تزايد حاﻻت الانتحار في مناطق النظام.. أسباب ودوافع هل تجعلها ظاهرة؟

المكتب اﻹعلامي في الداخل – رسالة بوست
ارتفعت حالات اﻻنتحار في مناطق النظام، وسجلت “حلب” المرتبة اﻷولى، في آخر إحصائية رسمية أخرجها النظام عبر إعلامه.
والملفت أنّ الإعلام الموالي تناول بشكلٍ شهري “ملف اﻻنتحار” في مناطق سيطرة ميليشياته، مع تمرير عبارة “الحرب هي السبب”.
ومؤخرًا صرح رئيس الطبابة الشرعية، التابع للنظام، د. زاهر حجو لـ”إذاعة “المدينة إف إم” الموالية؛ “أنّ نسبة حالات الانتحار في سوريا ازدادت بحسب إحصائية حديثة أجريت في بداية أيلول الجاري”.
وبحسب حجو؛ فإنّ اﻹحصائية شملت فقط مناطق سيطرة النظام، باستثناء محافظات (إدلب – الرقة – دير الزور).
وبلغت حالات الانتحار 116 حالة منذ بداية عام 2020، 18 منهم لأشخاص قاصرين (دون الـ 18)، وتوزعت الحالات بين 86 ذكور، 30 إناث.
وأضاف حجو للإذاعة الموالية؛ “إن الشنق هو الأكثر اتباعًا (48 حالة)، الطلق الناري (27 حالة)، رمي النفس من الأماكن العالية (18 حالة)، والتسمم (16 حالة)”.
وتوزعت الحالات على المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة ميليشا اﻷسد على الشكل التالي، بحسب حجو:
حلب: 23 حالة، ريف دمشق: 18، دمشق وحمص: 14 حالة في كل منهما، حماة: 10، السويداء: 9، درعا: 2، القنيطرة: حالة انتحار واحدة. في حين شهدت اللاذقية زيادة ملحوظة بحالات الانتحار مؤخرا (18 حالة).
ويعتبر الوضع المعيشي المتردي، وانتشار حاﻻت البطالة، إضافة لتدني اﻷجور وتراجع سعر صرف الليرة السورية، مجموعة عوامل تشاركت مع غيره، كالضغوط العاطفية واﻻجتماعية، والتي أدت بمجملها إلى ارتفاع حاﻻت “اﻻنتحار”.
ويذكر أن، حجو كشف في وقت سابق أن شهر حزيران الفائت كان “من أكثر الشهور دموية في حالات الانتحار والجرائم”.
ويشار إلى أنّ معدلات الانتحار في سوريا ارتفعت في السنوات الأخيرة، حيث كان تصنيفها من بين الدول التي تشهد أقل معدلات الانتحار في العالم حتى نهاية عام 2010.
وتؤكد التقارير الرسمية الموالية أنه بدأت تتزايد حالات اﻻنتحار لتصل إلى ذروتها في العام 2015 لتسجل ما بين 130 إلى 135 حالة.
وبالمجمل؛ فإنّ نشطاء معارضون للنظام يشيرون بأصابع اﻻتهام لنظام اﻷسد، ويخشى مختصون أن تتحول تلك المشاهد إلى “ظاهرة” مع انسداد أفق الحل في البلاد.
وتعددت الظروف والسبب واحد والدافع كذلك بحسب الناشطة الحقوقية المعارضة في دمشق، “هند عبدالله”؛ اسم مستعار، والتي علّقت في حوارٍ مع مراسلنا؛ ” ثقافة المجتمع إيمانيًا تبقى منضبطة، والشاذ من تلك الحاﻻت سببه نظام اﻷسد المجرم”، وتنفي حسب رأيها أن تتحول تلك الحاﻻت إلى ظاهرة .