دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (44)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الجزء الثاني: الدولة الأموية في الأندلس

الدولة العلوية بالأندلس على هامش الدولة الأموية

6- إِدْرِيس العالي بن يحيى المعتلي بن علي الناصر بن حمود

مات سنة 446هـ
بويع له بالخلافة بعد أبيه يحيى المعتلي سنة 434
ثم خلعه محمد المهدي بن إدريس المتأيد واعتقله سنة 438
ثم عاد للخلافة مرة أخرى بعد موت السامي إدريس بن يحيى بن إدريس المتأيد
اسمه ونسبه
هُوَ إِدْرِيس بن يحيى بن عَليّ بن حمود بن أبي الْعَيْش مَيْمُون بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عمر بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب، كنيته أَبُو رَافع ويلقب بالعالي. (الحلة السيراء 2/ 26)
صفاته وخلاله:
وكان العالي أميراً رقيق الخلال، جواداً كثير الصلات، أديباً ينظم الشعر، ومع ذلك فقد كان يجمع حوله بطانة سيئة، وصحاباً من أراذل القوم. وكان ضعيف الرأي، متهاوناً في شئون الحكم، فسرى التفكك إلى سلطانه، وفي أواخر سنة 438 هـ ثار عليه ابن عمه محمد بن إدريس بن علي بن حمود. (دولة الإسلام في الأندلس 1/ 674)
وَكَانَ إِدْرِيس هَذَا متناقض الْأُمُور كَانَ أرْحم النَّاس قلباً كثير الصَّدَقَة يتَصَدَّق كلّ يَوْم جُمُعَة بخمسائة دِينَار وردّ المطرودين إِلَى أوطانهم وَصرف إِلَيْهِم ضياعهم وأملاكهم وَلم يسمع بغياً فِي أحد من الرّعية وَكَانَ أديب اللِّقَاء حسن الْمجْلس يَقُول من الشّعْر الأبيات الحسان وَمَعَ هَذَا فَكَانَ لَا يصحب وَلَا يقرّب إِلَّا كل سَاقِط نذل وَلَا يحجب حرمه عَنْهُم وكل من طلب مِنْهُم حصناً أعطَاهُ إِيَّاه وسلّم وزيره ومدبر إِمَامَته وَصَاحب أَبِيه وجده مُوسَى بن عَفَّان إِلَى أَمِير صنهاجة فَقتله وَكَانَ الصنهاجي سَأَلَ ذَلِك مِنْهُ وَكتب إِلَيْهِ فِيهِ فَمَا أخبر إِدْرِيس مُوسَى بن عَفَّان بذلك وَبِأَنَّهُ لابد من تَسْلِيمه إِلَيْهِ قَالَ لَهُ افْعَل مَا تُؤمر ستجدني إِن شَاءَ الله من الصابرين.
بيعته وولايته:
كان قد أُخرج من قرطبة مَعَ أَبِيه يحيى بعد خِلَافَته الأولى عِنْدَمَا خلعه البربر سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة(413هـ) وَاسْتقر فِي مالقة حَتَّى بُويِعَ لَهُ بالخلافة بمالقة بعد أَبِيه يحيى المعتلي وَتسَمى بأمير الْمُؤمنِينَ وتلقب بالعالي. (الحلة السيراء 2/ 27)
ثمَّ خَلعه ابْن عَمه مُحَمَّد المهدي بن إِدْرِيس المتأيد بن عَليّ بن حمود واعتقله.
وكان إدريس بن يحيى العالي (صاحب الترجمة)، قد لجأ على أثر خلعه إلى سبتة، فأقام بها في كنف سواجات، وأقام كذلك حيناً في رندة، في كنف حاكمها أبي نور بن أبي قرة، فلما هلك السامي إدريس بن يحيى بن إدريس، سار إلى مالقة واستقبله أهلها بحماسة، ودعى له بالخلافة مرة أخرى، واستمر في الحكم حتى توفي سنة 446 هـ بعد أن عهد بالخلافة لابنه محمد (المستعلي). (دولة الإسلام في الأندلس 1/ 676)

مقتله:
عندما ثار عليه ابن عمه محمد المهدي بن إدريس المتأيد بن علي الناصر بن حمود، فخرج إدريس العالي (صاحب الترحمة) في صحبةٍ من مالقة إلى حصن ببشتر، وعاونه باديس بن حبوس أمير غرناطة بجنده ليسترد سلطانه. فغزا مالقة ولكنه لم يفز بطائل، فارتد مع أهله وصحبه إلى سبتة.
وفي سنة 449 هـ ، سار باديس في قواته إلى مالقة، واستولى عليها وضمها إلى إمارته، وغادرها محمد المستعلي، وسار إلى ألمرية، ثم عبر منها البحر إلى مليلة فقبله أهلها حاكماً عليهم، واستمر بها حتى توفي سنة 456 هـ والمستعلي هو آخر من حكم في مالقة من أمراء بني حمود.(دولة الإسلام في الأندلس 1/ 676، سير أعلام النبلاء ط الحديث 13/ 272)

مصادر ترجمته:
الوافي بالوفيات
تاريخ ابن خلدون
الحلة السيراء
الكامل في التاريخ
انظر البيان المغرب
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
سير أعلام النبلاء ط الحديث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى