مقالات

لماذا يرفض نتنياهو تزويد الإمارات بأسلحة نوعية ومتميزة؟

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

ما إن أعلنت الإمارات قرار التطبيع مع إسرائيل حتى انهالت عليها الشتائم كالمطر المدرار، من كل حدب وصوب، ومن كافة الشعوب العربية والإسلامية، عبر منصات التواصل الاجتماعي التي هي لسان الشعوب الحقيقي.

والواقع إن هذه الخطوة لم تكن مفاجئة وطبيعية، فمن يراقب المشهد الإماراتي منذ نحو عشر سنين يدرك أنها تسعى سعيًا حثيثًا للتقارب والتحالف مع إسرائيل، وذلك من خلال زيارات قام بها الإسرائيليون إلى الإمارات على مستوى الوزراء، فضلًا عن الغزل المتبادل – الذي فاحت رائحته النتنة –  بين الكيان والإمارات عبر وسائل الإعلام، وثمة مقولات متعددة شاع تداولها عن أن محمد بن زايد هو سليل أم يهودية، وأنه يحن إلى قومه، وأن الثعبان مهما غير جلده يبقى ثعبانًا.

وعلى الرغم من أن الأنساب والأصول لا تعني شيء لدى المنصفين والموضوعيين، وإنما الإنسان يحاسب ويقيّم وفق أعماله وتصرفاته، ولكن يبدو أن سياسة الإمارات الهدامة التي لم تعد تخفى على أحد، قوت نظرية أصوله، فقد بدأت الإمارات تكشر عن أنيابها علنًا، وتحت الشمس، عقب اندلاع الثورات العربية، وبدأت بحرب لا هوادة فيها على العرب والمسلمين والإسلام؛ مما  دفع بكثير من الكتاب، والمثقفين، وعامة الناس، أن ينعتها بدولة المؤامرات، وينعت ولي عهدها، وقائدها الحقيقي محمد بن زايد بشيطان العرب، فقد راحت تنفق معظم أموالها من أجل محاربة كل ما يمت بصلة إلى الإسلام، من أحزاب إلى منظمات إلى جمعيات إلى علماء دين… وبالمقابل راحت تدعم وتروج لكل أعداء الأمة العربية والإسلامية، فقد ناصرت الحكومة الصينية، وأيدتها في اضطهادها لأكثر من مليون مسلم آيغوري، وتناصر فرنسا واليونان ضد تركيا المسلمة، وحذرت رؤساء الدول الأوربية  من المساجد وألمحت لهم أنها مراكز لتفريخ الإرهاب وو….

وأخيرًا توجت مسيرتها المفعمة بالخيانة، والانحطاط باتفاقية تطبيع مع الكيان الإسرائيلي – وقد عقب أحد المدوينين قائلاً كلما ظننا أن الإمارات وصلت إلى القاع نتفاجأ بأنها تنبش كالفئران تحته –  وحاولت أن تحافظ على قليل من ماء وجهها – الذي أهرق على بكرة أبيه – ولكن دون جدوى، فقد أعلنت أن اتفاقها من أجل إيقاف الضم، لكن سرعان ما خرج نتنياهو بتصريح يدحض هذه الرواية ويكذبها، قائلًا: إن السلام مقابل السلام فحسب.

وثمة سؤال يمكن طرحه ومن ثم محاولة الإجابة عليه، وهو لماذا تتخوف إسرائيل  من شراء الإمارات لأسلحة متطورة ونوعية؟

فقد وصف نتنياهو التقارير التي تتحدث عن اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات، سيسمح لأبو ظبي بشراء طائراتf35

  المتقدمة، وطائرات مسيرة أخرى متقدمة من الولايات المتحدة بأنها أخبار كاذبة على الإطلاق ، وأن الاتفاق لا يتضمن إعطاء ضوء أخضر لواشنطن  لبيع طائراتf35 للإمارات؛ لأن بلاده تريد الحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة، وأن واشنطن وعدت بالحفاظ على هذا التفوق؟

الحقيقة أن حكام الإمارات وعلى رأسهم محمد بن زايد كما ذكرنا سابقًا هم إسرائيليون أكثر من الإسرائيليين وينطبق عليهم قول جولدا مائير رابع رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية: ” سيتفاجأ العرب ذات يوم أننا قد أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم”، وهم يناهضون ويعادون ويحاربون كل أعداء إسرائيل، ابتداء من حربهم لحماس وللفلسطينيين، ومرورًا بدعمهم لبشار وللسيسي صديقي إسرائيل…وصولًا إلى بغضهم لتركيا العدو اللدود لإسرائيل؛ والتي  تناصر قضايا المسلمين.

إذًا حكومة الإمارات تقف في خندق واحد مع إسرائيل، فلمَ الحذر الإسرائيلي منها؟

الواقع إن إسرائيل لا تشك لحظة واحدة في وفاء، وإخلاص قادة الإمارات فهم تربية إسرائيلية محضة، ولكن الخوف الحقيقي من الشعب الإماراتي العربي المسلم الأصيل، فمهما أحكم حكام الإمارات قبضتهم على الشعب، ونكلوا بأحراره، واعتقلوا شرفاءه، فإن الشعب لابد أن ينتفض “إذا ضاق اتسع” ولا بد أن يزلزل الأرض تحت أقدام هؤلاء المحتلين للإمارات، والأمثلة ليست ببعيدة عنا، فقد أطاحت الشعوب منذ سنوات قريبة بطغاة لم يتوقع أحد سقوطهم إلا بالموت، وهم معمر القذافي، وحسني مبارك، وعلي عبدالله صالح…

وسيلحق بهم حكام الإمارات بعد أن تجاوزوا كل الخطوط الحمراء، ولم تعد الشعوب تقوى على تحمل موبقاتهم.

فخشية إسرائيل إذاً مشروعة؛  لأنها تعرف أنها كيان غاصب، ومحتل، وأن العرب، والمسلمين جميعًا سيلفظونها ما إن يتمكنوا من حكم بلدانهم ، وأن هذه الأسلحة إذا ما أصبحت في حوزة الشعوب، فإنها ستكون وبالًا على إسرائيل.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى