مقالات

قريبا كورونا المعدلة في متناول الجميع

الدكتور عزت السيد أحمد

كاتب ومفكر سوري
عرض مقالات الكاتب

لماذا استمرار الكلام في الكورونا؟

بل لماذا الكلام في الكورونا أصلاً؟

اجتاحت البشريَّةَ أوبئةٌ سابقةٌ بعضها أكثر خطورة من الكورونا كما تقول التقارير العلمية، من قبيل جنون البقر، وانفلونزة الخنازير، وانفلونزا الطيور، والسارز ولم يخطر في بالي ولا بال الكثيرين تتبع هٰذه الأوبئة ولا الكتابة عنها، ولٰكنَّنا منذ بدايات هٰذا الوباء المسمى بالكورونا وجدنا أنفسنا مرغمين عَلىٰ التتبع والتحليل والتنظير في هٰذا الوباء لأَنَّهُ كل ما يحيط به مريب ومثير للشكوك…

هٰذه هي الحقيقة الأساسية والأولىٰ والأكثر أهمية وهي أنَّ كل ما يحيط بالكورونا يثير الشكوك وهٰذا الأمر منذ البدايات وليس مستحدثاً: ولدت ولادة مشبوهة، وانتشرت بالشُّبهات والشُّكوك، واستمرَّت وسط كومة من الشُّكوك والتَّساؤلات المريبة عن حقيقتها وطبيعتها ونتائجها.

كانت لي وقفة مطولة مع هٰذه الشكوك والتساؤلات المريبة في أواسط نيسان من هٰذا العام، وكانت هٰذه التَّساؤلات والشُّكوك توحي منذ ذٰلك الوقت باستمرار الكورونا بوصفها مصيبة سيكون منها ما سيكون من مصائب، وبالفعل منذ ذٰلك الحين كثرت الأمور المريبة المحيطة بالكورونا وازدادت التَّساؤلات وكثرت الشَّواهد التي أجابت عن تساؤلاتنا ولٰكنَّهَا في الوقت ذاته فتحت أبواب الارتياب والشُّكوك عَلىٰ مصراعيها أكثر بكثير مما كان من قبل.

مشهد واحد نقتطعه الآن في هٰذا المقال هو مشهد موجة الكورونا الجديدة الذي وحده يكفي وحده للقطع بأنَّ الكورونا لعبة وراءها ما وراءها من مافيات معينة، تهدف إِلىٰ أغراض معينة هي ما ستكون لنا معها وقفة موسعة في ختام النظر في موجة التَّساؤلات والشُّكوك الجديدة التي فرضت ذاتها تحت بند موجة الكورونا الجديدة والتَّأسيس لها.

أوَّل من تنبأ بموجة الكورونا الجديدة هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لاحظ معي بداية أني قلت إِنَّهُ تنبأ، وأدقق عَلىٰ هٰذا التعبير وانظر الآن لماذا.

يوم الأربعاء الحادي عشر من آذار/ مارس الماضي وجه الرئيس الفرنسي ماكرون كلمة إِلىٰ الشعب الفرنسي قال فيها بالحرف: «مازلنا في مرحلة البداية من وباء ​كورونا​ الذي يتفشى بوتيرة سريعة، ويجب أن نتوقع موجة جديدة من انتشار الفيروس في ​فرنسا».

حَتَّىٰ نفهم هٰذا التَّصريح يجب أن ننتبه إِلىٰ ما فيه ووقته، وهٰذا الكلام تداولته مختلف وسائل الإعلام العالمية، وليس سرًّا. وكان في بدايات انتشار الوباء في فرنسا، ففي هٰذا التَّصريح أعلن أنَّ «كلَّ ​المدارس والثانويات و​الجامعات ستغلق أبوابها ابتداء من الاثنين المقبل».

لننظر الآن في تصريح ماكرون. ينقسم التَّصريح إِلىٰ قسمين القسم الأول لا يخلو من إشارات الاستفهام بحال من الأحوال وهو قوله: «مازلنا في مرحلة البداية من وباء ​كورونا​ الذي يتفشَّىٰ بوتيرة سريعة». يجب أن تدقق جيداً في المفردات والجملة. كلامه يدل عَلىٰ حتميَّة انتشار الوباء وهٰذا ما يتنافى مع السياسات النفسية التي تمارسها الأنظمة في مواجهة الأوبئة والكوارث. إذ تقوم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة وفي الوقت نفسه تقوم عَلىٰ تقوية المناعة النفسية لدى المواطنين في مواجهة  الوباء أَو الكارثة حَتَّىٰ لا يكونوا لقمة سائغة أمام الوباء أو الكارثة أو الشَّائعات، بَيْنَما ماكرون يبدأ خطابه بقصف قدرات الشَّعب عَلىٰ الصُّمود أمام الوباء. ومع ذٰلك لنعتبر هٰذا القسم من التَّصريح خالياً مما يثير الشَّك والريبة. ولننظر في القسم الثاني.

في القسم الثاني قال وبالحرف: «يجب أن نتوقع موجة جديدة من انتشار الفيروس في ​فرنسا». ماكرون هنا يضعنا أمام حتمية موجة جديدة، ويتكلم عنها وكأنه يقرأ المستقبل وكأنه يراه. إن عبارته واضحة ومقصودة، وكلام الرؤساء عادة لا يكون ارتجالاً، ويكون محسوباً بدقة، ونادراً ما وجدنا رئيساً يلقي الكلام جزافاً، فلماذا قال: «يجب أن نتوقع موجة جديدة» ولم يقل واحداً مئات الاحتمالات التي توحي بمخاوف من موجة جديدة، بتوقع موجة جديدة إذا لم تلتزم الناس بالإجراءات… وغير ذٰلك كثير. هو لم يحذر، ولم يتخوَّف، هو يوجب توقع الموجة الجديدة عَلىٰ أساس أَنَّهَا قادمة ولا محالة، وكأنه أمام قرار تم اتخاذه.

فمن أين هٰذه الوثوقيَّة وعَلىٰ أيِّ أساسٍ تمَّ إنشاؤها وبناؤها؟

المشكلة أنَّ ما كرون لم يتوقف عن تكرار وجوبيَّة حدوث موجة كورونا جديدة، فمنذ ذٰلك الحين كرر يقين أو ما يشبه يقين قدوم موجة كورونا جديدة. منها يوم الثلاثاء الخامس من أيار/ مايو الماضي أي 2020م إذ قال ماكرون في خطابه إِلىٰ الشَّعب الفرنسي قائلاً: «إنَّ الفرنسيين سيضطرون لقضاء العطلة الصيفيَّة في المنزل حيث قد يتم تقييد الرحلات الدولية والسفر داخل أوروبا للحد من مخاطر حدوث موجة جديدة من جائحة فيروس كورونا الجديد».

وما إن أطلق ماكرون يقينه من حدوث موجة كورونا جديدة حَتَّىٰ تتالت التصريحات التي تتحدث عن وجود موجة جديدة، منهم الرئيس الأمريكي ترامب الذي لحقه بعد شهر بالقول بوجود موجة كورونا جديد، وفي أثناء زيارته لمصنع فورد في ولاية ميتشغان يوم الخميس 21 أيار/ مايو 2020م قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «إِنَّهُ حال ظهور موجة جديدة من فيروس كورونا، لن تغلق إدارته الاقتصاد كما حدث في الموجة الأولى». وأضاف قائلاً: «إنَّهُم تعلموا الكثير من الموجة الحالية للفيروس، وإَنَّهُم عَلىٰ كامل الاستعداد لأية موجات مستقبلية منه».

وَكَذٰلكَ لحقت بهما بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وسائر الدول الأوروبية تقريبا في القول بوجود موجة كورونا جديدة… كان ذٰلك عَلىٰ فترات متباعدة بداية ولٰكنَّهَا بعد تصريح ترامب السابق تتالت هٰذه الصريحات عَلىٰ نحو متكاثر.

العجيب الطريف المريب في الأمر أنَّ منظمة الصحة العالمية التي وقفت عَلىٰ تفاصيل الكورونا منذ بداياتها وكانت أول من حذر من انتشار الوباء ولم يأخذ أحد كلامها عَلىٰ محمل الجد حَتَّىٰ انتشر ا لوباء في أوروبا وأمريكا، وكأنَّ ثَمَّةَ لعبة مقصودة في إنكار تحذيرات منظمة الصحة العالمية لتبرير انتشار الوباء بعدم اتخاذ التدابير اللازمة قبل انتشار الوباء. المهم في الأمر أنَّ منظمة الصحة العالمية هٰذه تكاد تكون آخر من ركب موجة التحذير من موجة الكورونا الجديدة. فأول تحذير لها كان في 26/ 6/ 2020م إذ حذرت من موجة ثانية من الكورونا في أوروبا. تحديداً في أوروبا وليس أي مكان آخر. حذرت من أنَّ الموجة قادمة وليس من احتمال قدوم موجة ثانية. وثوقية ويقين بأن الموجة الثانية قادمة.

وتابعت منظمة الصحة العالمية في تصعيد التحذيرات من الموجة الثانية وانتقل الأمر إِلىٰ تغيير المفاهيم الأساسية الأولى عن طبيعة فيروس الكورونا، ففي حين أن الشَّباب والأطفال وفق كل التقارير السابقة لا يتعرَّضون لأذىٰ فيروس الكورونا ومخاطره بات الشَّباب في التَّصريحات الجديدة بؤرة الموجة الجديدة من الكورونا، ففي 31/ 7/ 2020م حذرت منظَّمة الصِّحة العالميَّة من أنَّ الشَّباب باستهتارهم هم مصدر الموجة الجديدة من فيروس الكورونا. وفي إطارات حملة التَّصريحات ذاتها بات الصَّيف أيضاً بوابة للموجة الجديدة من الكورونا عَلىٰ الرَّغْمِ من أنَّ التقارير السابقة كلها تقول بأنَّ الصيف سيقضي عَلىٰ الكورونا، وأن الكورونا لا يعمل في الصيف…

بل حَتَّىٰ خبراء الصحة بمن فيهم من في إدارة ترامب قالوا عَلىٰ هٰذا الأساس «إِنَّهُ من المرجح أن يستمر الفيروس في الانتشار خلال الخريف والشتاء، وقد يصبح من الصعب مكافحته بمجرد بدء موسم الإنفلونزا». فلا ندري لماذا استثنوا الصيف والكلام كان في منتصف الأسبوع الثالث من أيار/ مايو 2020م أي قبل الصَّيف، هل كان الاستثناء عَلىٰ أساس تخامد انتشار الكورونا، أم الاستثناء عَلىٰ أساس الاستمرار في الصَّيف ضمناً، أم أنَّ استثناء الصَّيف انسجاماً مع بدء الموجة الجديد بعد انتهاء الصَّيف.

لنكن موضوعيين، منطقيين. هٰكَذا سيقول هواة الاعتراض. لماذا لا يكون هٰذا التحذير من باب الحرص عَلىٰ المواطنين وخوفاً عليهم؟ لماذا لا نفكر بهذه الطَّريقة؟

الصَّواب هو أن نفكر بهذه الطَّريقة. وأنا مع ذٰلك تماماً. ولٰكنَّ الوقائع والتَّصريحات لا تنسجم مع ذٰلك بحال من الأحوال. أنا أتحدث فقط عن هٰذا اليقين بوجود موجة ثانية ولا أتحدث عن الملابسات الأُخرىٰ والشُّكوك الكثيرة، سأفترض أنَّ كله غير موجود. لأننا إذا أخذنا المعطيات الأُخرىٰ بعين الاعتبار سنقطع من دون أي نقاش بوجود مؤامرة عَلىٰ أعَلىٰ المستويات وحَتَّىٰ رؤساء الدول أصغر منها كما ختمت مقالي عن الشكوك في الكورونا في مطلع نيسان/ أبريل الماضي.

لنعد قليلاً إِلىٰ الوراء. عَلىٰ مدار العشرين سنة الماضية حثت عدة أوبئة مماثلة في المبدأ والخطورة لأنفلونزا الكورونا، نعم انفلونزة الكورونا. هي السارز وأنفلونزا، وانفلونزا الطيور، وانفلونزة الخنازير، وحَتَّىٰ انفلونزا جنون البقر… لنبق في هٰذا التاريخ ولا نغرق في الزمن أكثر من هٰذه العشرين سنة بل أقل من عشرين سنة، إِلىٰ درجة أن رؤساء في كثير من دول العالم عاصروا هٰذه الانفلونزات كلها وهم رؤساء. ومن يتذكر كيف كان يتم تصوير خطورة تلك الانفلونزات السابقة ويقارنها مع الكورونا يجد العجب في عدم اهتمام رؤساء العالم في تلك الأحيان بهذه الأوبئة مثل اهتمامهم بها اليوم. ومع تعذر وجود علاج لأيٍّ من تلك الفيروسات وحَتَّىٰ الآن… فلم يخرج رئيس ليقول بوجوب توقع موجة جديدة. الرؤساء شخصيًّا دخلوا عَلىٰ هٰذا الخط.

أمر مثير للريبة. قلت أساساً واجب الرئيس أن يخفف الروع ويطمئن الشعب ولا يثير الذعر والقلق بَيْنَ المواطنين، لا أن يفعل العكس فلماذا هٰذا السلوك المريب في إجبار الناس عَلىٰ ترقب موجة جديدة؟!

قبل أن أجيب، أجيب عَلىٰ اعتراض آخر قد يثيره هواة الاعتراض، وهو لماذا لا نفترض أنَّ هٰؤلاء الرؤساء يتلقون تقارير طبية من العلماء تفرض عليهم أن يقوموا بذلك؟!

اعتراض سطحي وساذج، لأنَّ هٰذا وقبل أي توضيح يفترض أنَّ الرؤساء السابقين، ومنهم ما زال نفسه تقريباً، لم يكونوا يستطيعون الحصول عَلىٰ تقارير الأطباء والعلماء، أو لا يفكرون في الحصول عليها، أو لا تصلهم… محض هراء.

وسيزداد الهراء شدَّة وحدًّة عندما تعلم أنَّ كل البيانات الخاصة بالكورونا بيانات سياسية من سياسيين ولم نسمع أي بيانات أو تصريحات من الأطباء والعلماء تنسجم معها، بل العجيب أنَّ الأطباء والعلماء الذين أدلوا بتصريحاتهم أدلوا غالباً عبر حساباتهم في الفيس بوك أو التويتر أو اليوتيوب وكلها تقريبا تفرض كل تصريحات السياسيين وسياساتهم في مواجهة الكورونا والتهويل بها. وهٰذا أمر سأعود إليه في وقفة مستقلة إن شاء الله تَعَالىٰ. ثَمَّةَ تناقضات كثيرة وكبيرة وخطيرة بَيْنَ تصريحات السياسيين وسياسات الدول تجاه الكورونا وبَيْنَ تصريحات الأطباء والعلماء حولها… التباين والتناقضات تثير الرعب في حقيقة الأمر. وكأن الأمر فعلاً لعبة سياسية تدار للوصول إِلىٰ أهداف معينة، سيكون لنا معها وقفة خاصة إن شاء الله تَعَالىٰ.

أنا لا أنفي وجود الكورونا، ولا أنفي خطورة المرض، ولا أنفي انتقاله بالعدوىٰ… لا أنفي أيًّا من خصائص الكورونا التي قالوا عنها وآليات تأثيرها وانتقالها… تلكم مسألة أُخرىٰ.

إذن أين الحقيقة وماذا يدور في شأن الموجة الجديدة؟

نحن أما أكثر من حقيقة لا بُدَّ من عرضها وتبيانها.

بدأت التحذيرات من الموجة الكورونوية الجديدة عندما كان الوباء محصوراً في أوروبا وأمريكا إِلىٰ حدٍّ كبير وعدد قليل من الدول، وتصاعد التحذير من الموجة الجديدة عن كان العالم كله مغلقاً، وخاصة الدول التي فيها حالات مرضية بالكورونا. أكثر دول العالم كانت مغلقة إغلاقاً تامًّا بما فيها الدول التي فيها حالات معدودة عَلىٰ الأصابع، بل حَتَّىٰ دول ليس فيها أي حالة. بما يعني ذٰلك منطقيًّا أن الوباء قد تمت محاصرته ولن يستطيع الوباء الإفلات أبداً ولا الانتشار قيد أنملة، وكيف ذٰلك إذا كان العالم كله مغلقاً؟!

الصين التي بدأ فيها الوباء بانتشار هائل قبل أن يذهب إِلىٰ أي مكان في العالم تمت القضاء عليه بالحظر والإغلاق، فلماذا نجح الحظر والإغلاق في الصين ولم أو لن ينجح في سائر دول العالم؟!

التَّساؤل المريب هنا أيضاً في إطار الموضوع ذاته أَنَّهُ في ظلِّ الحظر والحجر ومنع الناس من الخروج من البيوت في أوروبا وأمريكا كان الانتشار الوباء جنونيًّا!!!

فكيف يمكن تفسير ذٰلك؟!

التفسير في مقال مستقل قريب، وفيه من العجائب ما تشيب له الولدان حقًّا. ويقطع ذٰلك بأنَّ مؤامرة كبرى تحاك للبشرية أو لفئات من البشرية أو شعوب بعينها، وهٰذا ما ألقي عليه الآن ضوءاً صغيراً.

في ظل ترقب العالم انتهاء هٰذا الوباء بعد الحظر الذي أغلق العالم كله وحبس مليارات البشر في بيوتها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول العالم الأُخرىٰ في آسيا وإفريقيا… بعد ذٰلك كيف يمكن أن ينتقل الوباء؟! منطق يفرض ذاته؟! إذا كانت البشرية المصابة كلها محاصرة مغلقة لا اختلاط ولا حركة فكيف يتحرك الوباء؟؟ إذن لا بُدَّ من أَنَّهُ سينتهي قريباً كما انتهى في بلد المنشأ.

في ظل هٰذه الأجواء كانت تتصاعد تأكيد وجود موجة ثانية من الوباء. وكانت هٰذه التأكيدات ذات ثلاثة مناحٍ:

أولها وأكثرها تقطع بأنَّ الموجة الثانية أخطر من الأولى، عَلىٰ اعتبار الفيروس سيكون معدلاً بعدما طوَّر نفسه، ولم ندر عَلىٰ أي أساس سيكون قد طوَّر أو عدل نفسه.

ثانيها لم نلمس منها وضوحاً فيما لو كانت الموجة الثانية هي الكورونا المعدلة بنسختها الجديدة المنقحة من الأخطاء، أم هي الكورونا ذاتها التي ستختفي في الصيف افتراضاً لتعود مع موسم الشتاء، لأسباب لم يشرحها أحد.

ثالثها أنَّ الموجة الثانية ستصيب البلدان الفقيرة في آسيا وإفريقيا. وكأنَّنا أمام نسخة من طبعة خاصة للنَّشر في البلدان الفقيرة. إِنَّهُ تفسير كوميدي، ولٰكنَّهُ حقيقي ومرعب.

ليس من الضروري أن تكون نسخة الدُّول الفقيرة نسخة معدَّلة، قد تكون ذاتها، ولٰكنَّهَا إذا كانت ذاتها فستكون لعبة سخيفة. ولا بُدَّ أنَّهَا ستكون طبعةً خاصَّة بالفقراء.

هل يمكن أن تكون هناك نسخة كورونا خاصة بالدول الفقيرة فعلاً؟

في مقال نيسان الذي نشرته عن الشكوك في الكورونا تساءلت لماذا ينتشر الكورونا في الدول الغنية فقط؟ والمنطق يقول إنَّ الأوبئة تنتشر بَيْنَ الفقراء أكثر. لماذا يجتاح الوباء الدول الأكثر تطوراً وتقدُّماً في مختلف مجالات العلوم وعَلىٰ رأسها الطِّبيَّة والصَّيدلانيَّة ولا ينتشر في بلاد الفقراء؟! وناقشت بعض تفسيرات في ذٰلك المقال.

ولٰكنَّ الأمر الأخطر في ذٰلك والذي يبدو جليًّا فيما لو تتبعناً حركة الكورونا يوحي لنا بما يشبه اليقين أنَّ هناك أيد خفية تقود حركة الكورونا وانتقالها من مكان إِلىٰ مكان بقرارات محددة وفقط مخططات معينة. تخيل مثلاً أنَّ بعض البلدان مثل سوريا واليمن التي لو دخلها مريض كورونا واحد لأصاب الكورونا كل المواطنين خلال أيام قليلة، ومع ذٰلك لم يظهر الكورونا حَتَّىٰ الآن في اليمن، وفي سوريا بالكاد يستطيع الكورونا التحرك… حَتَّىٰ ظهر في الأيام الأخيرة بنسخة خاصة مختلفة عن النسخة الأوروبية. إِنَّهُ أمر مريب حقًّا. وقس عَلىٰ ذٰلك باقي دول العالم الفقيرة والمتخلِّفة، التي تبشرها المنظمات العالمية بقدوم الكورونا قريباً إليها… وكأنَّهُم ينتظرون الوقت المناسب لنشر الكورونا في هٰذه البلدان. أمر عجيب مريب.

يبدو الآن من خلال هٰذه التَّحذيرات من الموجة الجديدة أن هناك طبخة تطبخ. قد أكون مخطئاً ولا أجزم، ولٰكنَّ علَّمنا التَّاريخ عدم وجود البراءة في هٰذه الدُّول التي تدير وباء الكورونا اليوم، ناهيكم عن العدد الهائل من الملابسات التي تحيط بهذا الوباء وإدارة أزمته.

ماذا يريدون من ذٰلك؟

ماذا يريدون هو لب المشكلة التي تحير الجميع، وما أكثر من قدم الإجابات المرعبة عن حقيقة ماذا يريدون. لن أجيب الآن، سأجعل للهدف من الكورونا قسماً مستقلاً يكون خلاصة المقالات كلها التي كتبتها في الموضوع من بدايته، ومستفيداً من التصريحات الخطيرة التي أدلى بها الكثيرون في الموضوع لأحاول رسم ملامح خريطة المستقبل الذي يفكرون في بنائه. يفكرون ويخططون. ولا أقول سينجحون.

بعد فترة من كتابة المقال وصلتني مقطع من ندوة تلفزيونية أمريكية عَلىٰ محطة أمريكية تناقش الموجة الجديدة من الكورونا، سأفرغ مضمونها كما هو تماماً من دون أي تغيير، ففيها أيضاً إضافات جيدة عَلىٰ موضوع الموجة الثانية من وجهة نظر عالم أو طبيب أمريكي:

ـ المذيعة: أعرف أن بعضاً مهتمون بالحديث عن الأقنعة الطبية، والحجر الصحي، وماذا سيحدث تالياً… قالوا إنَّ مليوني شخصٍ سيموتون ولٰكنَّهُم لم يموتوا. لذٰلكَ بدأت الأمور في  العودة إِلىٰ طبيعتها. هل يمكنك أن تخبرنا برؤيتك لما سيحدث تالياً؟

الطبيب: حسناً، هم يتحدثون عن الموجة الثانية. وسيكون هناك موجة ثانية، لٰكنَّهَا ليست بسبب كوفيد19. هناك ثلاثة عناصر سيحاولون استخدامها، وهم محقون. السبب في معرفتهم بوجود موجة ثانية هو أنهم يخططون لها. ثَمَّةَ ثلاثة عناصر. العنصر الأول هو عند ارتداد الشخص للكمامة فهو يتنفس ثاني أكسيد الكربون الذي سيزفره مرة أُخرىٰ، وبالتالي سيعاني من نقص الأوكسجين، مما يؤدي إِلىٰ إرهاق جسمه لأَنَّهُ يحاول امتصاص الأوكسجين من الخارج، وهٰذا يقلقني، فأنا أريد ارتداء القناع، ولٰكنَّ الأمر مروِّع. هٰذا مرهض عاطفيًّا، ولٰكنَّنا لم نصل للأمر بعد، ما زلنا نتحدث عن الإرهاق الفيزيولوجي لمحاولة التنفس بالقناع/ الكمامة.

هٰذا أول شيء، وهٰذا يتسبب في دخول الجسم إِلىٰ حالة أدرينالية، إِلىٰ حالة إرهاق واستجابة الكر والفر، مما يؤدي إِلىٰ ارتفاع حاد في مستويات الكورتيزول، وبالتالي تثبيط الجهاز المناعي وانخفاض عدد الخلايا اللمفاوية، مما يعني أن الجسم صار عرضة لأيٍّ من مسببات الأمراض، سواء أكانت بكتريا أو فيروسات أو فطريات. هٰذا جزء واحد من الأمر. بالإضافة إِلىٰ هٰذا أنت تتنفس مكونات القناع. تذكروا أن ضحايا كوفيد19 كانوا يعانون من اختناق الارتفاعات الشاهقة، هناك نقص في الأوكسجين ناتج عن تسمم الأنسجة، يحدث نتيجة تسمم الرئتين، حسب المقالات الطبية، وعندما يتنفس من هٰذا القناع المصنوع من مواد بلاستيكية مثل البروبيلين. عندما تتنفس من خلاله تقوم الرطوبة بتفكيك المكونات، وأنت تستنشق هٰذه المواد السامة… مما يؤدي لجعل نظامك المناعي أكثر عرضة للانهيار، وهٰذا من الجزء الأولي للقناع وحسب. الآن ستخرج من منزلك خائفاً لأنك لا تعرف ما إذا كنت ستصاب بالعدوى أم لا، وأنت مضطرب ماديًّا وانفعاليًّا. كانوا يمنعوننا من زيارة دوائرنا الاجتماعية، والآن من زيارة عائلاتنا، وعندما ستخرج ستصبح أكثر عرضة للإصابة بأي مرض.

هٰذا العنصر الأول، أضف إِلىٰ ذٰلك تكنولوجيا (5G) التي ينشرونها الآن، لا علاقة لها بكوفيد ولٰكن لها تأثير هائل في نظامنا المناعي… نحن نتحدث عن الهواتف الخلوية والتكنولوجيا القادمة، تكنولوجيا الجيل القادم. تردُّدات هواتفنا تتراوح من 500 حَتَّىٰ 1500 هرتز. أما التكنولوجيا الجديد عند انتشارها بالكامل فإنها ستتراوح من 30 غيغاهيرتز و300 غيغاهيرتز، لأعطيكم مثالاً: 1 غيغاهيرتز تساوي 1 مليار هيرتز، يعني أنهم يتحدثون عن 30 مليار هيرتز إِلىٰ 300 مليار هيرتز، وحجم الدراسات التي أجريت عَلىٰ الموضوع تزيد عن ألفي دراسة خضعت للفحص تظهر أنَّ 1,8 غيغاهيرتز فقط، وتذكروا أَنَّهُم سينشرونها من 30 غيغاهيرتز إِلىٰ 300 غيغاهيرتز، تظهر أنَّ 1,8 غيغاهيرتز فقط تسبب سرطان القلب من النوع النادر جدًّا، وسرطان الدماغ وسرطان الغدة الكظرية، وغيرها من التأثيرات العصبية التي تزيد بسرعة هائلة، وأنت تضع الهاتف فوق رأسك، والمشكلة ليست في الهواتف وإنما في الأبراج ذاتها…

المذيعة: دعنا نعد إِلىٰ الموضوع.

الطبيب: هٰذا الجزء الثاني، ثُمَّ الجزء الثالث، هنا يأتي دور الموجة الثانية، سيتزاحم الناس للحصول عَلىٰ اللقاح أيًّا كان نوعه، ويمكننا الحديث عن اللقاح بالتفصيل. ولٰكن عندما يتلقى الناس اللقاح هٰذا هو الخطر الحقيقي، سيتلقون اللقاح وسيموتون، سيمرضون… إذن لديك مشكلات التعرض، ومشكلة الـ (5G) التي تجعل المناعة أكثر عرضة للإصابة، ثُمَّ لديك اللقاح، مما سيتسبب في موت الكثير من الناس. وسيعتبرون أن حديثهم لنا عن الموجة الثانية كان تحذيراً. والآن عليهم جعل اللقاح إجباريًّا. وهٰذا ما يجب أن نمنعه، حَتَّىٰ يتسلح الناس بالمعرفة، ويعرفوا خطط هٰؤلاء، حَتَّىٰ تكون مصدراً للسخرية وقت تنفيذها. هٰذا نفس الشيء الذي حاولوا فعله مع أنفلونزا الخنازير قبل عشر سنوات، قال الرئيس أوباما إن عشرين بالمئة من السكان سيموتون، أي ستين مليون أمريكي سيموتون. أتعرفون لماذا لم يموتوا؟ لأَنَّهُم رفضوا تلقي لقاح أنفلونزا الخنازير. والآن إذا تلقى النَّاس اللقاح ستحصل وفيَّات جماعيَّة.

آثرت أن أعرض هٰذا المقطع من الحوار كاملاً كما هو ليس من باب الأمانة العلمية فقط بل لما يتضمنه من معطيات مهمة وخطيرة بعضها سنبني عليه في المقالات القادمة.

إلا أبرز ما يجب الانتباه إليه في جواب هٰذا الطبيب أو العالم أو حَتَّىٰ الصحفي إن لم يكن كبيباً ولا عالماً هو قوله: يتحدثون عن الموجة الثانية لأنهم يخططون لها. وقوله: يريدون إبار الناس عَلىٰ تلقي اللقاح، وحديثه عن الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات. وما تخلل ذٰلك من إيضاحات.

والسؤال الذي يفرض ذاته: لماذا يفعلون ذٰلك؟ وماذا يريدون؟ وماذا يخططون؟

هٰذا ما سيكون موضوع المقال الختامي لسلسلة المقالات التَّأسيسيَّة لبناء تصوُّر متكامل عن حقيقة أهدافهم ومشاريعهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى