مقالات

أحترم هذا ولا احترم ذاك

عبد المجيد حزين

كاتب مصري.
عرض مقالات الكاتب

يقول المثقف السورى أحمد الهواس في تدوينة له على صفحته الشخصية في فيس بوك ( أحترم الشيوعى الذى لا يتعاون مع الإسلاميين ، من مبدأ رفضه للدين ؛ وكذلك القومى الذى يرى فيهم العدو الذى يهدم مشروعه العروبى ، والليبرالى الذى تتعارض قيمه معهم ، والعلمانى الذى يرى فيهم نقيضًا لمنهجه فى الحياة ……
كل هؤلاء أحترمهم – رغم خلافى معهم – ولكنى لا أحترم الإسلامي الذى ينافق من ذكرنا ، ويشترى ذممهم ، ويأتى بهم فى مشروعه السياسى أو الإعلامى ، تحت عنوان الاصطفاف ، أو الخندق الواحد ، وهو يعلم أنه منافق ، ويقدم رشى على حساب عقيدته ! ” ) .
إن الإسلامى أو الشيوعى أو الليبرالى ، هو الشخص الذى يلتزم بمبادئه قولا وعملا ، لكن فى حالة الإسلاميين ، نجدهم يتزلفون لكل أعداء الإسلام ، ويبيعون مبادئهم للعلمانيين من منتصف الطريق ، بطريقة ممجوجة تنهى على كرامتهم واحترامهم عند أعداء الإسلام بل وبعض أتباعهم فتحدث الفرقة والانقسامات ؛ فالإنتماء لمبدأ ما يحتاج إلى الصدق والإخلاص والعمل فالغايات النبيلة لا تدرك بوسائل خسيسة ؛إن الوصول لغايات أى مبدأ يأتى بالدعوة إليه، والعمل به، وتطبيقه فى الواقع العملى عند الوصول إلى سدة الحكم . إن المشاهد فى واقعنا المعاصر يجد أن الشيوعى اليمنى الجنوبى على عبدالفتاح إسماعيل يطبق الشيوعية عندما وصل ورفاقه إلى سدة الحكم ، وكذلك الليبرالى والبعثى والقومجى والناصرى يطبقون مبادئهم فور وصولهم إلى سدة الحكم ، إلا الإسلامى الألعوبان الذى يرضى كل أعداء الله عزّ وجل ، إلا الله وحاكميته وشريعته .
إن كلمة إسلامى أصبحت كلمة مبتذلة ممجوجة ، تفرق ولا تجمع ، فهى تعطى المسلم الذى ليس فى جماعتهم ، انطباعًا بأن الإسلامى ؛ هو شخص أفضل من المسلم العادى ، والذى قد يكون – هذا الشخص – أفضل ممن يدعى الإسلامية قولا وعملا ورضا بالشريعة والحكم بما أنزل الله بمراحل .
إن الاصطفاف الوقح بين من يسمون أنفسهم إسلاميين مع أعداء الله ، هو اصطفاف لا خير فيه ، يوصل إلى السجون والدموع والفشل ، بل هو اصطفاف على حساب شريعة الرحمن لصالح شريعة الشيطان ؛ هذا النوع من الاصطفاف هو اصطفاف حول خذلان الدنيا ونار جهنم فى الآخرة . صفوة القول : الإسلامى الذى أعطى لنفسه الحق فى التنازل عن شريعة الله وحاكميته من أجل دنيا يصيبها ، أو كرسى حكم مكتوب عليه ” لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ” هو منافق كذاب أشر ، لذلك أنا أتبرأ من أفعال كل هذه الجماعات المسماة زورًا إسلامية ، والتى لم تحكم بما أنزل الله ، بل والتى لا تنوى الحكم بما أنزل الله – إذا ما وصلوا إلى سدة الحكم فى المستقبل – كما صرح لى بعضهم بذلك، إن كل هذا الهوان والذل هو بسبب الوصول إلى الحكم المشوه الذى يتبنونه ، الحكم المنزوع منه شريعة الله عز وجل ، لذلك قال الإمام عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” قاتل الله الحرص أذل أعناق الرجال ” وقال الشيخ سيد قطب رحمه الله تعليقًا على ما يروج له البعض عن أهمية مصلحة الدعوة والتى أوصلت الجماعة إلى كل هذه التنازلات ” إن مصلحة الدعوة أصبحت صنما يعبد من دون الله ” . اللهم إنى بلغت، اللهم فاشهد ،فأنا لست منكم وأنتم لستم منى حتى تعودوا إلى تبنى الحكم بما أنزل الله بعيدًا عن مفهوم الجماعات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى