفور يتم تنفيذه على أرض فلسطين، والخيول العربية ما زالت منهكة وراء لورنس يمتطيها رجال أطلقوا على أنفسهم شرفاء العرب, وما إن تمكن التلموديون بمساعدة لورانس وعملاء العرب من السيطرة على معظم فلسطين وما إن انتهت مهمة لورانس حتى سلموا قيادة الجيش العربي الأردني إلى البريطاني الجنرال جلوب باشا فأضاف الإنجليز إلى غدرهم غدراً جديداً فكبلوا الجيش الأردني، وكذلك فعلوا بالجيش العراقي، فكان غدراً ًمركباً ساهم في تثبيت التلموديين على أرض فلسطين.
ثم دارت الأيام … واختبرت إسرائيل تصميم المقاومة الوطنية على قدرتها من هز كيانها ، فكان لا بد لها من باشا جديد، فكان الباشا الجديد هو دايتون العرب مرتبطاً بمحمود عباس ، فرجعنا من جديد إلى نظام العمالة الثنائي. (لورانس – الشريف حسين), (جلوب باشا – الملك عبد الله ابن الشريف حسين), (دايتون باشا – محمود عباس).
فأوكل الى دايتون العرب مهمة تدريب القوات التابعة لعباس في الأراضي الأردنية من أجل بسط السيطرة على الضفة الغربية، ولكن ما أوضحه تقرير قام به أحد الصحفيين الإسرائيليين الذي رافق تدريبات هذه القوات هو أن هذه القوات مدربة تدريباً عالياً ، ومحظور عليها إطلاق النار على جيش الدفاع الإسرائيلي تحت أي ظرف من الظروف حتى، ولو دخلوا إلى أي منطقة من مناطق السلطة الفلسطينية، وكانت مهمتها تنحصر بتصفية العناصر التي رفضت نظام دايتون- عباس الممثلة بحكومة رام الله.
ولما انتهت مهمة دايتون العرب ولدت مهمة جديدة أوكل أمرها إلى (كوشنر العرب ) صهر الرئيس ترامب، وسميت صفقة القرن، وهي آخر حلقة من حلقات تصفية القضية الفلسطينية ، فتهافتت الإمارات، والبحرين في سباق محموم لتنفيذ مطالب كوشنر، وتم توقيع الاتفاق خلال أيام ، بينما صمتت جامعة الحكام العرب عن هذه المؤامرة على فلسطين وشعبها .

أعزائي القراء…
المؤامرة مازالت مستمرة في سوريا ينفذها عميل آخر، ولكنه تفوق على كل العملاء العرب ، فأدخل إلى سوريا
“بوتين العرب وخامنئي العرب وترامب العرب ” ليدمروا الشعب العربي السوري الذي يقف وحيدًا ًاليوم لإيقاف المؤامرة التي يجتمع على تنفيذها دول وعصابات .
وهي معركة ليست كسابقاتها
إنها معركة الحرية، واسترجاع كرامة كل العرب المهدورة منذ أكثر من مئة عام .
فهل استوعب العرب الدرس ووقفوا مع الشعب السوري لتحقيق الانتصار ؟
أم هم بانتظار لورانس جديد ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى