مختارات

اليوتيوبر السوري أنس مروة

وائل تميمي

من حق اليوتيوبر السوري أنس مروة أن يصرف أمواله كما يشاء حتى لو بلغ به الأمر أن يدفع عشرات الآلاف من الدولارات على استعراض فج يستغرق بضع دقائق. هذه أمواله طبعاً ويبدو أنه يعرف كيف يستثمرها لتعود عليه بأرباح كبيرة، لكن ما جرى دفعني للاطلاع على قناته في اليوتيوب التي تحتوي على 220 فيديو وفيها نحو ثمانية ملايين مشترك ( هذا أكبر من عدة قنوات تلفزيونية مجتمعة).

شاهدت بعض الفيديوهات واضطررت لتحمل قدر هائل من السخافة والتصنع وردود الفعل المتكلفة والتمثيل الفاشل، فضلاً عن المضمون الفارغ من أي قيمة، وهو ما يدفعك للعجب من أسباب الشعبية الكبيرة التي يحظى بها محتوى من هذا النوع، فلا هي مغامرات تحبس الأنفاس ولا ترفيه ممتع ولا كوميديا مسلية ولا مواهب مبدعة ولا قضية للنقاش. أبداً. ومع ذلك تعد المشاهدات بالملايين، وهذا يعكس بوضوح واقعاً مؤسفاً للرأي العام.لاحظت، بعد تفتيش في القناة، أنها لا تحتوي على أي فيديو يتحدث عن سوريا، حتى في نفس الإطار الاجتماعي الذي تدور حوله كل الفيديوهات، لدرجة تحسب أن الأخ يعيش في جزيرة نائية منقطعاً تماماً عن معاناة شعبه. ألا تحضر سوريا ومأساتها غصباً عنا جميعاً في معظم أحاديثنا ونقاشاتنا وأفكارنا وأحلامنا المهزومة وكوابيسنا، فكيف تغيب كلياً عن هذا الشخص وعائلته وتفاصيل حياته؟ لماذا لم يحاول تذكير عشرات الملايين من متابعيه، طالما أنه يمتلك منصة ذات شعبية جارفة، بسوريا وعدالة قضيتها وهو ابن عضو في مؤسسة يفترض أن تمثل الثورة السورية؟ يحتاج الشخص في الواقع إلى كم كبير من اللامبالاة واللامسؤولية وفقدان الحس العام للتصرف بهذا الشكل

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك
https://www.facebook.com/wael.tamimi.9/posts/3839969206017254

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى