تحقيقات

تركيا تحول الحلم إلى حقيقة

أحمد الحسين – رسالة بوست

منذ معاهدات سايكس بيكو ولوزان، تركيا حوصرت من القوى الدولية الكبرى، والإقليمية سياسيًا، وجغرافيًا، واقتصاديًا، وعسكريًا لمنع نهوضها، وانبعاثها من جديد؛ لتكون قوة مركزية يلتف حولها المسلمون كما حذر من ذلك اللورد كرزون وزير خارجية بريطانيا في مفاوضات لوزان قبل قرن!

ولم يمر هذا القرن حتى بدأ التجديد، والبعث يدب في قلب العالم الإسلامي بثورة الربيع العربي التي هزت النظام الدولي، وهيمنة القوى الاستعمارية على الأمة وشعوبها، فمهد الله عزّ وجلّ بهذه الثورة الطريق لتركيا لتنبعث كدولة مركزية، وقوة دولية بعدما استكملت شروط النهضة السياسية والاقتصادية.

إن صعود تركيا كقوة سياسية، واقتصادية، وعسكرية على المستوى الدولي، والإقليمي في قلب منطقة الشرق الأوسط سيكون بلا شك لصالح الأمة وشعوبها، وسيبعث من جديد مشروع الأمة، والجامعة الإسلامية لمواجهة المشروع الغربي  والمشروع الإيراني الطائفي !

وهذا ما جعل القوى الاستعمارية كأمريكا، وفرنسا ترتعب من صعود تركيا مما دفع جو بايدن مرشح الرئاسة الأمريكي، والرئيس الفرنسي ماكرون بتحريض أوربا، والغرب على تركيا، وبالتهديد بالإطاحة بالرئيس أردوغان.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أرد وغان

عن اكتشاف أكبر حقل نفط للغاز في تركيا الذي يحوي على 320 مليار متر مكعب، بعد تنقيب السفن التركية في البحر الأسود، وذلك بعد أن وعد الشعب التركي، قبل يومين، ببشرى سارة سيزفها لهم وأنها “ستفتح عهدًا جديدًا لتركيا”، الأمر الذي جعل أنظار العالم بأكمله تتوجه لهذا اليوم التاريخي.

“كلمة للرئيس التركي تجاوزت كل الحدود التي يتصور البعض قدرته على الحد من اتساعها، أو احتوائها ومثلت نقطة تحول في العديد من الثوابت الدولية .

 دخلت تركيا مرحلة استقلال القرار السيادي، وتحررت من القيود السياسية عليها الناجمة عن حاجة اقتصادها للطاقة، واعتمادها على السوق الدولية لتلبية احتياجاتها من الطاقة.

كما أن اكتشاف تركيا للغاز الطبيعي خاصة سيحرر سياستها الخارجية في المنطقة من التأثير الروسي، والإيراني المزودين الأساسيين لتركيا من الغاز، وهذا سينعكس بدوره على الوضع السياسي والثورة في العراق وسوريا!

وهكذا وكأن التاريخ يعيد نفسه فكلما صعدت تركيا وتقدمت تراجع التأثير الروسي والإيراني سواء في منطقة القوقاز، أو في العالم العربي.

ومن يتابع الإعلام الغربي، والروسي، والإيراني، والعربي الوظيفي يدرك مدى تأثير الانبعاث الجديد في تركيا في تحرر الأمة وعودتها من جديد بعد قرن من سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى