مقالات

الفتح الإسلامي والاحتلال غير الإسلامي

د. حلمي عبد الحكيم الفقي

مدرس الفقه بجامعة الأزهر
عرض مقالات الكاتب

تحدث الجنرال ميشيل عون عن التاريخ العثمانى متهما العثمانيين بالقتل والتدمير والارهاب ، لكن كلام الجنرال هذا يناقض الحقائق والتاريخ والواقع مناقضة تامة ، والأمثلة على ذلك من وقائع التاريخ لا تعد ولا تحصى ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر
حين دخل النصارى القسطنطينية عام 1204 م قبل أن يفتحها المسلمون بأكثر من قرنين من الزمان ، حين فتحها محمد الفاتح فى العام 1453م فأنظر إلى الفارق الهائل بين حضارة المسلمين ورقيهم والى همجية النصارى وارهابهم
حين دخل النصارى القسطنطينية فى العام 1204 م ارتكبوا فظائع لم يعرف لها التاريخ نظيرا ، فمثلاً يقول ستيفن رنسيمان أحد أشهر مؤرخي الحروب الصليبية تحت عنوان “نهب القسطنطينية سنة 1204” : “ليس لنهب القسطنطينية مثيل في التاريخ” ثم يسرد تفاصيل ما قام به النصارى من البنادقة والفرنسيون والفلمنكيون الذين “اندفعوا كالرعاع المسعورة يجوبون الشوارع…ولم تجر التفرقة بين القصور والأكواخ فيما تعرضت له من الهجوم والتدمير، وأخذ الجرحى من النساء والأطفال يلفظون أنفاسهم في الشوارع، وظلت مناظر النهب وسفك الدماء المريعة مستمرة ثلاثة أيام حتى أضحت المدينة الضخمة الجميلة شبيهة بسوق اللحوم، وهتف المؤرخ نكيتاس في صدق، إن المسلمين لأكثر منهم رحمة”
وتقوّم الموسوعة البريطانية الحدث كالتالي: “في 13 إبريل (نيسان/ أفريل) 1204، اندفع الصليبيون في المدينة لنهبها، وبعد مجزرة عامة، استمر النهب مدة سنين…إن فترة الحكم اللاتيني، 1204 إلى 1261، كانت أكثر الفترات دمارًا في تاريخ القسطنطينية “
أما المؤرخ ول ديورانت فيقول في موسوعته الشهيرة “قصة الحضارة”: “وازداد نهمهم لطول ما حُرموا من فريستهم الموعودة، فانقضوا على المدينة الغنية في أسبوع الفصح وأتوا فيها من ضروب السلب والنهب ما لم تشهده روما نفسها على أيدي الوندال أو القوط، وعانت كنيسة أيا صوفيا من النهب ما لم تعانه فيما بعد على يد الأتراك عام 1453 “
وتقول موسوعة تاريخ العالم (باللغة الإنجليزية) إن الصليبيين اجتاحوا القسطنطينية واستولوا عليها سنة 1204، وهو أول احتلال للمدينة في التاريخ، وقد صاحب نهبها أهوال لا نظير لها “
وانظر الى الفتح الاسلامى للقسطنطينية فى العام 1453 م
فتحدثنا المصادر عن فتح رحيم لم يشهد التاريخ له مثيل
ويقول المؤرخ المعروف ستانفورد شو: “ما إن دخل العثمانيون المدينة فإنهم تقدموا ببطء ونظام، مطهرين الشوارع من بقايا المدافعين، وبينما يسمح القانون الإسلامي بالقتل والنهب في المدينة نظرًا لمقاومتها، فإن محمدًا وضع قواته تحت سيطرته الصارمة، فقتل البيزنطيين الذين أبدوا مقاومة شرسة فقط، وفعل ما بوسعه لبقاء المدينة سليمة لتصبح مركز دولته العالمية…وقد جعل الفتح العثمانيين ورثة لتقاليد إمبراطورية حيث أصبحت المدينة المفتوحة مرة أخرى عاصمة لدولة واسعة…وكانت الخطوة التالية لمحمد هي استعادة اسطنبول عظمتها الماضية،
فكان فتح المسلمين تعميرًا وكان احتلال غيرهم تدميرًا
هذا ما تؤكده وقائع التاريخ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الجنرال عون هو أخر من يتكلم وتاريخه معروف للعلن
    ولكل زمان ومكان دواعشه وبالنسبة للإرهاب فتش عن صانعيه ومموليه ومحاربيه تجدهم نفسهم والدلائل كثيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى