تحقيقات

كيف تغلب الدمشقيون على ساعات التقنين الكهربائي؟

المكتب اﻹعلامي في الداخل – رسالة بوست

تلعب اﻷحوال “المالية” عادةً في دمشق دورًا بارزًا في تجنب بعض المعوقات بالنسبة للشارع في مناطق سيطرة النظام، ورغم أنّ معظم شرائح المجتمع باتت تحت خط الفقر إﻻ أنّ “اﻻبتكار” ضرورة، ﻹكمال “المعيشة” حتى “يكون الفرج” كما يقول أحد الموظفين من أصحاب الدخل المحدود، لمراسلنا.
وأدى ارتفاع ساعات “تقنين التيار الكهربائي” غير المنضبط، في دمشق إلى إيجاد بدائل “بدائية” أو “حديثة” حسب القدرة المالية لكل عائلة.
فأسرة “منذر” اختارت وضع “الليد” وتوصيلها بالهاتف؛ لضمان إنارة ضعيفة، نظرًا لعدم القدرة على توفير اﻷفضل، واستغنت عن المروحة والبراد وحتى شاشة التلفاز إﻻ في ساعات عودة التيار.
أما عائلة “ياسر” من أعيان الدمشقيين؛ فاختارت حلًا أفضل، ولجات إلى “ألواح الطاقة الشمسية”، التي قدرت تكلفتها بما يزيد عن مليون ليرة سورية وتتكون من “ألواح طاقة، رافع جهد، مدخرة كبيرة، ساعة”.
بينما يلجأ بعض أصحاب المحال التجارية إلى خيارين؛ إمّا مدخرات صغيرة تصل تكلفتها إلى 150 ألف ل.س، مع مصابيح (اللدات) تعمل على كهرباء (12 فولط)، إضافة إلى شاحن إلكتروني، أو الخيار الثاني وهو “المولدات الكهربائية”؛ لتلافي التقنين.
واعتبر بعض أصحاب المهن الحرة أن اللجوء إلى “المولدة” أمر مكلف، وينعكس بشكلٍ مباشر على اﻷسعار، فهي تحتاج إمّا للبنزين أو للديزل، وأسعارهما مرتفعة، لكن لابد من ذلك لمواصلة العمل والكسب.
وتجمع السيدات اللواتي استطلعنا رأيهن؛ أنّ انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة، أجبرهنّ على التخلص من “المؤونة” التي وضعت في الثلاجة، أو اللجوء إلى طبخها مبكرًا.
واستغنت بعض اﻷسر عن “الثلاجة” ولجأت إلى خيارات أخرى؛ فأم عارف جففت “البامية والباذنجان والملوخية وغيرها” وهذه العملية تعني؛ “ترك الخضار في الهواء تحت الشمس حتى تجف/تيبس”.
وتقول “أم عارف” عدنا إلى عصر الجدات!!
ويذكر أن التيار الكهربائي ينقطع كل ساعتين، وقد يستمر ﻷوقات طويلة ومختلفة؛ اﻷمر الذي “أخرج اﻷدوات الإلكترونية عن جدواها”.
ويجلس “أبو محمد” خلف طاولة صغيرة، على يمينه زوجته وأوﻻده، يلعبون “الشطرنج” وتارةً “البرجيس” وهي لعبة دمشقية قديمة، يقولون أنها أفضل خيار لتجميع العائلة بدلا من الالتفاف حول اﻷخبار السياسية المقيتة، حس وصفهم، ومتابعة دجل إعلام النظام.
لكل عائلة خياراتها؛ ونظرتها التي تتماشى مع ظروفها، هكذا تعيش دمشق “أزمة تسلط الحاكم منذ عهد أبيه”، كما تقول لمراسلنا إحدى العجائز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى