تحقيقات

ردود أفعال العالم حول مجزرة الكيماوي 2013

إعداد: فريق التحرير

لم تكن ردود أفعال العالم على المجزرة التي قام بارتكابها سفاح العصر بشار أسد وراح ضحيتها /1127/ شخصًا من الأطفال والنساء والرجال إضافة إلى إصابة /5935/إنسانًا، على حجم الجريمة وعلى مستوى المسؤولية، وإنما جاءت الردود باهتة فاترة اقتصرت على الإدانة والشجب والاستنكار والوعيد.

جل ما فعله أوباما عقب المجزرة، هو تلقف عرض روسي محتال، والتصويت  على قرار مجلس الأمن بسحب السلاح الكيماوي من النظام عقابًا على انتهاكه للقانون الدولي، وإعطائه الضوء الأخضر لاستعمال الأسلحة التقليدية لقتل المدنيين.

وأدان مجلس الأمن الدولي استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، بعد جهود ومباحثات مكثفة بين روسيا وأمريكا.

وأقر المجلس بضرورة سحب الترسانة الكيماوية من يد النظام، من دون التهديد بأي عمل عقابي، في حال عدم الامتثال للقرار، بل أشار المجلس إلى أنه في حال الإخفاق في الالتزام ببنود التخلص من الأسلحة الكيماوية، فإنه سيتوجه إلى التوافق على إجراءات جديدة، لا الانتقال بشكل تلقائي للبند السابع.

ألمانيا: طالب  وزير الخارجية الألماني، جيدو فسترفيله،  بأن تسمح سوريا لخبراء الأمم المتحدة بالتحقيق في مزاعم بأن الحكومة استخدمت أسلحة كيماوية في هجوم على المدنيين. وقال فسترفيله،  في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي: “يساورنا قلق شديد إزاء تقارير باستخدام الغاز السام قرب دمشق. هذه التقارير خطيرة جدًا، وإذا تأكدت فستكون شائنة”،. وأضاف: “ندعو إلى إتاحة هذا التوضيح بسرعة، وبأن يتاح لخبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة الموجودين حاليًّا في البلاد بالوصول (إلى الموقع) على الفور، للتحقق من صحة هذه الاتهامات.

فرنسا:

قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إنه بحال التأكد من استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في قصف لريف دمشق، يعتقد أنه أسفر عن مقتل المئات من الأشخاص، فإن الرد يجب أن يكون باستخدام القوة، مستبعدًا في الوقت نفسه إرسال قوات برية فرنسية إلى سوريا. وتابع فابيوس بالقول: “إذا لم يكن هناك ما يخجل النظام السوري منه فليسمح للمفتشين الدوليين بزيارة المنطقة، أما إذا رفض السوريون ذلك فهذا سيعني أنهم ضبطوا بالجرم المشهود.”
روسيا والصين:

عطلت روسيا والصين في اجتماع مجلس الأمن الدولي إصدار مشروع بيان، بمطالبة السلطات السورية السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى منطقة الغوطة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه تم في 21 آب/أغسطس إطلاق صاروخ في ضواحي دمشق مزود بمادة كيميائية غير معروفة من المنطقة التي تسيطر عليها جماعات المعارضة. وذكرت الوثيقة أيضا أن المعلومات حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل السلطات السورية تشبه استفزازًا خطط له مسبقًا.

مجلس الأمن:

 قال أعضاء مجلس الأمن الدولي إن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا يعد “انتهاكا للقانون الدولي” داعين إلى وقف لإطلاق النار في البلاد، كما تقدموا بالتعازي للضحايا، وذلك بعد جلسة مغلقة عقدوها لبحث التقارير حول مقتل مئات الأشخاص في ريف دمشق بهجوم كيماوي.
وعبرت سفيرة الأرجنتين لدى الأمم المتحدة، ماريا كرستينا بارسيفال، التي ترأس بلادها مجلس الأمن للشهر الحالي، عن “قلق أعضاء مجلس الأمن الشديد”، حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. وأضافت أن هناك “إدراكا لضرورة اتضاح ما حدث، وأن تتم متابعة الوضع بعناية.”
وقالت بارسيفال للصحفيين بعد الجلسة المغلقة: “يتفق كافة أعضاء مجلس الأمن على أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية من قبل أي طرف، تحت أي ظرف يعد انتهاكا للقانون الدولي. وهناك اتفاق على توجيه دعوة قوية لوقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار.” وكان المجلس قد استمع إلى مداخلة من نائب الأمين العام، يان إلياسون، الذي تحدث بعد الجلسة أمام الصحفيين، فكرر ما جاء في بيان كي مون، الذي أعرب فيه عن “صدمته العميقة حيال هذه المزاعم،” مع تأكيد الحاجة إلى التحقيق فيها، مضيفا: “هذا الأمر يمثل – مهما كانت نتائجه – تصعيدا خطيرا ينطوي على عواقب إنسانية كبيرة.” وأعرب إلياسون عن أمله في أن تتمكن الأمم المتحدة من إجراء تحقيق في هذا الحادث، مشيرا إلى وجود فريق التحقيق الدولي بمزاعم استخدام السلاح الكيماوي في دمشق، متمنيا أن تسمح لهم السلطات السورية بدخول المنطقة.

 واشنطن:

طالبت الولايات المتحدة ، بأن يُسمح فوراً للأمم المتحدة بالوصول إلى موقع قالت المعارضة السورية إنه شهد هجومًا كيماويًا شنه النظام، ورفضت الحديث بعد اليوم عن “خط أحمر” تجاوزته دمشق. وجاء اتهام النظام السوري بارتكاب هذه المجزرة ونشر صور لجثث أطفال قضوا فيها بعد عام تماما من تحذير الرئيس باراك أوباما نظام بشار الأسد من أن لجوءه إلى مخزونه من السلاح، الكيماوي سيشكل “خطًا أحمر” وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي، “لا أتحدث عن خطوط حمراء. لم أناقش، أو أتحدث عن خطوط حمراء، لا أحدد خطوطًا حمراء، ولا نتحدث عن خطوط حمراء، وفي وقت سابق، أكد مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أن “الولايات المتحدة تدين بقوة أي لجوء إلى الأسلحة الكيماوية” وأنه ينبغي “محاسبة من يقوم بذلك”. وأوضح أنه لا يستطيع تأكيد حصول هذا الهجوم الذي قالت المعارضة إنه خلف 1300 قتيل في ريف دمشق.

 السعودية:

طالبت المملكة من مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع فوري حول سوريا للخروج بقرار “واضح رادع يضع حدا للمأساة الإنسانية” في هذا البلد لاسيما بعد استعمال نظام الأسد الأسلحة الكيماوية اليوم ضد المدنيين في ريف دمشق. . وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الهجمات قرب دمشق “لقد آن لمجلس الأمن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته، وأن يتجاوز الخلافات بين أعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدًا لهذه المأساة الإنسانية”.وأضاف “نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئا في بروكسل بأن تشكل هذه الفاجعة الإنسانية المحور الأساسي في مباحثاته.

 إسرائيل:

قال يعالون في تصريحات صحافية: في سوريا، استخدم النظام أسلحة كيميائية وهذه ليست المرة الأولى، وتابع “في النهاية، إنه صراع حتى الموت بين نظام يقوم على الأقلية العلوية، ومعارضة تتألف من سنة تضم الإخوان المسلمين وعناصر مرتبطة بالقاعدة”.وأضاف يعالون “لا نرى نهاية للمعارك في سوريا، لكن سقوط الأسد لن يترجم بوقفها، لأنه سيكون هناك تصفية حسابات دامية لفترة طويلة”، لافتًا إلى إمكان “تفتت سوريا”.وقال أيضا “النظام يسيطر حاليا على أربعين في المائة من الأراضي السورية، ولا يستطيع التغلب على قوات المعارضة، التي ليست في وضع أيضا تستطيع فيه الانتصار على قوات النظام”.وفي نيسان/ابريل، اتهم الجنرال ايتاي برون، رئيس دائرة الأبحاث والتحليل في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، نظام الرئيس بشار الأسد بـ”استخدام أسلحة كيميائية، وعلى ما يبدو غاز السارين” في حربه على مقاتلي المعارضة.

بريطانيا:

أمل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأن “يستيقظ” داعمو نظام الرئيس السوري بشار الأسد، و”يدركوا طبيعته الإجرامية والهمجية”، بعد المعلومات عن هجوم بأسلحة كيميائية أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في ريف دمشق. وقال هيغ:  “نأمل بأن يسمح لفريق الأمم المتحدة بالوصول فورًا ومن دون عوائق إلى المنطقة” التي تقول المعارضة السورية إن الهجوم الكيميائي حصل فيها، وذلك بهدف “كشف الحقيقة”. وأضاف: “لا يوجد سبب يبرر منعهم من الوصول إلى المنطقة الواقعة على بعد أميال من مكان وجودهم”، معربًا عن الأمل بأن “ينضم جميع أعضاء مجلس الأمن إلينا” للمطالبة بإجراء هذا التحقيق الفوري. وتابع: “آمل بأن يوقظ ما حصل بعض الذين دعموا نظام الأسد للتنفيس عن طبيعته الإجرامية والوحشية.

تركيا:
أصدرت الخارجية التركية بيانًا أشارت فيه إلى أن تركيا تتابع بقلق بالغ الأنباء التي تشير إلى مقتل المئات من المدنيين نتيجة لإقدام النظام السوري على استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية في دمشق صباح اليوم الأربعاء. وأشار البيان إلى أن تركيا تطالب فريق التحقيق الأممي حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، والذي توجه إلى هناك في الأيام الماضية بالتحقيق فورًا في هذه الواقعة، وكشف الحقائق أمام العالم أجمع، موضحًا بأنه إذا صدقت هذه الادّعاءات وثبت استخدام الأسد للسلاح الكيماوي فعلى المجتمع الدولي إظهار ردة الفعل اللازمة تجاه هذه الجريمة التي تعد جريمة ضد الإنسانية.

المفوضية العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوربي:

طالبت كاثرين أشتون رئيسة المفوضية، بعثة الخبراء الأممية في سوريا بالتحقيق في الأنباء عن استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق. وقالت أشتون، في بيان لها, “اطلعت بكثير من القلق على التقارير حول احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري”، مشيرة إلى أنه يجب التحقيق من الاتهامات المماثلة على الفور بدقة من قبل بعثة خبراء الأمم المتحدة التي وصلت مؤخراً إلى سوريا

الجامعة العربية

ندد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بما وصفه بـ«الجريمة المروعة» التي وقعت، بمنطقة «الغوطة» في ريف دمشق، وراح ضحيتها «المئات من المدنيين السوريين الأبرياء جراء استخدام الغازات السامة، وعمليات القصف الوحشي، وطالب «العربي» في بيان له نشره عبر حسابه على «تويتر»، فريق مفتشي بعثة تحقيق الأمم المتحدة بـ«التوجه فوراً إلى الغوطة الشرقية للاطلاع على حقيقة الأوضاع والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة، وقال إنه: استغرب وقوع هذه الجريمة أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق والمكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية، معتبرًا أنها جريمة تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ويتوجب تقديم مرتكبيها إلى العدالة الجنائية الدولية. وناشد أمين عام الجامعة العربية الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية وفى مقدمتها أجهزة الأمم المتحدة التدخل للمساعدة على إنقاذ المصابين.

 
البحرين

أدانت مملكة البحرين المجزرة اللاانسانية البشعة، والجرائم الوحشية التي تعرضت لها مناطق في عين ترما، و زملكا، وعربين في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق باستخدام السلاح الكيميائي المحرم دوليًا، وما نجم عنها من سقوط مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء السوريين معظمهم من النساء والأطفال، بما يؤكد حجم المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري أمام مرأى ومسمع الضمير العالمي، ويوضح المجازر الشنيعة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق.
وذكرت المملكة في بيان لها أنها ترى أن مثل هذا التصرف غير المسؤول، وغير الإنساني يعبر عن تطور نوعي في الأسلحة المستخدمة في الصراع السوري الداخلي. ويعد انتهاكا للمواثيق الدولية، والإنسانية، ومواثيق حقوق الإنسان، وتابع البيان بالقول: وهذا يتطلب أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته، ويتجاوز خلافاته من أجل التوصل إلى حل سياسي يوقف إراقة الدماء والعنف والدمار المستمر على مدى أكثر من عامين، ويحقق للشعب السوري الشقيق بمختلف مكوناته تطلعاته، وطموحاته بإرساء الديمقراطية، والحرية، والكرامة، والتعددية السياسية.

وفي النهاية على السوريين وخاصة الحقوقيين والقانونيين منهم أن لا يغفلوا عن هذه الجريمة النكراء، ولا يتوانوا عن ملاحقة الضالعين بها مهما طال الزمن، وليعلموا أن هذه المذبحة لا تسقط بالتقادم.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى