دين ودنيا

الرسول واليهود

بشير بن حسن

مفكر إسلامي
عرض مقالات الكاتب

لقد جاءت الشريعة الغراء بالتعامل مع اليهود والنصارى والحث على الإحسان إليهم و أباحت الزواج من نسائهم وأكل ذبائحهم ،

قال تعالى ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ )

وقال عز وجل ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ…)

أما اليهود فقد جاورهم النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن جوارهم الى آخر حياته ، بل مات ودرعه مرهونة عند يهودي أقرضه مالا ، وتزوج قبل ذلك بصفية بنت حيي بن أخطب التي أصلها يهودي ، وقد أسلمت ، وفي سيرته العطرة نجد أنواعا شتى من معاملته لهم ، وادعهم ، وهادنهم ، و عاهدهم ، وباع منهم واشترى ، واقترض وأقرض ، وأكل من طعامهم حين دعاه يهودي الى خبز شعير و إهالة سنخة، أي شحم فلبى دعوته ، كما أنه أجلى بعضهم من المدينة لما نقضوا العهد ، كبني قينقاع ، و بني النضير الذين حاولوا اغتياله ، و حارب بعضهم كبني قريضة الذين خدعوا المسلمين يوم الأحزاب ، و فتح خيبر لنقضهم العهد أيضا ، كما أنه أسقط العقوبة عن بعضهم كالزبير بن باطا…
فمعاملاته عليه الصلاة والسلام مع اليهود مختلفة ومتنوعة بحسب سلوكهم وما يستحقونه ، وهذا هو العدل ، أن يعامل كل شخص وكل فئة بحسب ما يتناسب معهم ،
وبالتالي لا يغالطنكم شيوخ البلاط اليوم بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو محض سنة رسول الله !!
معاذ الله لأنه لا بد من التفريق بين عموم اليهود ، وخصوص الصهاينة المغتصبين المحتلين الظالمين ، فمعركتنا مع الظالم لظلمه لا مع اليهودي ليهوديته !! وبينهما فرق قد غفل أو تغافل عنه المطبعون من حكام العرب وشيوخ الضلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى