مقالات

أزمة التغيير مع وكلاء الاستعمار

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

الاتفاق الإماراتي الصهيوني وموقف الأنظمة العربية منه بين الهرولة للتأييد من هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا عن القومية العربية وخصوصية المنطقة العربية؛ ورفض التدخل الخارجي في الشؤون العربية فضلاً عن الذين قالوا بأعلى صوت :إن التطبيع خيانة عظمى، ثم كان صمت القبور وانكشاف المواقف !
كل هذا ليس مفاجئًا ، بل يأتي في سياق المشهد العام بعد ثورات الربيع العربي وتكوين المربع الصهيوخليجي مصري الراعي الرسمي للثورات المضادة لاجهاض ثورات الشعوب وإهدار االحقوق المشروعة والأحلام المأمولة..

هذا المشهد الكاشف لعلاقات موجودة وغير معلنة.. يضع هذه الأنظمة في مربع واحد .. تجمع المستبد الفاسد والمحتل الغاصب .. بل أصبح كلاهما احتلال ( الاحتلال الصهيوني ‘الاحتلال العسكري والاحتلال الملكي) وهو ما ينعكس سلبًا على مناهج التغيير لإصلاح أنظمة الحكم من النضال السياسي الهادئ،إلى الفعل الثوري العنيف.. مضيقًا الخناق والمساحات على دعاة الإصلاح والمتدرج والتغيير السلمي .. لأن لكل فعل ردة فعل. ..

فالتداعيات الخشنة التي تطرأ علي العلاقات الداخلية والخارحية بالمنطقة المسؤول الأول عنها هي أنظمة الحكم التي تحكم بالحديد والنار، وليس من المتوقع أن يقابل الحديد والنار بالرياحين والورود ..
هذه الأنظمة الفاسدة بهذا السلوك المشين تصادم كل القيم والأعراف العربية والإسلامية والإنسانية عندما تنحاز للمحتل الغاصب ضد الأخ والشقيق، بل تحرص على التواجد والتحالف مع أعداء الدول والشعوب.

لقد أعادونا رغمًا عنا إلى مرحلة الاستعمار المعلن قبل خمسينيات القرن الماضي بعد أن كنّا نعيش مرحلة وكلاء الاستعمار أو الاستعمار الخفي حتى سنوات قليلة مضت.

أصبحنا في حيرة من أمرنا وفي موقف حرج أمام شبابنا.. وما عدنا نعرف ماذا نقول لهم ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى