منوعات

الكاكائية والكاكائيون

يذكر المؤرخ الكردي العراقي عزالدين مصطفى أنه التقى في اللاذقية جميل الأسد وتم تداول عدد من الامور منها اصل بيت الاسد فأكد له جميل الأسد انهم جاؤوا الى سورية من خانقين في العراق وانهم يتبعون الديانة الكاكائية  وهم اكراد ليسوا عربا ولا مسلمين.
فما هي الكاكائية ؟
جاء مصطلح الكاكائية وفق الباحث كريم شفيق من كلمة كاكا الكردية وتعني الأخ الأكبر ولأنهم ينادون بعضهم بها أطلق عليهم اسم الكاكائية.
وقد أطلق الكثير من الباحثين اسم اليارسانيين على بعض الكاكائيين في شرق كردستان فيما يطلق بعض الباحثين هذا الاسم على جميع الكاكائيين.
و تعني كلمة يارسان صديق الشاه أو السلطان والمقصود صديق مؤسس اليارسانية شاه سلطان اسحاق.
وقد درج العامة على تسمية الكاكائيين باسم أهل الحق.
ويؤكد الباحث كريم شفيق أنها ديانة اسسها فخر العاشقين سلطان اسحق البرزنجي معظم المنتمين اليها اكراد وتمتاز معتقداتها وافكارها بالغموض والسرية.
يقول الكاتب محمد فتحي النادي أن الكاكائية ظهرت كطريقة صوفية روحية عرفانية، وكانت تنظيمًا اجتماعيًا للشباب والفروسية ثم تطورت لتصبح نحلة في القرن العاشر والحادي عشر الهجري.
تنتشر الكاكائية في مدينة كركوك وخانقين ومندلي والسليمانية من العراق ،ومن إيران في قصر شيرين وصحنة وسربيل زهاو.
بنفس الوقت يعرّف الكاكائية أحد المنتمين اليها وهو الباحث المعاصر فهمي الكاكائي فيقول [هي جماعة او عشيرة كردية كبيرة يقيم معظم افرادها في كردستان الجنوبية خصوصا في كركوك وخانقين ومندلي وكذلك في كردستان الشرقيه في قصر شيرين وصحنة و سربيل زهاو وهي على الأغلب طريقه صوفيه ظهرت بشكلها الحالي في القرن السابع الهجري على يد قطبها سلطان اسحاق (فخر العاشقين)].
ولكن بعض الكاكائيين يؤكدون على أن فخر العاشقين هو مجدد الطريقة والطائفة بعد أن أسسها عمرو بن لهب في القرن الثاني للهجرة.
الأفكار والمعتقدات:
يقول الباحث العراقي دكتور خزعل الماجدي ان اهم كتاب مقدس لديهم هو (كلام الخزانة أو سرانجام) ويتألف من ستة أجزاء غير متوفر إلا عند أبناء الطائفة فقط،والتعاليم التي ينادي بها مجهولة تمامًا للآخرين.
وقد ذكر الدكتور الماجدي أن مؤسس الكاكائية قال (لا تكشفوا الأسرار يا ايها الياران (الانصار) .. اياكم وكشف الأسرار فالحكمة يتلقاها الأهل برموز لئلا تحترقوا في محرقة اعمالكم).
الكاكائية طائفة دينية في المقام الأول وربما هي إسلامية ولكن الانحرافات التي طرأت عليها أخرجتها من الملة الاسلامية. ويذكر بعض المؤرخين أنها من بقايا الديانات الكردية القديمة التي يعود تاريخها الى ما قبل المسيحية والاسلام.
هم يقدسون الإمام علي ويؤمنون أن روح الله حلّت فيه وأنه لايزال حيًا ويعيش في قرص الشمس، أما القرآن عندهم فهو ليس كلام الله بل هو من نظم محمد صلى الله عليه وسلم.
والله عندهم نور لا يمكن وصفه أو إدراكه،ولا معرفة حقيقته ولكنه يتجسد بفكرة وحدة الوجود، وذلك بالحلول في هيئة احد من البشر ولهم في ذلك الكثير من الكلام غير العقلاني لا داعي لتناوله.
وهم يؤمنون بتناسخ الأرواح وانتقالها من جسم إلى آخر.
تبنى فلسفتهم على أربعة أسس هي: النظافة (للجسد والروح) -الصدق (مع الخالق والمخلوق)- الفناء في الله- النظام.
اركان طريقتهم: الطهارة- الصدق- الفناء- العفو.
الصلاه عندهم مرتان الاولى قبل بزوغ الشمس والثانية قبل غروبها وهناك من الباحثين من يقول إنهم لايصلون أبدًا.
يصوم الكاكائيون يوما واحد يسمونه يوم الاستقبال، وبعده يصومون ثلاثة ايام في منتصف الشتاء ياتي بعدها يوم العيد.
الزواج عندهم لا يختلف في شروطه وإجراءاته عن مثيلاتها في الإسلام ويحرمون الطلاق إلا برضا الطرفين ولا يبيحون تعدد الزوجات،وهم يحرمون شرب الخمر.
أما الحج عندهم فيكون بزيارة مراقد مشايخهم عوضًا عن مكة.
ختامًا:
يقول الأستاذ الجامعي لقمان رشيد الكاكائي: (تعتبر الكاكائية أو اليارسانية من أقدم الديانات الكردية في الشرق الاوسط.. وبسبب ظروف الخوف والتهديد يقول قسم منا اننا مسلمون ولم تقدم لنا أي حكومة ضمانات كي نشعر بالأمان و نجهر بأننا ديانة خاصة).
أرجو ان اكون قد وفقت في هذا البحث -مع اعترافي باختصاري الشديد الذي طبقته على هذا الموضوع- والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى