مقالات

“آيدن” يرد على “بايدن”

محمد علي صابوني

كاتب وباحث سياسي.
عرض مقالات الكاتب

ما يلفت الانتباه في تركيا أنه حين يتعلق الأمر بالأمن القومي وبمصلحة البلاد العليا فإن المعارضة والموالاة يقفون في ذات الخندق بوجه كل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره ، نعم فسرعان ما تجدهم قد رموا بخلافاتهم جانباً و أجَّلوا سجالاتهم وانتقاداتهم واتفقوا جميعاً ضد عدوهم المشترك .
وقد لمسنا ذلك في المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها تركيا في الخامس عشر من تموز عام 2016 وها نحن نرى ذات المواقف قد تكررت اليوم بعد تصريحات “بايدن”الأخيرة فيما يتعلق بالشأن الداخلي لتركيا، حيث عبّر النائب عن حزب “الجيد” المعارض، “كواري آيدن” عن رفضه للتصريحات التي أدلى بها مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي “جو بايدن” والتي تعهد فيها بدعم المعارضة التركية للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب “أردوغان”
وقال “أيدن” في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر : “ليس المرشح الرئاسي الأمريكي جو بايدن فقط، بل لا يمكن لأي شخص على وجه الأرض أن يخطط اتجاه السياسة التركية”.
وأضاف : “القوة الوحيدة المخوّلة بتخطيط وتصميم السياسة التركية هي الشعب التركي”.
وكان قد أعلن بايدن في وقت سابق عزمه “دعم المعارضة التركية، و”إسقاط أردوغان” إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية”.
وادعى أن “هناك حاجة أمريكية لوجود نهج مختلف تماما عن حكم أردوغان”.
وبدوره رفض رئيس “حزب الديمقراطية والتقدم” التركي المعارض “علي باباجان” التصريحات التي أدلى بها “بايدن”
وقال باباجان : “ ما قاله جو بايدن قبل 7 أشهر ظهر مرة أخرى على جدول الأعمال اليوم.. مصدر القوة الوحيد لديمقراطيتنا هو إرادة شعبنا والأحزاب السياسية لا تحتاج إلى أي دعم آخر غير هذا”.

كما ندد رئيس حزب “السعادة” التركي المعارض “تمل قره ملا أوغلو” بالتصريحات التي أدلى بها مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي وقال : “تركيا تحكم من قبل تركيا، لن نسمح لكم أبدا بتخطيط سياسة بلدنا وبغض النظر عن حجم مشاكلنا، فلدينا المعرفة والخبرة والتجربة كبلد لحل مشاكلنا بأنفسنا”.

وبدوره انتقد مرشح الرئاسة التركية السابق والمعارض الشهير “محرم إنجه” التصريحات التي أدلى بها مرشح الرئاسة الأمريكية “بايدن” وقال مخاطبا له “نقول كما قال أتاتورك: الاستقلال هو شخصيتنا.. تغيير الحكومة التركية مسؤولية الأمة التركية وليس مسؤوليتكم”.
كما أشار رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون أن “تصريحات المرشح الرئاسي الأمريكي جو بايدن
تعكس المؤامرات التي تحاك لتركيا والنهج التدخلي”، مشيرا إلى أن “هذه التصريحات لا تتماشى مع الديمقراطية وطبيعة العلاقات التركية-الأمريكية”.
يبدو أن الديمقراطية التركية قد اكتسبت المناعة ضد التدخلات الخارجية من هذا القبيل، والمؤكد أن “بايدن” جانب الصواب حين ظن أن تركيا كغيرها من البلدان التي يمكن أن تدار بالسيناريوهات المرسومة من خلف الأطلسي، على عكس معارضاتنا السورية الرسمية التي تصدرت المشهد والتي فقدت البوصلة و لم تترك حضناً إلا وارتمت فيه، حيث تمزقت وتشرذمت وتحولت إلى جسر عبور للتدخلات الخارجية على مختلف أنواعها ومشاربها وأهدافها وساهمت في إضعاف موقف الثورة السورية وتمزيقها وتشتيتها، وهذا ما يحز بالنفس ويدمي الفؤاد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى