مقالات

شارلي إيبدو.. وبالون الاختبار

محمد علي صابوني

كاتب وباحث سياسي.
عرض مقالات الكاتب

مجلة “شارلي إبدو” الفرنسية التي أثارت حفيظة المسلمين في كل أنحاء العالم من خلال نشرها لرسومات مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة و السلام هي مجلة أسبوعية ساخرة تعتمد على الرسوم الكاريكاتورية أساسا لتمرير أفكارها ومعتقداتها اليسارية الاتجاه بطريقة مثيرة و مستهزئة ومستفزة.
“ستيفان شارب” رئيس تحرير المجلة يقول مبرراً : ” يحق لنا نشر رسومات كاريكاتورية لنبي الإسلام في فرنسا ولأي شخص آخر كما يحق لمسلمي فرنسا أن لا يضحكوا من هذه الرسومات، لكن في المقابل لا يجب أن يفرضوا علينا قوانينهم، القانون الفرنسي هو الذي يحكمني وليست الشريعة القرآنية” .!
تبريرات المجلة بشأن نشر هذه الرسومات يعتبرها المسلمون حرية شتم وإهانة وليست حرية تعبير.
والرسومات الأخيرة المستهزئة بالإسلام ليست الأولى في تاريخ المجلة التي قامت سابقاً بنشر عدد خاص لها تحت عنوان “شريعة إبدو” بمناسبة فوز الإسلاميين بالانتخابات التشريعية في تونس وصعود التيار الإسلامي في مصر وليبيا الشيء الذي أثار غضب الجالية العربية والإسلامية في فرنسا.
وقد تأسست تلك المجلة المثيرة للجدل في بداية السبعينات من القرن الماضي تحت اسم “أراكيري” قبل أن تُغلَق في العديد من المرات بسبب مواقفها ورسوماتها العدائية، وفي شهر نوفمبر /تشرين الثاني من العام ألف وتسعمائة وسبعين تم حظرها بعد تهكّمها على الرئيس الفرنسي الأسبق “شارل ديغول” لتعود مباشرة بعدها باسمها الجديد “شارلي إبدو”.
اسم جديد لكن الأسلوب لم يتغير وقد زج بالمجلة في مرات عديدة في أروقة المحاكم بسبب تهكمها على شخصيات دينية وسياسية مختلفة ومتعددة.
ويشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تنشر فيه المجلة رسومات مستهزئة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام بعد تلك التي نشرتها في العام ألفين وستة والتي أحدثت في حينها حالة من الاستياء والغضب في العالم العربي والإسلامي.
أما الثابت هو أن “شارلي إيبدو” ومثيلاتها .. عبارة عن “تيرمومتر” و”بالون إختبار” لسبر حال الأمة .. حالها حال الاختراقات المتكررة والمبرمَجة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي للحرم القدسي الشريف وسبر نتائج تلك الاختراقات .
وكحال الإساءات المتكررة والمقصودة لنسخ من المصحف الشريف
وقد أرشف القائمون على الصحيفة سيىة الذكر نتائج ما فعلوه في العام 2006 وكرّروه اليوم ليقارنوا تلك النتائج وردات الأفعال بنتائج اليوم .. مع ملاحظة أن النتائج اليوم -مع الأسف- أتت لصالحهم .! ويبدو أن عملية “تهجين شباب الأمة” قد آتت أكلها .
نعم أيها السادة .. فعدونا يعمل بشكل علمي ومدروس ومنهجي وبخطط محكمة طويلة الأمد تتطور وفق تطور النتائج وتغيُّرها .. على عكس ما ابتلينا بهم من طغاة مأجورين أسرى للعروش .. وللكروش .. وللقروش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى