مقالات

القوامة وأثرها على استقرار الأسرة

سوسن الزعبي

باحثة إسلامية سورية.
عرض مقالات الكاتب

عندما سعى الغرب بكل قدراته لتغريب المرأة المسلمة ونزع الدين والقيم من نفسها، أول ماسعى إليه هو تحريضها على رفض القوامة التي كلّف الله بها الرجل ، حيث قال سبحانه وتعالى: “الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” ‎القوامة التي كلّف الله بها الرجل ، هي صمام الأمان والسد المنيع للأسرة في مواجهة كل من يريد العبث في اسقرارها، فإذا تخلّى عنها الرجل وأصبحت في يد المرأة فمصير الأسرة الضياع؛ وهذا ما نشاهده على أرض الواقع.
الله سبحانه وتعالى عندما كلّف الرجل بهذه المهمة ليست تشريفًا له بقدر ماهي تكليف للقيام على شؤونها، وليس كما فهّمتها المنظمات النسائية للمرأة وتمسكت بها بعض المسترجلات منهن ، عندما كلّفه الله بها لأنه الأعلم بما خلق فليس الذكر كالأنثى ، لأن الرجل بطبيعته التي خلقه الله بها جسديًا ونفسيًا الأقدر على القيام بتلك المهمة وهو يتصرف بعقله وليس بعاطفته ، بينما المرأة تتصرف بعاطفتها وهذا ليس عيبًا بالمرأة إطلاقًا ولكنه تقدير من الخالق لها حتى تتناسب مع مهمتها في الحياة، وهي تنشئة الأجيال وتربيتهم والإشراف عليهم.
فالأطفال بأمس الحاجة لتلك العاطفة حتى تنشأ نفسيتهم على الاستقامة والثقة بالنفس والإشباع العاطفي الذي لايستطيع الرجل توفيره لهم بسبب مسؤوليته الشاقة خارج المنزل ..
فقيادة الأسرة وأي قيادة إن حكمتها العاطفة مصيرها الفشل، وهذا ما نراه لدى بعض الأسر التي تخلّى بها الرجل عن القوامة ،وكانت النتيجة ضياع الأولاد .
الأطفال بحاجة للعاطفة في صغرهم، وهذا لا يستطيع الرجل منحه لهم بسبب المهام الكبيرة التي تقع على عاتقه.
وفي عمر المراهقة والشباب حينها يبدأ دور الرجل في التربية لأنهم بحاجة لحزم وتوعية وتنوير حتى ينشأوا على الاستقامة والثقة بالنفس..
لو تتبعنا بعض الحالات التي سيطرت فيها الأم على القوامة وكانت الآمر والناهي على الأسرة .لرأينا جيلًا مائعًا مستهترًا لا يهمه في الحياة إلا تحقيق رغباته التي كانت الأم توفرها له بسبب عاطفتها الطاغية !
فهل يدرك الرجل أهمية القوامة التي كلّفه الله بها، كي لا يتنازل عنها أبدًا وأن يكون رجلًا بكل معنى الكلمة ويتحمّل تلك المسؤولية كما أمره الله !.
كم من قضايا مؤسفة حصلت للأولاد والبنات بسبب إبعاد الأب عن ممارسة القوامة على أسرته؟
أصبح رأي الأم كما نرى ونشاهد المسيطر على الأسرة في تزويج البنات والأولاد ، هي من تحدد المهور وتقبل هذا وترفض ذاك وكل ما يتعلق بالزواج !
بعض الأحيان هي من تحدد التخصص الدراسي لأولادها.
حتى شراء منزل أو سيارة أو رحلة سياحية وغيرها من الأمور التي يعلمها الجميع لا مجال لذكرها.
كل هذا والرجل المسكين يقول سمعًا وطاعة، حتى يفقد هيبته واحترامه لدى أبنائه !
فتجد الولد أو البنت معظم حديثهم ماما قالت ،ماما اشترت ماما ذهبت ماما عادت !!!
لا يوجد ذكر للأب وهي الكل بالكل للأسف الشديد.
لكن هناك أمر خطير لم تدركه المرأة، بأن سيطرتها هذه مع الوقت ستزول ويبتعد عنها الأولاد وحتى الزوج ستفقد محبته وتقديره لها دون أن تشعر، وربما يبحث عن غيرها كي تشعره برجولته وإحترامه وتقديره لأنها وضعته على هامش الحياة .
فهل تستيقظ النساء على هذه الجريمة التي أوقعت نفسها بها وعائلتها من حيث لا تشعر مقابل بعض المكتسبات الآنية وتعيش بقية حياتها وحيدة غير مرغوب بها، لا من الزوج ولا من الأولاد؟!
أم ستبقى رهينة للمنظمات الإفسادية النسائية ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى